صبحي تربو يكتب: الرحل والتاريخ المنفى
الرحل شريحة كبيرة من مجتمع غرب السودان، رعاة بحضارة عريقة ضاربة في العُمق، ويمثلون قرابة ثلث من سكان دارفور، وجودهم مرتبط بتاريخ قديم، وسمعة عريقة طيبة.
هي شريحة إجتماعية مُسالمة تعيش على الصيد، وتربية الماشية، مترَحّلة من مكان إلى آخر حسب مصادر التنمية الريفية، للبحث عن مياه، مرتع جيد للماشّية.
وقد واجهوا أشدّ أنواع المعاناة، و الظلم التاريخي، لم يتحدث عنهم أحد، بل كل الأنظمة في الحقب التاريخية لحُكم السودان لم تضع لهم أدنى أهمية، وتعاملت مع الرٌحل كرعاة حيوانات ليس إلا..!
رغم إدراك الحكومات بأن الرُحل تمتلك في السودان أكثر من 95% من الثروة الحيوانية، ويساهمون في الدخل القومي بأكثر من 20%، و رغم ذلك لا عائد لهم من الدخل بأي شكل من أشكال الخدمات الصحية والتعليم
وأن نسبة تفشي الأمية بشكل كبير، و بنسبة تصل ال70% وسط هذه الشريحة الهام ولا سيما، وسط النساء، وكبار السن من الرجال، تنقصهم أدنى مقومات الحياة الكريمة من صحة، و تعليم، ومياه
المؤسف لقد تم إجهاظهم من كتب التاريخ، مزقهم الإنسان الجاهل بالصراعات، وتأجيج النزاعات القبلية، ومزقهم أكثر المثقف الانتهازي..
و مزقهم أكثر فأكثر إعلام السلطة، و تشويه صورتهم حين كذب المجازر، و تناسى المعاناة، دمرهم إعلامياً، ورسخ نمطية سيئة لإنسان البدو بأنهم رعاة مسلحين يقومون بالنهب، واغتصاب النساء، و تقديمهم كقرابين..
لم يكونوا يوماً وحوش، ومجرمين بل كانوا و ما زالو أمة مُسالمة بحضارة عريقة وعميقة، اقل م يمكنني وصفهم بأنهم دعاة السلام و التعايش الاجتماعي
النسب الموضحة أخذتها من دراسات علمية المرجع (وزارة التربية والتعليم – إدارة، وإحصائيات الرُحل 2008م)
لاحقاً سأتناول مشاكل الرحل، وطرحها بصورة مُفصِلة
– من مشاكل التعليم، و شكل مدارس الرُحل، المستويات، والبيئة التعليمية
– ثم الصحة، وحصر المرافق الصحية أن وجدت، وطرق العلاج
– الاستقرار
– المراحيل، والصراعات الموسمية
_ الرحل من ملف السلام