آراء

خالد سلك.. لا يراجع ولا يتراجع «1-2»

بقلم: إبراهيم عثمان

الواعظ الرسمي للتحول الديمقراطي

عندما يسلِّم قيادي في قحت في “وزن” خالد سلك، بالصحة التامة لأخطر اتهام يوجه إليهم : نعم نحن الذين ندعي أننا أنصار الديمقراطية نطالب عادة بفترات انتقالية طويلة.

ويشرح السبب بمنتهى الصراحة: الانتخابات لا تأتي بنا، ويطالب بالمراجعة في لحظة تأنق نظري مجاني لا شك إنه الآن يعتبرها لحظة طيش تطهري لا قبل له ولا لحزبه والحلفاء باستحقاقاتها:
ثم :

▪️ لا يعترض أي من قيادات الأحزاب التي اعترف على لسانها، ويحاول، مجرد محاولة، إثبات كذب اعترافه بشقيه: المطالبة، وسببها، حتى في ذلك الوقت حين كان النفي النظري ممكناً. 

▪️ ولا يبادر هو بالتراجع عن اعترافه ويقدم الدليل/الأدلة على عدم صحته، ولا الأسباب التي غيبت وعيه، في ذلك الوقت، وحملته على هذا “الكذب” الخطير. 

▪️ولا يثبت أنه شخصياً قد سعى بأي شكل وبأي درجة إلى تحويل التطهر من تأنق نظري مجاني عابر إلى فعل حقيقي، بإقناع حزبه والأحزاب الحليفة بإجراء المراجعات النظرية والعملية اللازمة.

▪️وينخرط تماماً في دعم كل التدابير التي تؤدي إلى تطويل الفترة الانتقالية، بل يتطرف في ذلك أكثر من غيره، ويحاول أن يجمع أكبر عدد من الأسباب غير ذلك السبب الذي عندما نطق به لم يفاجئ حليفاً ولا خصماً، اللهم إلا المفاجأة بالجرأة التي هبطت عليه. 

▪️وحتى عندما يتقمص شخصية التطهري الجرئ الذي يعترف بأخطائهم في الفترة الماضية لا تجد في اعترافاته أي صلة بذلك الاعتراف الأكبر/الأصدق. 

▪️ولا يجد م. عمر الدقير ما يقوله عن الاعتراف الخطير سوى النفي الفاضح لوجود اعتراف كهذا من الأصل. 

▪️وتأتي فترة انتقالية مصممة بالكامل على ما قاله م. خالد بما فيه من مخاوف وتدابير لتلافيها .

▪️ وتنفق قحت على مخاوفها وتدابيرها الهادفة للتعامل معها من سيادة البلد، ودينها وتقاليدها وأعرافها ومعاش شعبها، من أجل جلب الرضا الغربي، وكل أنواع التدخلات الغربية وغيرها التي ترى فيها دعماً للتدابير التمكينية وإبعاداً للمخاوف الانتخابية. 

▪️ويصبح كل من يأتي على سيرة الانتخابات بغير أحاديث التوجس ومطالب التأجيل خائناً وصاحب أجندة غير ديمقراطية. 

▪️وتوازن قحت بين شراكة العساكر الذين لا تحبهم ومخاوفها من الجماهير وقرارهم الانتخابي، فتقرر أن الشراكة غير المريحة أرحم لها، وتفاوض العساكر على مضاعفة المدة التي اقترحوها في البداية للذهاب إلى ثكناتهم. 

▪️ ويكون على رأس أحندة قحت الآن الاستفادة من خلافها الحالي مع العساكر لتصفير العداد وبداية فترة انتقالية مديدة جديدة. 

عندما يحدث كل هذا، ثم : 

▪️ تكون اللازمة التي لا تفارق ألسنة قادة قحت هي “التحول الديمقراطي” الذي يمثل هدفهم الأول. 

▪️ وينبري المهندس خالد عمر لمهمة الواعظ الرسمي بخصوص التحول الديمقراطي. 

▪️ويتولى شخصياً مهمة تصنيف القوى إلى نصيرة التحول الديمقراطي، وعدوته اللدود. 

▪️ ويقولها دون أن يرمش له جفن: إن خصومهم (لا يجمع بينهم أي هدف سوى قطع الطريق على التحول المدني الديمقراطي).

▪️ويضيف: (الكفاءة الأولى لتولي منصب حكومي يجب أن تكون الموقف “الصميم” من التحول المدني الديمقراطي) .

▪️ثم يقف على بوابة الثورة الديمقراطية المزعومة ويمنع ويعطي الإذن بالدخول: (أبواب الثورة يجب أن تكون مفتوحة للراغبين في التحوُّل الديمقراطي، حتى الإسلاميين منهم). 

▪️ويعظ الجيش الذي ترجاه للبقاء شريكاً لأكثر من السنتين :(التحول الديمقراطي سيمنح الجيش فرصه أفضل لتطوير نفسه) .

وعندما :

▪️ يتعطل قيام أهم مؤسسات السلطة لسبب وحيد هو انتظار قحت -المركزي. 

▪️ويتمحور كل الحراك السياسي حول إقناع م.خالد عمر ومجوعته بالعودة إلى السلطة (لاستئناف مسيرة التحول الديمقراطي). 

عندما يحدث كل هذا، ثم نتناسى حجم الفجائع فيه، وتجدنا جميعاً نستمع بتمعن لأحاديث م. خالد عمر ونحللها ونحاول وزنها وفرز الصحيح من الخاطئ منها، لنساهم معه، عن غير قصد، في تحويلها من باطل مطلق حدثنا عنه بجرأة نادرة قديماً إلى باطل نسبي قابل للنقاش الآن.

رغم اسناد تجربتهم في السلطة، وما بعدها، لذلك الاعتراف القديم بألف دليل ودليل، عندما يحدث كل هذا فعلينا أن نتحسس أدمغتنا عسى أن نتعرف على السر الذي حولنا إلى ضحايا وجناة في ذات الوقت يقدمون مساهمتهم النوعية في حالة العبث التي نعيشها.

فلولا ثقة كاملة، ومعضدة باختبارات عملية، بدروشة تتحكم فينا لما تجرأ م. خالد عمر للوعظ والفتوى في قضايا التحول الديمقراطي. 

زر الذهاب إلى الأعلى