إبراهيم عربي يكتب: جلاب.. ياليتك سكت!

نقدر لك سعادة اللواء إسماعيل خميس جلاب بصفتك احد أبناء جنوب كردفان / جبال النوبة ،دعوتك للفريق عبد العزيز آدم الحلو رئيس الحركة الشعبية – شمال ،العودة إلى طاولة المفاوضات في جوبا لأجل السلام المستدام وإنهاء الحرب نهائيا في المنطقتين .
ولان تسود البلاد الطمأنينة والتعايش السلمي ،فالجميع يتطلعون لحياة آمنة مستقرة يذهب فيها أبنائهم للمدارس ولا يخافون إلا التعليم ،والمزارع لزارعته ولا يخاف إلا الثعابين ،والراعي لثروته الحيوانية ولا يخاف إلا الذئب ، يتطلع الجميع لأجل خدمات جيدة وتنمية مستدامة.
ياليتك يا سعادة اللواء إكتفيت بتلك الدعوة ،دعوة حق ولم تلبسها بالباطل ،لتذكر بما يدور بمنبر جوبا من مفاوضات لم يحالفها التوفيق ، وما أدراك ما جوبا التي أخفقت في أبوتها وحضنها الدافئ للحركة الشعبية – شمال بجناحيها ، وما فائدة الأب إن لم يفلح في الصلح بين ابنائه؟.
ياليتك يا سعادة اللواء لم تدعو الحلو بصفتك الامين العام للحركة الشعبية – شمال (جناح عقار) والتي تحولت إلي الحركة الشعبية – الجبهة الثورية في مفاوضات جوبا وضمن مساراتها التي أخطأت فيها الحكومة الإنتقالية ووفدها المفاوض (التائه) ،وأعتقد ستكون سبب الأزمة والكارثة في السودان ، لا سيما المنطقتين (جنوب كردفان والنيل الأزرق).
سعادة اللواء جلاب ، لقد غادر الحلو منبر التفاوض وغادر جوبا ربما لكينيا او جنوب افريقيا أو استراليا وربما غيرها ، بالطبع سيكون غادرها بإذن حكومة جوبا وحتما إذا طلبت منه جوبا العودة للتفاوض سيعود إليها حالا ، أما بشان تغيب وفده المفاوض من قاعات التفاوض لأكثر من أسبوعين ، فتلك سياسة انتم تعلمونها جيدا وليست بعيدة عن فلسفة وثقافة وفقه الحركة الشعبية ، فلا داعي لإثارة الأوضاع.
ياليتك يا سعادة اللواء استرجعت ذاكرتك قليلا ، (إنت والحلو وعقار وعرمان) أربعتكم مهما إختلفتم او إتفقتم فإنكم (وجهان لعملة واحدة) وبل سببا فيما حدث بجنوب كردفان والنيل الازرق من إقتتال وتشريد وبؤس وفقر وانعدام التنمية والخدمات.
سعادة اللواء جلاب إنك اول والي لجنوب كردفان ممثلا للحركة الشعبية في حكومة الشراكة ومن ثم اصبحت وزيرا للثروة الحيوانية بالمركز ، تماما كما كان مالك عقار واليا للنيل الأزرق ومن ثم وزيرا للإستثمار وواليا منتخبا ، غير أن رصيدكم لمصلحة المنطقتين (abig zero) ، وربما كان الحلو العائد مغاضبا من أمريكا أفضل منكما لثنائيته في الحكم في جنوب كردفان مع مولانا احمد هارون (فك الله أسره) ، إما عرمان فقد كان مسؤولا سياسيا بالمركز ولا خير فيه ، فقد جعل من المنطقتين سرجا لحصانه ولم يجد أهاليهما منه إلا الحرب والخراب .
يا سعادة اللواء جلاب ياليتك سكت ولم تقل أن بقية الأطراف المتفاوضة بجوبا باتت قريبة جدا من التوقيع على اتفاق سلام نهائي ، وتلك بذاتها اس المشكلة ،فكانت آخر تصريحات قالها الفقيد جمال عمر (تغمده الله بواسع رحمته) ،ان المفاوضات شارفت علي الانتهاء من ملف الترتيبات الأمنية مع الحركة الشعبية – شمال جناح عقار ،ليكون الإتفاق نموذجا لبقية حركات الكفاح المسلح من الحركة الشعبية – شمال جناح الحلو وحركة جيش تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد نور للوصول لجيش قومي موحد بعيدا عن الانتماءات السياسية ، قد لا تعلم ان هذا الملف شائك وفيه الكثير من التعقيدات وتقاطعات المصالح العالمية والإقليمية العربية الافريقية والداخلية ، وبل الداخلية الداخلية وربما يقود لانهيار المفاوضات.
سعادة اللواء جلاب لازال منبر جوبا الذي تتفاخرون به (يتيما) وبعيدا عن دعم المجتمع الدولي والأفربقي والعربي ، ربما جاءتكم التسريبات بما يحاك من قرار (سلام السودان) ووضع البلاد تحت (بوت المجتمع الدولي) لضعف حكومتنا الإنتقالية ، ولكن مع الأسف مخرجات منبر جوبا بشان المنطقتين خاصة غير قابلة للتطبيق علي واقع الارض لعدة أسباب ومبررات تعلمونها جيدا ، وأعتقد إن كنتم تريدون التطبيق في المركز وفق تحالفاتكم مع الجبهة الثورية والحرية والتغيير ، هذا شان يكون الرابح فيه عرمان واصحابه ، لكنك وعقار ستكونان من الخاسرين .
سعادة اللواء جلاب أعتقد ان حل مشكلة الحرب في المنطقتين لا يتم إلا بأحد الإثنين :
1/ ان تنجح الجهود في رتق فتق الحركة الشعبية – شمال وتوحدها بوفد تفاوض واحد ورؤية تفاوضية واحدة ، وتعلم جوبا ذلك ولازالت محاولاتها مستمرة لأن تلعب هذا الدور لعدة إعتبارات ومطلوبات ، ولكنها يجب عليها أن تراعي بأن المشكلة في مخرجات مؤتمر كاودا 2017 ، وخلافات النيل الازرق بين مكوناتها داخل الحركة الشعبية وإنها من اصعب السيناريوهات .
2/ فصل قضية المنطقتين كل واحدة علي حدة ، وهنا يستوجب علي اهالي جنوب كردفان في داخل الحركة التوحد (سياسيا ، عسكريا ومجتمعيا) بما فيهم إنت وتلفون كوكو وغيركم ومن ثم التوحد فيما بينكم وبقية مكونات الولاية لاجل رؤية موحدة لحل المشكلة ، وينطبق ذات الحال علي أهالي النيل الازرق في داخل الحركة ومكوناتها المجتمعية أيضا .