محاولة الاغتيال..حسابات الربح والخسارة

كتب المحرر السياسي:
ساد الارتباك في الشارع السوداني والدوائر الحكومية إثر الانفجار مجهول المصدر الذي صاحب موكب رئيس الوزراء عبدالله حمدوك صباح الاثنين في طريقه لمقر عمله بالخرطوم مرورا بجسر يربطه بمكان سكنه في حي كافوري الراقي شرق العاصمة.
تمثلت أبرز مظاهر الارتباك أن الإعلان عن محاولة اغتيال رئيس الوزراء استبقت فيه زوجته منى عبدالله الجهات الرسمية ومن ثم تبعها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فيما انتظرت الحكومة ساعات حتى خرج وزير أعلامها مرتبكا يحدث الناس أن رئيس وزراء الفترة الانتقالية نجا من محاولة اغتيال.
داخليا لا تبدو جهة متضررة من وجود حمدوك على سدة رئاسة الوزراء فالرجل منزوع الصلاحيات التشريعية وكثير من التنفيذية يقضي جل وقته في البحث عن مخرج من الأزمات المتلاحقة التي خصمت كثيرا من شعبيته وذلك وفقا لدراسات واستطلاعات الرأي آخرها مركز الجزيرة القطري في استطلاع شارك فيه عشرات الآلاف من السودانيين.
كما أن الرجل يظهر بغير ذي علم في قضايا مصيرية كالتطبيع مع إسرائيل الذي تفاجأ مجلس الوزراء وحاضنته السياسية قوى الحرية والتغيير أن الطريق إلى تل أبيب صار ممهدا للعبور وهم آخر من يعلم.
خارجيا لا ضرر ولا ضرار من حمدوك..هكذا ينظر إليه العالم..فالموظف الأممي السابق أستقبل امريكيا واوربيا بكثير من الود وقليل من الدعم المنتظر وعربيا لا ينظر إلى حمدوك لاعبا أساسيا..العرب يعلمون أن العسكر في السودان هم القابضون على مفاصل الحكم..وافريقيا ما برح الإتحاد الإفريقي يطالب الانتقال لسلطة منتخبة فقد ولى عندهم زمن الانقلابات والحكومات الانتقالية.
ردود الفعل الداخلية نفسها جاءت مرتبكة.
(قحت) سارعت بالتنديد وإعلان السند لحمدوك ولم ينسى بعضهم توجيه أصابع الاتهام أعدائهم الكيزان لكن الإسلاميين تسارعت بياناتهم منددة بالحادث ولم يفوت بعضهم الفرصة في استجرار ملامح فشل حكومة (قحت) لكن طرفا ثالثا برز مشككا في رواية الحادثة مجتهدا لإبراز كذب الحكومة مستعينا بشهود العيان.
من المستفيد من مبارحة حمدوك سلطته الانتقالية؟ ومن خطط ونفذ أول محاولة اغتيال لمسؤول سوداني رفيع منذ الإستقلال؟ ماهي الفائدة المرجوة من دخول السودان نادي الإرهاب؟ ستدور هذه الأسئلة زمنا طويلا والراجح أن لا اجابات منظورة أو منتظرة.