عمر بابكر يكتب: قول المحب للمحب شفاء

خرج المئات من أبناء شعبي أمس الأول الي الشوارع بالعاصمة القومية احتجاجا علي تأخير نتائج التحقيق في فض اعتصام القيادة العامة تعبيراً عن غضبهم حسب إفادات بعض الشهود من التصريحات التي أدلى بها في وقت سابق رئيس لجنة التحقيق المحامي نبيل اديب الذي طالب صراحة بتمديد عمل اللجنة لثلاث اشهر قادمة حتي يستكمل عملية التحقيق والاستماع لأقوال الشهود .

ولهذا ظن الشباب الثائر ان اديب لم يقم بالدور المطلوب وانتابهم الشك نحوه ولهذا خرجوا محتجين ولكنهم تجاوزوا بهذه الخطوة قرارات السلطة الانتقالية التي منعت بل حظرت التجمعات تحوطا لتفشي وباء كورونا القاتل فلم يحترموا النظام الذين كانوا هم سببا في وجوده الآن متسيداً المشهد السياسي .

وكيف لأمة تحلم بالنهوض والاستفاقة من عثرات الماضي أن تتحدي القانون ألم يكونوا هم بمجاهداتهم ودعمهم جزءاً من التغيير الذي انتظم البلاد ؟ بل الثوار لعبوا الدور المهم في اسقاط العهد البائد ، توقعنا منهم أن يكونوا الأكثر حرصاً علي حماية القوانين ففي ذلك اعتراف صريح منهم بوصفهم شركاء في المرحلة الانتقالية.

لماذا اذاً كل هذه المخاوف ؟ الا تعلمون أن دولة الظلم انتفت وأن شمس الحقيقة مهما تأخرت ستشرق في يوم من الأيام لتضيء الأرض بنور ربها ؟ لكم ان تعلموا الآن من قاموا بجريمة فض الاعتصام سيعاقبون علي ما فعلوه ، من خطط ونفذ .

وربما تطال المحاسبة قادة كبار في قوي الحرية لانهم علموا بالأمر واخطروا به ، حسب ما حصلنا من تسريبات قابلة للتصديق.. تمهلوا في الوقت متسع طالبوا بالحق المسلوب ولكن اختاروا الأسلوب السليم حتي لا تتسع رقعة الفتنة التي يسعي لإشعالها بقايا الطابور الخامس سعداء بما تفعلونه الان ولن يتوقفوا من تحريضكم ابدا لمزيد من التصعيد في ظل تمدد الوباء القاتل كورونا .

عدم احترامكم لتوجيهات السلطات الأمنية والصحية ان دل علي شيء انما يدل علي ارتمائكم في أحضان أعداء الثورة المجيدة رجوناكم بهدوء حاولوا اخراج الهواء الساخن المحبوس في الصدور واقبلوا علي بعضكم البعض اغسلوا الايادي والقلوب ورددوا مع الشاعر أضيئوا بالحب قلوبكم ان القلوب حين تحب تضاء.. وقولوا لمن تحبوا سلاماً فقول المحب للمحب شفاء ، الناس موتي في هجرهم واهل المحبة في حبهم احياء.

ورد تقريراً بإحدى الصحف السياسية المحلية أثبتوا من خلاله عقد مسؤول رفيع المستوي في الحكومة الانتقالية اجتماعا أعد له بعناية وبرعاية كريمة من الولايات المتحدة الامريكية وبدعم من الاشقاء المملكة العربية السعودية ودولة الامارات بأرض مصر العروبة والتاريخ .

شخصياً لم أندهش للقاء ولكني متعجب عن حجب إسم وصفة القيادي بالسلطة الانتقالية الذي التقي بمدير جهاز الامن والمخابرات السابق صلاح عبدالله قوش ، من حقهم ان يحيطوا الجلسة بالسرية ولكن لكم ان تعلموا حجم التواصل المستمر والذي لم تنقطع حباله حتي هذه اللحظة بين قوش ومنتمين لقوي الحرية والتغيير .

منذ ان كان في قمة السلطة هو من اتخذهم أبناء له وعينه الراصدة لما يدور من اعمال ، ومن حق الرجل علينا ان نبقيه شريكا للثورة العظيمة اعترافاً منا بدوره الكبير الذي لعبه من أجل اسقاط النظام السابق بضربة فنية قاتلة خطط لها جيدا واحسن توظيف قدراته العقلية .

وان لم يفعل غير فتح البوابة الجنوبية للقيادة العامة المطلة علي جهاز الامن لقلنا كفاه شرفا، لان سقوط الطاغية ثبت من اللحظة التي تدفق فيها الشباب الثائر صوب مقر القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة، لم ينتهي دوره عند هذا الحد بل سعي مع الجيش في حماية المعتصمين ليكسر بالتالي توجيهات القائد المعزول .

وبالفعل عرض نفسه للخطر ولكنه ترفع عن الصغائر وادار مع قيادات اللجنة الأمنية العليا المرحلة وكتب الفصل الأخير في حقبة الإنقاذ السوداء.. هو يستحق الاحترام ولهذا طبيعي ان يجالسه المسؤول الرفيع واظنه القائد الهمام محمد حمدان دقلو خلال زيارته الأخيرة للعاصمة المصرية من اجل طي صفحة بيضاء أراد لها بعض ضعاف النفوس ان تتسخ بالأكاذيب المضللة .

وهذا لا يعني باي حال من الأحوال تقديم قوش لمحاكمة ان ثبت بالدليل القاطع تورطه في اعمال فساد او قتل خلال قيادته لجهاز الامن له ان يحاسب ولكن إخفاء مواقفه البطولية امرا مرفوضا .

وظني ان دقلو نجح في مسعاه النبيل هذا وسينقل ما دار بينه وصلاح قوش لصناع القرار بالحكومة الانتقالية رئيس مجلس السيادة ونائبه الأول وباقي الأعضاء ورئيس مجلس الوزراء ليقرروا في مخرجات الجلسة الما منظور مثيلا بعيدا عن ما يسمي بتجمع قوي الحرية بعد ان فشلوا في ضبط الشارع الذي ما عاد مملوكا لهم كما كانوا يظنون.. يا ما في الجراب يا حاوي..

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى