د.مبارك الكودة يكتب : شان عيون أطفالنا ما تضوق الهزيمة

عظيمة جداً هي مقولة ( لكل مقام مقال ) هذه المفردات الثلاث تتدفق حكمة وموعظة حسنة ، وفي التزامها تقوي للناس من شر الفتن والمحن فالمقام هو الذي يفرض المقال ولكي يكون المقال مفيداً يجب أن يتفق تماماً مع المقام الذي يتنزل عليه ٠
والناظر لما نقوله اليوم كساسة يجد مفارقة عظيمة بين المقال والمقام وتذكرني هذه المفارقة بيتاً لأبي الطيب في قصيده يمدح فيها سيف الدولة يحقق ذات المعني :
وَوَضْعُ النَّدَى فِي مَوْضِعِ السَّيْفِ بِالعُلا مُضِرٌّ كَوَضْعِ السَّيْفِ في مَوْضِعِ النَّدَى
وبالطبع هذه المفارقة بين المقام والمقال تدل علي جهل فينا وعدم رشد ولذلك دعونا أيها النخب و بعقل العامّة ننظر للواقع الاجتماعي السياسي في وطننا خوفاً من ضياعه ثم نحدد من بعد ذلك نوع المقال الذي يحتاجه المقام فهل يا تُري نحن في حاجة لهذا الكم الهائل من هذا الخطاب المشحون بالكراهية والحقد بلا شك نحن لسنا في حاجة لهذه الشحنات السالبة التي ملأت الفضاء الاسفيري حتي اصبح له رائحة كريهة اصابت الجميع بإحباط شديد ٠
إخوتي الكرام خلط الأوراق واللعب بمقدرات شعب و مسئولية بحجم الوطن بكل تفاصيله سفه وعدم رشد يحتاج منا كمواطنين في هذا الظرف الصعب الالتفات بمسئولية لما يجري في الوطن ويحتم علينا ذلك ابتداءً التخلي من كل صراعات انتماءاتنا العقدية والأيديولوجية والسياسية والجهوية ونجعل من السودان هماً واحداً لكي نتحاوز هذا المنعطف
الخطير والتحية للشاعر الوطن القدال وهو يتمني :
لو صحيح غنينا بالدمعه الحميمه
ولو دموع الفرحه ما لاقت غنانا
بكره نرجع تاني للكلمه الرحيمه
شان هنانا و شان منانا و شان عيون اطفالنا ما تضوق الهزيمه

مبارك الكوده
٣/ نوفمبر / ٢٠١٩

زر الذهاب إلى الأعلى