عمر بابكر يكتب: الأصم ما مثلك ولد
يبدو ان الخلافات الداخلية وسط قوي الحرية والتغيير قد عجلت بسقوط الفكرة التي طرحها شباب وثاب جعلتهم يصنعون الحدث في وقت عصيب لم يرعبهم النظام الدكتاتوري بل واجهوه بشجاعة نادرة.
وبصدور عارية فعلوا كل شئ في وقت اختفي فيه واحتجب عن قصد ساسة كبار لم يتوقفوا من اطلاق التصريحات الشتراء لقتل حلم التغيير في مهده لان لهم مصالح مع النظام اياه فاحسنوا استخدامهم.
وفاتهم ان تلك الاسماء ماهي الا كروت محروقة بعد ان فقدوا ثقة الشارع فيهم ليخرج من رحم الثورة قيادات تحملوا الاذي بحثوا عن المستقبل لوطنهم وشعبهم من بينهم اطل مثل هلال رمضان الشاب الوسيم محمد ناجي الاصم قائدا ميدانيا للحراك الثوري معارضا شرسا للانقاذ ومتحدثا لبقا ابدع وامتع واقنع.
واستطاع خلال وقت قصير ان يكسب احترام واعجاب الشعب الاسمر باثره عدا قلة من الذين ابتلي بهم الله احزابنا ناصبوه العداء فقد شعروا بخطورة الفتي بعد ان سحب البساط من تحت اقدامهم ولهذا حاربوه ولكنه لم يتزحزح ظل في مكانه شامخا متمسكا بالمبادئ لم يحيد عنها قيد انمله وهو الذي اوجد لتجمع المهنيين المحرك الاول والاساسي للثورة مكانة عظيمة بين التيارات التي لحقت بقطار التغيير عقب دوران عجلاته.
وبدلا من الاعتراف بافضال المهنيين علي باقي المكونات راحوا يحاربونهم بصورة واضحة بعد ان سرقوا الثورة تماما وبدلا من المضي قدما في تطبيق الشعارات المرفوعة وهي معلومة لديهم راحوا يطبقون ذات الاسلوب الذي سبقهم اليه العهد البائد تمكين الموالين لهم في مواقع قيادية تحتاج لكوادر مؤهلة بالعلم والمعرفة والتجربة.
ان الاستقالة التي دفع بها الدكتور محمد ناجي الاصم شكلت صدمة كبري لمحبيه وعارفي فضله من ثوار شاركهم في جميع مراحل التغيير التي سبقت سقوط الطاغية وزمرته نعلم ان هناك اسباب اجبرت المناضل علي هذه الخطوة وماكان له ان يخطوها الا بعد تفكير عميق ولكن ندعوه ونرجوه ان يتمهل قليلا.
صناع الثورة العظيمة كثر يرصدون ويتابعون التطورات السالبة وحتما سيكون لهم تحرك قريب يعيدوا به الامور الي ماكانت عليه قبل تغول لصوص الثورة علي السلطة التنفيذية.
جالست دكتور ناجي الاصم مرات عديدة بدون سابق موعد سمعناه يتحدث بين الثوار داخل ساحة الاعتصام شدنا نحوه صدقه وتجرده وتفانيه نعم الاصم شاب نادر ذو خلق خرج للوجود بعد ان احسنت اسرته الكريمة تربيته علي القيم الفاضلة نشهد له بطهارة اليد واللسان.
حتي خصومه واشد اعدائه وهم الكيزان لا يتطرق للجوانب الشخصية لهم يكشف سؤاتهم من خلال منتوجهم يعدد الكوراث التي الحقوها بالوطن وحجم الفساد في عهدهم الاسود ومن ثم يهددهم بالمحاسبة والعقاب جهارا ولكن المعنين بالامر تاخروا في تقديم الملفات للقضاء ليقول كلمته بحقهم.
