عن مديح الفشل أو شعار «الجوع ولا الكيزان»

بقلم: إبراهيم عثمان

بعد وعود التنمية التي لم يعرف السودانيون مثلها، وبعد التفنن في تقديم كل أنواع الأعلاف “الرخائية” ، وبعد وعود الانتقال سريعاً إلى مصاف الدول العظمى، وبعد احتفالات العودة إلى العالم بعلمانيته وسيداوه ويهوده وأوثانه ومرايسه وحربه على القرآن الكريم، وما سينتج عن ذلك من دعمه لنا، بعد كل ذلك تراجع القحاطة إلى خط الدفاع الأخير الذي يحمله العنوان أعلاه، وأنتجوا من الأعلاف ما يبرر هذا التراجع ويزينه. هذا الشعار هو إعلان فشل مكتمل الأركان وذلك يتبدى في التالي :

⁃ ما كانت قحط لتلجأ إليه لولا أن الجوع قد أصبح أظهر من أن يغطيه أي علف مهما تفننت غرف الدعاية.

⁃ جعل غرف الدعاية تنتج أعلافاً لتبرير الجوع والبحث عن جانب إيجابي فيه بدلاً من أعلاف الرخاء وحملات شكراً حمدوك.

⁃ حملة تفضيل الجوع على الكيزان سبقتها حملة المماهاة بينهما وتحميل الكيزان مسؤولية الجوع في زمن القحط، و ذلك، على كذبه، يعادل القول : إن قدرة الكيزان على التعطيل أكبر من قدرتنا على الإنجاز !! وبذلك لا يكون للكذبة عائد سوى الاعتراف بالفشل الذريع.

⁃ إذا قسنا الإنجاز الأكبر لحكومة القحط والذي تتباهى به وتبيعه علفاً لا ينقطع أعني حملات الفصل وتمكين كوادر أحزاب الفكة اليسارية، إذا قسنا هذا إلى دعوى أن التعطيل الكيزاني أكبر من الإنجاز القحطي، فهذا بمثابة اعتراف بانعدام فائدة الإنجاز الأكبر !!

⁃ إذا قسنا حجم ادعاءات التعطيل وصناعة الأزمات وتأثيرها المزعوم في صناعة الجوع إلى حجم ما تم رفعه فعلاً إلى القضاء من قضايا التعطيل، وهو تقريباً صفر، سنكتشف تهافت الإدعاء وإيمان القحاطة بكذبه.

⁃ يتجاور مديح الجوع مع دعوى تسبب آخرين فيه، أي الكيزان، وبدلاً من المماهاة بينهما وذمهما معاً اضطر القحاطة إلى التفريق بينهما وتفضيل الجوع، الأمر الذي يعني صراحةً أن الجوع جوعهم، وإلا فما الداعي لمدح منتج كيزاني مزعوم؟ وما الداعي لصناعة مقابلة بين الجوع والكيزان تباعد بينهما وتفضل أحدهما ؟!

⁃ أطبق الجوع على الناس وشكل خطراً على حكومة القحط فاستغاثت بحميدتي لينقذها من ورطتها الاقتصادية، فرفضت بعض الجهات المكابرة داخل قحت وأطلق ساستها وذبابها الالكتروني حملة شتائم ضد حميدتي فاستقال من رئاسة اللجنة.

⁃ تفاقم الجوع وتزايدت معدلاته بصورة جنونية في فترة رئاسة حمدوك للجنة الطوارئ الإقتصادية، وماتت اللجنة منذ لحظة رئاسته لها بشهادة الدكتورة مريم الصادق في حيثيات استقالتها التي لم تجد أي رد من المسؤولين في اللجنة أو من قيادات الدولة أو حتى غرف الدعاية التي لم تجد قراراً واحداً للجنة لتبني عليه حملة شكر لحمدوك.

⁃ عاد القحاطة إلى الاستنجاد بحميدتي مرة أخرى، وصمتت الأصوات الناقدة، لم يمنعها من الانتقاد هذه المرة حبٌ مفاجئ لحميدتي بل يقينٌ راسخ بالفشل أثبتته فترة رئاسة حمدوك للجنة، وبأن أعلاف حملة “الجوع ولا الكيزان” لم تجد من يشتريها من الواقفين والنائمين في صفوف الخبز والغاز والمواصلات والوقود.

– بدأت حملات تضخيم إنجازات اللجنة منذ لحظة عودة حميدتي لرئاستها مرة أخرى، ولكن بدون عبارة شكراً حميدتي، وبدون شكراً حمدوك، لصعوبة الجمع بينهما، ولما تسببه أي منهما منفردة من حرج، فالأولى ثقيلة على قلوب القحاطة، والثانية ستكون كذبة شديدة الوضوح.

– الطريف أن بعض ذباب قحت قد بدأ يروج لفكرة أن الأمل في نجاح اللجنة بتشكيلها الجديد يعود إلى يقينهم بأن المحافير كانت لدى من أصبحوا جزءاً من اللجنة !! والأطرف أن أحد قيادات البعث قد نفى صحة منشور منسوب له وذكر بأن منشوره الأصلي يحتوي فقط على التبشير بأن الأسبوع القادم سيشهد حل مشاكل الدقيق والوقود والكهرباء وليس فيه شكرٌ لحميدتي .. والأشد طرافةً أنه لم يذكر الأزمة محل مسؤوليته، أي المواصلات ! لنحسن الظن ونجد له العذر فلعل الكورونا – مشكورة – قد أراحته من همها كما أراحت الحكومة من هموم كثيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى