تقارير

المحرر السياسي يكتب : جائحة الأمم المتحدة

لا تكاد الخرطوم تخرج من جائحة إلا وتتلقفها أخرى…جوائح الخبز والوقود والغاز والدواء ..والبعثة الاممية.

تتاهب الخرطوم فتح مطارها رغما عن انف جائحة كورونا لاستقبال طلائع البعثة الاممية بطلب من رئيس الوزراء عبدالله حمدوك يقول إنها تحت الفصل السادس بدلا عن السابع الذي ادخلت الحكومة السابقة البلاد فيه.

مبررات حمدوك لا تجد قناعة لدى الرأي العام وسبقهم في ذلك المكون العسكري بمجلس السيادة باجتماعات ثنائية بعضها عاجل وبعضها متنها  مما زاد الأمر غموضا..لماذا يأتون وماهى مهمتهم؟ ماذا سيفعلون بسيادتنا وقرارنا الوطني؟ تلك هى الأسئلة ولا خيارات واضحة للاجابات.

يعرف الفصل السادس بالقوة الناعمة للتدخل الاممي بخلاف الفصل السابع والذي يتصف بالقوة العسكرية..وتبدو في السادس الأمم المتحدة كمستشار للحكومات في شؤون الدولة ولكن لا احد يعلم بالضبط حدود تلك الاستشارات ومدى إلزامية الدول باجرائها قبل اتخاذ القرار الوطني وإن كانت مرجعية ذلك معلومة لكل الاطراف ولكن _ ايضا_ متى كانت مواثيق الأمم المتحدة ملزمة لمن اراد الالتفاف عليها؟.

1995 صدر القرار 1591 بموجبه وصلت قوات يوناميد تحت الفصل السابع تبعتها عدة قرارات جميعها تحت ذات الفصل الذي يشمل حظر السفر ودخول السلاح ووقتها لم تكن القوات المسلحة يسمح لها بحرية الحركة داخل السودان ليس في دارفور فحسب بل يمتد الامر ليشمل الجنوب والنيل الأزرق وجنوب كردفان وابيي.

والحال هكذا فإن إنتقال السودان من الفصل السابع إلى الفصل السادس يعد إنجازا مهما لحكومة حمدوك..هكذا يرى بعض الخبراء..ولكن من يضمن جائحة المنظمة الدولية؟ من يضمن عدم تحول القوة الناعمة إلى كاسرة؟

لا أحد يعلم حتى الآن ما هو موقف المكون العسكري بصورة واضحة وهو اول المعنيين إذ يناط بالبعثة إجراء هيكلة القوات المسلحة والقوات النظامية بما يتوافق والتزامات الحكومة في مفاوضات السلام واتساقا أيضا مع قانون جديد أمام الكونغرس الأمريكي لدعم المدنيين السودانيين وينص في فقرة منه على تبعية جهاز المخابرات العامة للجانب المدني في معادلة الحكم القائمة حاليا.

عموما ستكون الخرطوم في مايو المقبل أمام جائحة جديدة المؤكد فيها انها ستفرض العزل المنزلي على بعضهم ولا يدري أحد إلى اين سيقود العزل خاصة أن لجنة نبيل اديب للتحقيق في فض الإعتصام تنتظر إعلان نتيجة ما توصلت إليه مع بدء ظهور اصحاب القبعات الزرقاء.

زر الذهاب إلى الأعلى