مسببات الجشع وزيادات الأسعار: ولماذا يصمت الشعب عليها؟

بقلم: علي جعفر

كتب صديقي مُعلّقاً على أحد مقالاتي:
مرة لقيت بير محفورة بعمق ٧ أمتار في دار للشرطة وغير مغطاة وهي في موقع خطير جداً بفناء الدار، فخشيت أن يقع فيها مواطن فدخلت وقابلت صول شرطة وقلت له البير دي أحسن تغطوها عشان ما يقع فيها زول ولا حيوان قال لي خلي يقع إنت ما عندك شغل اتفضل شوف شغلك.

اشتكى جار لنا في الحي من وجود “حمار” مرمي في خور الحلّة، وهو الخور البيصرّف موية الأمطار، وقال الحكومة ما شايفا شُغلا، كل الناس بتجي تكب الأوساخ والحيوانات الميتة في الخور.

سأل واحد صديقو صاحب فرن: ليه ياخ بتلعبوا في أوزان الرغيف كده؟! وكمان كل فرن شغال يرفع في سعر الرغيفة ووصلتوها 4 جنيه.. ياخ انتو شغالين على كيفكم.. قال ليهو نحن برانا الشغالين على كيفنا..؟! أمشي خش كم صيدليّة أسأل من أسعار الأدوية.. وتعال قابلني.. شووف يازول كان ما عاجبك امشي أكل كسرة او قراصة وشوفا تكلّف معاك كم..؟! نحن من شوال الدقيق نطلع الف و300 رغيفة وبعد ده لو ما غطّت معانا.. حنطلع منو 2 الف رغيفة.

كثيرين من المواطنين، سلبيين جداً.. والواحد مابيعرف أبسط مقومات المواطنة الايجابيّة، وبيفتكر الحكومة دي خادمة عندو هو بيدفع ليها قروش عشان تجي تخدمو وهو يتصرف ذي ما عايز.

لما ذكرنا إنو “كما تكونوا يُولّى عليكم”، وانو حكومة نظام البشير والكيزان، ربنا سلّطم علينا، لسوء وفساد أخلاقنا.. وانو نحن الأرض الخصبة للفساد، الزرعو فيها كوادر المؤتمر الوطني الفساد والسوء الاداري وتمكينات الخدمة المدنيّة الفاشلة، وقلنا بُعد الشعب السوداني عن الالتزام بتعاليم الاسلام الفاضلة هو السبب، الاعلام المعارض ومناصري العلمانيّة، هاجمونا بلا فهم، وقالو هو غير الاسلام الضيّع البلد شنو، ونحن تاني ذاتو ما دايرين دين في البلد دي.

وأي زول بدينو.. امشي داك المسجد ودييك الكنيسة.
لكن في حكم البلد دي ماتجي تقول لينا قال الله وقال الرسول.
يا تجّار الدين.. علمانيّة بس.. والماعجبوا يقع البحر.

والمؤسف البطالبوا بابعاد الدين عن ادارة شئون الدولة ديل، شباب مسلمين، الواحد فيهم تلقى أبوه حافظ القرآن وأمُوا الليل كلو تصلي وتدعو ليهو.. وهو مفلفل شعرو ويقول ليك: “انتو ماحتدخلونا الجنّة ولا حتدخلونا النار.

وعايز اطلاق الحريات.. بلا تقييد.
ولو أختوا مشت تلعب كورة في الحلّة والشباب يتفرج في أنوثتا.. يشيل سكين ويضبحا.
ويقول ليك أنا علماني.
طب انت علماني كيف وانت ذاتك ما بتؤمن بالحريات..؟!

من حق الحريات.. انو أختك دي تصاحب العايزاهو وتتزوجو في غياب أهلا.. مادام هي مقتنعة بيهو.
ليه ما عايز تُؤمن بحريّة أختك تجيب البوي فريند بتاعا البيت ويشرب شيشة معاك..؟!
ولّا فهمك للعلمانيّة دي بس صراع مناصب سياسيّة مع الكيزان..؟!

أمّا البتاجروا بالدين.. وعاملين فيها هم أهل الله في الأرض، والصلاح والتقوى تقيف عندهم.
وينهبوا في أي مال سايب. وياكلوا في الحرام.. ويظلموا في الناس بسياسات التمكينات الحزبيّة.. ويصفوا أنفسهم بالاسلاميين حُماة الدين، والواحد دقنوا طويلة وصلاتو الخمسة فروض في المسجد، ويحضر حلقات التلاوة، وشايل سبحتو ويكبر ويهلل، وهو تلقاهو زاني وحرامي.. وتاجر جشع ومهرباتي ومحتكر.. وينافق حتى مع ربو ويتاجر بالدين.

وآخرين مرضى بالعنصريّة القبليّة، نشاطوا الحياتي كلو.. قبيلتي وقبيلتك.. والشماليين عنصريين وناس الشرق متعنصرين لقبايلم.. والغرب والجنوب وعايزين الحكم الذاتي والانفصال.. وكل قبيلة تحكم منطقتا.. والشماليين نهبو ثروات البلد.

حياتو كُلّها تجارة سياسيّة.. وهو يستغل اهلوا وحقوقم ويتاجر بيهم لمصلحتو الشخصيّة.. ويهدد باثارت الفتن والنعرات القبليّة.

وبعد ده كلو، البشير هو الفاسد.. يجب تسليمه لمحكمة لاهاي عشان يعدموه.. وهو السبب في الفساد في ال30 سنة.. ياخ.. معقولة شعب تعدادو يفوق ال40 مليون نسمة.. يسمح بفساد ذي ده.. وما يستطيع الاطاحة برئيس ذي ده 30 سنة..؟!

السياسيين والاعلاميين ذو الأجندة السياسيّة.. خطاباتكم السياسيّة العاطفيّة البتخدعوا بيها الشباب دي.. هي ذاتا جزء من فساد المجتمع السياسي.. والمفروض انتو تمشو محكمة لاهاي قبل البشير.. لأنّكم بتمارسوا في فساد أخطر من فساد البشير.. وهو تضليل الشعب ونشر الجهل وتغييب الوعي.. وما في أخطر من انتشار الجهل في الأُمّة.

شباب علماني، تمّ التحكم في عاطفتوا بريموت كنترول اسموا “فوبيا الكيزان”.. وتضليل عام للشعب.. لدرجة أن أصبح كثير من الشباب يرددو بلا وعي وبلا فهم.. “الجوع الجوع ولا الكيزان”، والنتيجة مات الفقراء والضعفاء من الناس بالجوع.. والمرض مع ارتفاع تكاليف المعيشة والعلاج.

ولا يوجد حل غير الرجوع لله عزوجل.. والالتزام بتعاليم الإسلام، في نفسك أولاً.. قبل أن تدعوا اليها الآخرين.. فليبدأ كل منّا بنفسه.
لن يصلح آخر هذه الأمّة الا بما صلُح به أولها.

زر الذهاب إلى الأعلى