من الذي خانكم يا ابراهيم محمود..؟!

بقلم: د. علي جعفر
حقيقة تصريح القيادي الكبير بالمؤتمر الوطني، الأستاذ ابراهيم محمود بقوله “تعرضنا لخيانة ونعتذر للشعب السوداني”، سمعته من عدة مصادر من كوادر تابعة للمؤتمر الوطني، مما يعني أن حزب المؤتمر الوطني وكوادره، يؤمنون “بنظرية المؤامرة” التي عذّبوا بها مشاعر وأحاسيس الشعب السوداني لفترات طويلة.. والآن يشربون من نفس الكأس.
وتتوجه معظم أصابع اتهام الخيانة، لرئيس جهاز الأمن والمخابرات العامة السودانيّة في فترة حكمهم، الفريق صلاح قوش، فهو المتهم الأول باسقاط حكم البشير في نظر كوادر الحزب الحاكم.
هل خانكم صلاح قوش.. يا ابراهيم محمود.. أم خانتكم التمكينات الحزبيّة على حساب تجاوز معايير الخدمة المدنيّة وعدالة الفرص عبر الخبرات والكفاءات المُؤهلة..؟! وتشريد آلاف الأساتذة الجامعيين خارج وطنهم..؟!
من الذي خانكم..؟! هل هم شركاؤكم في الحكم من ضعاف النفوس من الأحزاب الأخرى..؟! أم خانتكم سياسات الفساد وحماية “لوبياته”.. وتأسيس الشركات الوسيطة بين أجهزة الدولة وبين المؤسسات الخارجيّة.. لنهب المال العام..؟!
من الذي خانكم..؟! يا آل المؤتمر الوطني.. ” الكمشنات” لعمليات البيع؟! التي بعضها فشل وبعضها نجح.. بيع ميناء بورتسودان.. بيع أراضي الدولة ومواردها.. وثرواتها..!!
أم ربما يكون قد خانكم، كبيركم البشير.. وهو يُقسم أنّه لن يُسلّمها.. لا لمؤتمر وطني ولا لحركة اسلاميّة.
ربما تكون خانتهم التبديلات الوزارية المختلفة، فكوادر المؤتمر الوطني جعلت من المواقع والمناصب الدستوريّة مواقع حصريّة لهم، وأبراهيم محمود أحد الأمثلة لهذه التمكينات، يشغل أحدهم منصب وزير، ثم يتم اعفائه ليتحول لوالي ولاية، ثمّ يتم اعفائه ليتحول لوزير، ثم يتم اعفائه ليستلم مقاليد وزارة أخرى، ثم يعود واليّاً لولاية أخرى، ثم وزيراً.. وكأنّ حواء السودان قد عقمت عن انجاب غيرهم.
من خانوا جيل الزبير محمد صالح.. وجيل ضباط الجيش الأحرار الذين تمت تصفيتهم.. ومن خانوا دين الله عزوجل.. وتاجروا به.. كان نصيبهم “خيانة” اطاحت بهم من الحكم.. وقذفت بهم في متاهات “نظرية المؤامرة”.. لتبقى الحروف المريرة تتردد في دواخلهم.. “تعرضنا للخيانة..؟!
ستبقى نظرية “مؤامرة الخيانة” تُؤرق مضاجع كوادر وقيادات المؤتمر الوطني.. لفترات طويلة.. ولن يعود هذا الحزب لمسرح السياسة السودانيّة لـ30 عاماً قادمة.
السيد ابراهيم محمود.. نائب رئيس المؤتمر الوطني ومساعد رئيس الجمهوريّة سابقاً.. من خانكم هو الظلم.. والظلم يُولد في النفوس الضغائن والأحقاد.. والدولة الظالمة لا ينصرها الله عزوجل.