الاصم ورغم صغر سنه وحداثة تجربته السياسية الا انه فارس مقدام لم ترعبه المواقف التي وجد نفسه فيها بل زادته صمودا وتحدي خارق نال علي اثره حب وتعاطف الجميع عرفناه معارضا قويا ومن ثم مفاوضا بارعا ومتحدثا لبقا يجيد الالقاء امام الحشود يتحدث براس مرفوع ولهذا اسند اليه تقديم الكلمة انابة عن قوي الحرية والتغيير بقاعة الصداقة.
وامام حشد رهيب عند توقيع الوثيقة الدستورية ابدع الاصم وامتع واقنع ليس فقط علي مستوي من حضروا الحدث بل حتي الذين انعزلوا من الدنيا وفضلوا توثيق مشاهد التوقيع راحوا يصفقون للقيادي والسياسي وليس الناشط بطبيعة الحال.
محمد ناجي الاصم لم يقدم خطابا عاديا كما يفعل السياسين الاخرين ولكنه قدم لوحة بديعة رسمها باحبار اختار الوانها بعناية فائقة فاستحق الخلود في قلوب اهل السودان ليتحول بعد ذلك لنغمة شجية ترددها الالسن بفخر لان من بين اهل السودان مثل هذا الابن النابهة والبطل الجسور.
لا نريد ان تكشف لنا اسباب ودواعي الاستقالة من سكرتارية تجمع المهنين احتفظ بها لنفسك فقط نقول لك عدل عنها وفورا ومن ثم اجتهد مع المخلصين وهم كثر في معالجة الاعوجاج القائم الان داخل جسم قوي الحرية من الداخل.
لاتتاخر في العودة واعلم ان الاصرار علي الرحيل معناه ان الثورة السودانية فقدت عبيرها الفواح انت من تمثله بل ايقونته كمان اهلك احبوك لانك مصادم لاتقبل المجاملة ابدا..واصل سيرك لايوجد محمد ناجي غيرك.
خواتيم
* تطبيق حظر التجوال في الخرطوم ناجح بكل المقاييس بفضل التوجيهات الصارمة التي اصدرها والي الولاية الفريق اول ركن احمد عابدون حماد ويقوم هو وبنفسه في متابعتها فقد عرفناه رجلا ميدانيا ليت معاونه في المحليات يكونون مثله..الله اعلم
* من الاوجب ان يصدر وزير التجارة مدني عباس بيانا للناس يعلن من خلاله فشله في انهاء ازمة الخبز فقد منح الوقت الكافي ولكن لا نري انفراجا فالصفوف زادت واتسعت والغريب هناك من يتحدث عن الاجراءات وقائية لجائحة كورونا.
* معاناة الشعب تصاعدت حدتها فالخبز معدوم وكذلك ندرة الجازولين مع استمرارية انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة عكس ما قاله الوزير الذي وعد بخفض ساعات القطع ولكن حديثه للاستهلاك ليس الا..فضلا علي الارتفاع الجنوني للاسعار..تري هل البلد عضت ولا الفهم شنو يا حمدوك.
* ما قاله عضو المجلس العسكري السابق بحق الثورة والثوار مرفوض لك ان تنتقد أخطاء قوي الحرية لأنهم بشر بموضوعية ولكن عهد التهديد والوعيد لن يجدي نفعا مع الثوار الم يجبوا قائدكم المعزول بامرهم علي الهروب ومن ثم الاحتجاب تعلم من الماضي مناطحة الشعوب مستحيل مهما كان حجم القوة والقدرة علي القهر ارادة الشعوب هي التي ستنتصر في النهاية لك ان تعتذر الان ولا يفعل ذلك الا القادة الشجعان ونحسب انك منهم.
* غدا نكتب عن استفاقة الدكتور كمال شداد الذي استرد عافيته وثقة الناس فيه بعد نوم عميق وذلك بعد الإعلان الذي أصدره بعدم قانونية وشرعية إجراءات الجمعية التي قال مجلس الهوان المريخي انه عقدها لتمرير مسودة النظام الأساسي الكارثي.. وجع وجع شداد الذي نعرفه رجع.. حمدا لله علي السلامة ويا علي اسد كمل نومك وكبر كومك..قصة ونهايتها هسه.. يا انت يا ابجضوم تاني مابتنوم.