العيكورة يكتب: عندما يكون الكلام ليس له معنى!

بقلم: صبري محمد على (العيكورة)
ورد فى هذه الصحيفة (متاريس) خبر مفاده أن السيّد حمدوك قد وافق (لاحظ عزيزى القارئ) وافق على مُقترح لزيارة ولاية الجزيرة للوقوف على عمليات الحصاد وأن سعادته قد وجّه بالشروع فى ترتيبات الزيارة بعد إتخاذ التدابير الصِحيّة (الصحيّة لاحظ) جاء الخبر وفقاً لبيان من الحرية والتغير تحصلت الصحيفة على نسخة منه وأشار البيان أن حمدوك وعد بتذليل عقبات الجازولين والخيش والترحيل التى تُحيط بعمليات الحصاد لاحظ عزيزى القارئ أنْ نتيجة الزيارة قبل أن تبدأ. إنتهى الخبر.
حقيقه أعدت القراءة مرتين بدهشة رئيس وزراء يُقترح عليه من (قحت) ويُدفع دفعاً لزيارة مواطنيه بولاية ! لا أريد الحديث هُنا عن بُعد الرجُل المعروف عن المواطن وإفتقاده للسند الشعبي فهذا أمر مُفرغ منه، بل ذهب الخبر بإستعلاء أن السيّد حمدوك وافق مشكوراً (لاحظ) على الزيارة بشرط أن يتم إتخاذ التدابير الصحية اللازمة لمن يا تُرى هذه التدابير؟ تجارة بجائحة كورونا أم لحمايته من مواطنى ولاية الجزيرة التى لم تُسجل إصابة ولله الحمد!.
حقيقة جملة لم تكُن مُوفقة وكلام ليس له طعم وهذا إن دلّ إنما يدُل على جهل (قحت) وتواضع الفهم السياسى للسيّد حمدوك. يا سيدى ليس بالضرورة أن تُذكر كُلّ هذه التفاصيل فى الخبر ، كونها إجراءات روتينية يُمكن القيام بها دُون أن تُعلن ودُون أن تُحرج إنسان الجزيرة وكان يُمكن أن يُصاغ الخبر لصالح (المسكين) حمدوك بأنه سيزور هو وليس (بالدفر) ولاية الجزيرة وأن يصدُر البيان عن الناطق الرسمى للحكومة وزير الإعلام وليس عبر الحُرية والتغيير ! .
ثم إن الإشارة لما سيقوم به أثناء الزيارة ووصفها بتذليل الصِعاب التى تُواجه حصاد القمح قبل إعلان موعد ولا برنامج الزيارة يحمل دلالة إستكمال (مسرحية) الشيوعيين التى بدأؤها بالأمس القريب بخصوص سعر القمح والصراع المفتعل بينهم وبين رئيس الوزراء ليجعلوا منها حوارب (عَضّ الشلوفة) وغمز العين أمام المُزارعين فتصنع منها (قحت) بُطولات زائفة ومادة إعلامية لأيام قادمة.
وأغلب ظنى أن تسعيرة القمح إتسع (بونها) بين الدولة والمزارعين فى ظل إنخفاض قيمة الجنيه المُتسارعة لذا رأت (قحت) أن تأتى بحمدوك على أقل تقدير لترفع عنها الحرج وتضع الرجل أمام مُشكلة وعليه التصرف.
أيضاً لا يُمكن تناول هذه الزيارة المُرتقبة بمعزل عن حالة التلميع التى تُمارسُها (قحت) هذه الايام لإلهاء الناس عن الضائقة المعيشية فمن (كورونا) الى حظر التجوال الى نفرة حمدوك ظلّت الحكومة تمارس الصراخ بالأصبع الممدود نحو المواطن .
وكأحد مُواطنى ولاية الجزيرة الغالية أقول للسيّد حمدوك مرحباً بكم ولا تخف يا سيدى فأهلنا بُسطاء كُرماء يغسلون أياديهم جيداً بالماء والصابون ولا يُحيّون بالاحضان إلا من أحبهُم يُفلحُون الأرض يا سيدى فى صمتٍ وكبرياء لتأكل الخرطوم والسودان أجمع أهلنا يا سيدى لن يقربُوك للمُصافحة فأطمئن فلهُم فراسة يقرأون بها القلب الوجل المُشمئز. فدعك فى عليائك يا سيدى فأرضنا طاهرة يخلع الزُوار شِراك نعالِهِم على أبوابها فأهلُها فوارس وأرضُهُم مسايد وقباب وخلاوى وأهل جُودٍ ما لهُم مثلٌ .
قبل ما أنسي:-
عندما تجد إسمك ضمن المُساهمين فى حملة (القومة للسودان) وأنت لم تدفع مليماً واحداً فأعلم أن المرحلة الالكترونية قد بدأت ! (غايتو لكن جِنس لكن).