العيكورة يكتب: بلد سايبة..!

بقلم: صبرى محمد على [العيكورة]
خاص بـ[متاريس]
أن تعجز الحكومة (أي حكومة) عن توفير الخبز او المحروقات أو حتى الدواء يمكن أن (يبلعها) الناس وتضاف لملف الفشل السياسى والاقتصادى وضعف العلاقات الخارجية المتوازنه ولكن أن تفشل فى إدارة ملف أناسٌ قادمين الى وطنهم بمعبر (أرقين) أو عبر مطار الخرطوم فى ظل هذه الفترة العصيبة من جائحة (كورونا) فهذا أمر يجب التوقف عنده.
الأنباء تفيد أن هُناك ما يفوق الألف نسمة عالقين على حدودنا مع مصر يفترشون الارض ويلتحفون السماء وجُلّهُم من كبار السن والمرضى ومنهم من ساءت حالتهم الصحية فأعادتهم السلطات المصرية للقاهرة ليتلقوا العلاج وعددهم لا يتجاوز الـ45 شخص أما البقية فما زالوا تحت رحمة (كفتيريا) وحيدة هى ما تمدهم بأمل النجاة بإبتزاز فاضح!.
أطلقوا صرخاتهم أدخلونا وطننا وأحجرونا صحياً كيفما شئتم ولكن الحكومة التى لا تفهم من حدود الدولة سوى الخرطوم لم تحرك ساكناً وظلت سفارتنا بالقاهرة مكتوفة الأيدى ، كُنا فى العام 1983م عائدين من مصر فى العطلة الصيفية وكان حينها حادثة غرق الباخرة 10 رمضان فأتت لنا الحكومة المصرية [مشكورة] بطائرات حربية نقلتنا من أسوان الى حلفا وأنهت مُعاناتنا فى مدة لم تتجاوز الساعات.
فالى متى تظل مُعاناة هؤلاء ؟ فإذا فشلت حكومة السيّد [حمدوك] فيجب أن لا يفشل المجلس السيادى يا أخى حركوا الطيران العسكرى ساعتين وستنتهى المشكلة طبقوا بعدها ما شئتُم من انظمة الحجر الصحى عليهم (حسسوهم) يا أخى أن لديهم دولة يهُمها أمر مواطنيها أينما كان.
أما من بقى منهُم بالقاهرة فقد تآكلت جيوبهم من نفقات الاقامة والسكن والاعاشة ، أحصروهم يااخى وأفتحوا المطار لساعات محدودة وطبقوا ما يلزم من إجراءات الحجز والحجر الصحى ما الذى يمنع؟ ولكن أن يبقوا عالقين بالخارج والأزمة الصحية تتفاقم فهذا لن يغفره التاريخ لحكومة السودان ، حكومة لا تملك خُطط ولا بدائل لخدمة مواطنيها عليها أن تحزم حقائبها وترحل.
قدوم مئات الطلاب من دولة الإمارات كمحطة وسيطة بين الخرطوم ومدينة [ووهان] الصينية وبعد أن تم وضعهم تحت الحجر الصحى بالأمارات لمدة ثلاثة أسابيع وحالة [المهذلة] التى عاشوها بمطار الخرطوم وإصرارهم أولاً على عدم مُغادرة الطائرة ثم [شبه اعتصام] على أرضية المُدرج فى منظر أقل ما يوصف بأنه فوضى وغياب دولة.
رفض هؤلاء الطلاب أن يخضعوا مرة أخرى للحجر الصحى بالسودان وهنا بدأت جولة من المفاوضات [تصور] وهرعت وكالات الانباء خارج أسوار المطار تلتقى ذوى هؤلاء الطلاب يصرحون ويصرخون ويتوعدون حتى ساعات متأخرة من صباح اليوم التالى سُمح لهُم بمغادرة المطار الى منازلهم! دون حجر صحى ولا (يحزنون) أين الدولة هُنا؟.
يا سيدى هؤلاء الطلاب لم يأتوا على حين غرة إلى مطار الخرطوم بل هناك إجراءات قد تمت ومن ابجدياتها إفادة عن صحة هؤلاء وكان هذا يمكن ان تستبق به وزارة الدكتور (أكرم) قدوم هؤلاء الطلاب والتأكد من سلامتهم بالتنسيق مع وزارة الصحة الإماراتية ثم يدخلوا معززين مكرمين ، أو أن تكون حُكومتنا غير مُقتنعة بالاجراء الاماراتى (وهذا من حقها) وعندها عليها أن تُجهّز مقر للعزل المناسب وتستقبلهم بالطاقم الطبى اللازم و[تشوف شغلها] وحينها تأخذهم الى ذلك النُزُل وبقوة القانون.
ولكن يبدو أن حكومة [من منازلهم] لم تدرس أيّاً من السيناريوهين السابقين لذا أدخلت الرأى العام فى حرج مما بثته القنوات الفضائية وجعلت منها قضية من حيث لا قضية اذا كانت هنالك حكومة تدرس وتخطط وعكستنا للعالم أننا أرضٌ بلا دولة.
قبل ما أنسى:- إستثناءات فتح مطار الخرطوم وإغلاقه لم تتوقف أمام الأجانب أليس أحق بها المواطنيين العالقين بمصر ؟ سؤال أوجهه للمجلس السيادى المؤقر!!