الموازنة .. (الفيهو بخور) !

* الأيام تمضي سريعاً و2019 في خواتيمها، وحالة ترقب بشأن موازنة العام الجديد .. والجميع ينتظر حراك الحكومة الذي ينبغي أن يصب في الموازنة .. والمثل الشائع يقول (الفيهو بخور بنشم).. التحدي كبير دون شك.. وامتحان عسير يقابل الحكومة.

* قطع وزير المالية بعدم رفع الدعم على الأقل حتى منتصف العام المقبل .. وفي ذات الوقت سيتوجه إلى تصميم برنامج لرفع الدعم عن السلع والاستعاضة عنه بدعم نقدي حتى للميسورين.. وهي معادلة عصية الاستيعاب .. حيث لم يوضح الآلية التي سينفذ بها الفكرة.
*اعتقد أن الحكومة لديها موازنة لنصف عام فقط .. خطة الـ (200) يوم هي التي تشغل الحكومة أكثر من الموازنة .. وبالمقابل عين الحكومة على منتصف 2020م .. وقد كشف وزير المالية عن أنه حتى يونيو المقبل سيكون انجزت الإصلاح الهيكلي بالنسبة للموازنة والسياسة المالية.
*لكن الحكومة قطعت على نفسها حزمة من الوعود .. منها توظيف مائة ألف شاب .. وذلك على لسان رئيس الوزراء .. بينما جاء وزير المالية وخفض الرقم إلى ثلاثين ألف .. يقترن ذلك مع ارتفاع معدلات البطالة بالبلاد .. من الوعود زيادة المرتبات بحسب وزير رئاسة مجلس الوزراء، خلال اجتماعه مع تجمع المعلمين.. وبالتالي ينسحب ذلك على ضرورة زيادة المعاشات.
*هناك حزمة من التساؤلات لم تجب عليها الحكومة حتى اللحظة .. ومشروع الموازنة لم يقدم بعد دعكم من إجازتها لدى مجلسي الوزراء والسيادة .. هل هي موازنة برامج أم بنود ؟ .. وهل ستتضمن الصرف على كلفة السلام الباهظة ؟ .. خاصة مع حديث عن تعويض اللاجئين والنازحين بشكل فردي.
* وهل كل الموارد ذاتية أم هناك قروض ومنح خارجية .. وإن كانت هناك منح، هل الحكومة نجحت في اتصالاتها الخارجية أم لا وإلى أي مدى ؟ .. كما أن السودان منح دولة الجنوب أملاً في مراجعة رسوم عبور النفط .. وهذا بلا شك سيضعف موارد البلاد.
* قضية الديون واحدة من الملفات التي استعصت على النظام السابق .. الآن أقساط الديون وسدادها هل ستكون حاضرة أم سيتم إعفاؤها وكيف ومتى ؟ .. حتى ملف الإبقاء على الولايات بصورتها الراهنة .. أو التحول لأقاليم فهذه لها أثرها في الموازنة المقبلة .. وحتى الآن ليس هناك ما يفيد بذات الخصوص.
* التحدي الحقيقي الذي يجابه الموازنة هو هيكلة الخدمة العامة (مدنية أو عسكرية) .. لو مضت الحكومة في اتجاه الهيكلة هذا سيترتب عليه التزامات مالية طائلة .. متعلقة بحقوق العاملين المغادرين.
*كما لا ننسى تعهدات قاطعة بمجانية التعليم العام والعلاج .. وهي دون شك كلفتها عالية .. ولم يتم تحديد آليات تنفيذ تلك الوعود.. فيما لم تجب الحكومة على سؤال، أياً من السلع ستصرف عليها لزيادة الصادرات.. وهذا يستدعي تعظيم زيادة الإنتاج والإنتاجية .. مثل سلع (الثروة الحيوانية، الصمغ والسمسم) ..
*ومهما يكن من أمر لننتظر عودة وزير المالية الذي طال غيابه أكثر من اللازم بواشنطن.

زر الذهاب إلى الأعلى