عمر كابو يكتب: فيصل محمد صالح لماذا الغضب؟

تصريحات وزير الإعلام المتكررة تظهر سخطه البالغ على الإعلام جملة في ما مضى من عمر حكومة حمدوك فتبرمه و تذمره هذا كنا سنقبله لو أنه قد أتى من رجل غيره ليست له خلفية بهذا الحقل؛ أما كونه يصدر من رجل عارف وعالم ببواطن الأمور بالدرجة التي يستحق أن يخلع عليه لقب خبير فهذا لعمري شيء يدعو للعجب والدهشة بل والقلق.

فيصل محمد صالح يعلم أن الإعلام مرآة الشعوب التي تعكس حركة المجتمع وسكونه وتطلعاته و آماله وآلامه و على هذا فإن هناك جدلٌ بين مايحدث في المجتمع و بين ما يعكسه الإعلام، ومن هنا كنت أتوقع أن يكون السيد فيصل شجاعًا مع نفسه وصادقًا وأمينًا معها في الإجابة عن هذا السؤال الجوهري هل هو شخصيًّا راضٍ عن حكومة حمدوك، و بطريقة أخرى لو كان قلمه السيال لم يزل يكتب هل كان سيحبر الورق و يدبج المقالات الطوال ثناء و تمجيدًا لهذه الحكومة؟

يا سيدي الوزير لم أرَ حكومة أحبطت الشعب مثل هذه الحكومة، أداء وزاري في غاية الخمول والتكلس والبطء، بطء ينافس السلحفاة في ثقل وضعف حركتها، حكومة بلا رؤية بلا مبادرة؛ بلغ ذلك مرحلة تستكثر فيها أن توصفها (حكومة رزق اليوم باليوم ).
حكومة أعلنت على لسان رئيس مجلس وزرائها أنها لن تعتمد على الهبات والمعونات لنتفاجأ بتصريحات وزير ماليتها المحبطة بأن ميزانية ٢٠٢٠ سيمولها أصدقاء السودان (شحدة وكده)، حكومة انفرط عقد الأمن فيها و بلغ حد أن فقده المعلمون و الطلاب في مدارسهم و الموظفون في أماكن عملهم، حكومة العنوان العريض لها إشاعة روح الفوضى في البلاد حتى وصلت مرحلة أن يغلق لجان مقاومتها المحلية و يطردون مديرها التنفيذي،حكومة فقدت فيها المستشفيات الدعة و الراحة والهدوء اللازم للمرضى؛ فغدت محلًا للصياح و الشغب والصخب بل و أخرج منها أطباؤها ملائكة الرحمة و طردوا شر طردة.

حكومة اهتزت فيها أركان العدالة فشاهدنا لأول مرة معتقلين سياسيين يعتقلون زهاء سبعة أشهر في انتظار التنقيب و البحث لهم عن تهم لإدانتهم بها، حكومة وزير الشؤون الدينية والأوقاف بها همه الشاغل البحث والتنقيب عن عبدة الأوثان و الأحجار، حكومة دنست وزيرة خارجيتها وطنها بتوريد كميات مهولة من الخمور(ما استعمال دبلوماسي) تكفي لعربدة كل حكومات إفريقيا وليس حكومة بلادها فقط.

حكومة خرج علينا وزير صحتها بتصريح غبي أفقد بلادنا خمس إيراداتها لخمس سنوات قادمة، حكومة وزيرة الرياضة أهم مايشغلها ليس دعم مناشط الشباب ولا الرياضة ؛و إنما شغلها الشاغل وهمها المُقْعِدُ المقيم محاكمة الشيخ عبدالحي يوسف وإسكاته، أما بقية الوزراء هم مشغولون بإقصاء الخبرات و استبدالها بكوادر رخوة غير مؤهلة شاهدنا على إثر ذلك انهيارًا تامًّا في كافة مرافق الدولة؛ فأصبحت الخدمات أكثر تعقيدًا وصعوبة.

أما وزارتك سنكف النقد عنها احترامًا لشرف الزمالة، سيدي الوزير بالأمس شغلت الرأي العام حكومتكم (بقميص رئيس مجلس الوزراء) عن أهداف الزيارة والمكاسب المرجوة من زيارته للفاشر و منحت وسائل التواصل الاجتماعي موضوعًا انشغلت به عن كل ما صاحب هذه الزيارة من أحداث. شغلنا قميصه عن الهتافات المضادة التي قوبل بها واللافتات الرافضة للزيارة التي رفعت في وجهه، شغلتنا عن التقويم الموضوعي لهذه الزيارة والإجابة الموضوعية لأهم سؤال لماذا رفضت جماهير الفاشر الاحتفاء بحمدوك مثلما رفضت من قبل الأصم و خالد سلك؟! و السؤال الأصعب كيف تركتم رئيس مجلس وزرائكم يذهب لولاية دون الإعداد الجيد لها للدرجة التي يقابل فيها بهتافات و لافتات مناهضة و أخيرًا سيدي الوزير أصدقك القول أنني نقبت وبحثت واجتهدت في أن أجد لكم إنجازًا واحدًا نثبت الفضل فيه لكم فما وجدنا، على هذا فنحن نترقب بشوق و لهفة أن تخرج علينا في مؤتمر أو لقاء صحفي لإطلاعنا على إنجازاتكم حينها ستجد صاحب هذا القلم أول المسارعين للإشادة والثناء على حكومتكم.
أين الزميل عثمان شبونة لأقتبس منه كلمة (أعوذ بالله) خاتمة لهذا المقال.

زر الذهاب إلى الأعلى