أسامة عبدالماجد يكتب: فايروس التصريحات

*أرعب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، مواطني بلاده والعالم أجمع بخطاب حول وضع فايروس كورونا في بريطانيا .. جونسون توقع ارتفاع عدد الحالات بشكل حاد.. وحذر من أن ذروة الإصابة بالفيروس المتوقعة في بريطانيا لا تزال على بعد بضعة أسابيع.
* ووصف جونسون كورونا بالوباء العالمي، وبأنه أسوأ كارثة صحية منذ أجيال، ويستمر في الأشهر المقبلة.. وقال إن العديد من العائلات ستفقد أحبائها قبل الأوان ..بسبب الإصابة بالفيروس المميت .. وأضاف (استعدوا لفراق أحبائكم).
*في ذات الوقت الذي دق فيه رئيس الوزراء البريطاني ناقوس الخطر .. كان وزير الصحة بالحكومة الانتقالية أكرم التوم يقلل من قدر نفسه سياسياً .. وهو يسخر من المرض .. ويقول الكورونا صغيرة .. ويباهي بأنهم (قدروا على عمر البشير ولن تغلبهم الكورونا).
*في كل مرة يخرج فيها وزير وفي مؤتمر صحفي .. يتمنى الكثيرون لو صمت .. بدلاً عن كشفه لجهله وقلة حيلته أمام الرأي العام .. ليس ذلك فحسب بل إن الحديث يكون خصماً على الحكومة .. توقعت أن يتعامل أكرم وهو الطبيب مع أخطر أزمة يعيشها العالم بأسره بقدر كبير من (المسؤولية) ، بدلاً عن هذه (السطحية).
* كنا ننتظر من أكرم قبل أكثر من أسبوع أن يعلن بعد التنسيق مع رئيس الوزراء والسلطات إعلان حالة الطواريء .. وتعليق الرحلات مع الدول الموبوءة .. وتحديداً إغلاق المجال الجوي مع مصر وكذلك المعابر.
* لا أن تتم الخطوة بعد فوات الأوان .. وبعد أن حظرت دولاً عديدة الطائرات القادمة من مصر الهبوط على مطاراتها .. لو يدري الوزير أن تأخرنا في حسم الأمور .. دفع المملكة السعودية الشقيقة إلى تضمين السودان مع دول علقت سفر مواطنيها والمقيمين بها مؤقتا، وتعليق الرحلات الجوية.
* حيث قررت الرياض أيضا تعليق دخول القادمين من تلك الدول أو دخول من كان موجودا بها خلال الـ(14) يوماً السابقة لقدومه .. وأمهلت السعودية المقيمين (72) ساعة للدخول .. قد لا يعلم أكرم أن سودانيين مقيمين بالسعودية اضطروا أمس الأول لشراء تذكرة عودة فقط بنحو عشرة آلاف ريال.
* بالمناسبة هو ذاته وزير الصحة الذي أصاب صادر الثروة الحيوانية في مقتل بتصريحات هوجاء قبل أشهر .. بإعلانه تفشي وباء مما تسبب في تدني الاقتصاد.
* قبل يومين أسدى القيادي بقوى الحرية رئيس حزب المؤتمر السودان عمر الدقير نصيحة إلى رفاقه بالحرية..طالبهم الدقير بعدم التركيز مع النظام السابق.
*ولفت الانتباه إلى ضرورة توفير حياة كريمة.. وقال (الوردة باليد الشمال لأنها أقرب للقلب والخبز باليمين).. بصراحة في كل مرة يخرج وزير يثبت عدم أحقيته بالمنصب الذي يتقلده .. وبالتالي يفترض أن يتدخل رئيس الوزراء.. ويوجه وزرائه بضبط التصريحات .. أو التقيد بالمثل (إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب).
* إن الوضع خطير جداً ويفترض إغلاق المدارس والجامعات .. ووقف كل النشاطات خاصة الرياضية ومنع التجمعات .. فكورونا ليست صغيرة كما يتوهم الوزير أكرم.