إعتصام نيرتتي.. ووصول المطافيء!!!

بقلم: محجوب حسون
(1)
لليوم الثامن علي التوالي يتواصل اعتصام نيرتتي بولاية وسط دارفور بسبب أكثر من (48) حادث مابين قتل ونهب وإغتصاب من قبل مليشيات مسلحه عاثت في الارض فساداً وحرمت أهالي المنطقة من الزراعة علاوة علي نشر الرعب والهلع وسطهم فيما وصل وفد إتحادي بقيادة عضو مجلس السيادة التعايشي وعدد من الوزراء وقادة الاجهزة الامنية ودخلوا في إجتماع مغلق لأكثر من (8) ساعات مع ممثلي المعتصمين وإنفض الاجتماع برفض المعتصمين مخاطبة الوفد لهم وكان الوقت يشير إلي دخول وقت المغرب فيما رجع الوفد للمبيت في نيالا علي أن يعود صبيحة اليوم (الاثنين)..!! لمخاطبة المعتصمين بعد تعهده بحل المطالب والتي تركزت في الجوانب الامنية وفيها تعهد قائد ثاني الدعم السريع عبدالرحيم دقلو بتوفير (100) عربة لحفظ الامن بالمنطقة وحماية الموسم الزراعي.
وكانت قيادات المعتصمين خاطبت المعتصمين( لايف) قبل حضور وفد الخرطوم بانهم ينصحون وفد الخرطوم بمتابعة قضية الاعتصام عبر( منصات التواصل الاجتماعي) بدلا من الحضور إلي نيرتتي دون تسليم البشير وهرون وعبدالرحيم للمحكمة الجنائية الدولية بسبب حرب دارفور التي حصدت مابين (10) ألف إلي (300) ألف شخص في العام 2003م.
(2)
وللأمانة والتاريخ إعتصام نيرتتي أعاد للأذهان كل تفاصيل إعتصام القيادة العامة للجيش بالخرطوم إبان ثورة ديسمبر المجيدة التي إقتلعت نظام الإنقاذ 2018م .. نعم أعاد للأذهان إعتصام القيادة العامة بكل تفاصيلها وطقوسها وشخوصها كانما هو..هو.. فهناك كانت (كنداكات) وشفاته وهنا في نيرتتي شباب و(ميارم دارفور) بجودهن وكرمهن وصبرهن وحسن صناعتهن لأشهي المأكولات الشعبية في دارفور وتقديمها للمعتصمين.
وفي الخرطوم لو عندك خت.. ولو ماعندك شيل… الشاي بجاي.. وهنا صندوق دعم الاعتصام متكفل بكل شئ من أهل المنطقة.. وهناك تدخل الراسمالية الوطنية من التجار لدعم الاعتصام بمساعدة دول المحور وفي نيرتتي تدخل الجميع بالقوافل و(النفير) لدعم إعتصام نيرتتي لإستمراره تحقيقا لمطالب الثوار حتي ولو بعد حين.. صبه يعني صبه!.. والكل يتذكر (المخططين ،المنفذين والمشاركين) في فض اعتصام القيادة العامة للجيش صبيحة العيد!!!
(3)
نعم التاريخ يعيد نفسه كما بدا بتشابه إعتصام نيرتتي مع إعتصام الخرطوم ليتذكر (خفافيش الظلام) الذين قاموا بفض إعتصام القيادة العامة لتفجع الامة السودانية في شبابها وهم يقومون بجريمتهم النكراء أمام القيادة العامة للجيش دون أي تدخل في أخر رمضان والشباب مقبلين علي العيد.. أوكما يقول المثل الدارفوري كاتل(قاتل) الروح وين بروح.
ليظل أصحاب جريمة فض الاعتصام يتذكرون قبح فعلهم وبئس مصيرهم باعتصام (نيرتتي) ليعلموا أن الارض فيها ثلاث محاكم محكمة القضاء ، محكمة الضمير ومحكمة المجتمع وإذا فلتوا أو هربوا من كل ذلك فهناك محكمة ملك الملوك (الله) يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات غير السماوات.. يوم توضع الموازين بالقسط.
الملاحظ لاول مرة يحس أهل دارفور بالهتاف (كل البلد دارفور) في نيرتتي بعد قيام وقفات في الخرطوم وعدد من مدن السودان تضامنا مع اعتصام نيرتتي.. العافية درجات.
(4)
الافضل للحكومة الإنتقالية أن تعمل بصدق وإخلاص وتضع كل المواطنين تحت رعايتها لافرق بين مواطن الخرطوم ومواطن نيرتتي او القضارف أو بورتسودان كلهم مواطنون من الدرجة الاولي وليس رعايا والاهم من ذلك أن حل القضايا يكون في مهدها قبل إستفحالها او تعقيدها او كما يقول أهل دارفور حلا باليد ولا حلا بالسنون او الاسنان بعيدا عن حل إطفاء الحريق بعد نشوبها بعربات (المطافي) ممكن يكون الإطفاء وربما لا يحدث !
وبالطريقة الاخيرة ستبدد الحكومة الانتقالية وقتها في السفر من ولاية لولاية لمخاطبة المعتصمين وحل الاشكالات إن إستطاعت إلي ذلك سبيلا وقطع شك بحسب مانرى… اعتصام نيرتتي لن يكون الاخير.. وستعقبها صبات… ووقفات.. طالما أن الحكومة الإنتقالية لم تخرج من دائرة التفكير التقليدي في الحلول ومخاطبة جذور الازمة والدنيا ديمقراطية.
أخيرا….
المطلوب من محترفي السياسة ولعيبتها وسماسرتها الإبتعاد عن قضية نيرتتي وترك الاستغلالية والإنتهازية ودس السم في الدسم.