د. عمر كابو يكتب: في ذكرى مولد نبي الرحمة

يصادف اليوم الذكرى الحبيبة الرحيبة الرحيمة لمولد نبي الرحمة و هادي البشرية من ضلالتها سيدنا محمد (عليه الصلاة والسلام )الذي بعث رسولًا ورحمة للعالمين.

أبان مولده عن طيب عنصره
يا طيب مبتدأ منه ومختتم
أشارت سيرته (صلاة الله و سلامه عليه )إلى أنه كان صاحب نفس شريفة كبيرة أطلت من عليائها متساميةً على دنيا تموج بفتنها و مغارمها واعتداءاتها وانكساراتها فحول ذلك الواقع إلى طلائع إشراق وعطاء ونور، فكان كذلك سيرة تنفح روادها بالأدب العالي الرفيع والقواعد الحصيفة و السياسة الرشيدة.
هاهي ذكرى مولده(صلى الله عليه وسلم ) تطل علينا في السودان في ظل فساد سياسي يكاد يطبق على وسطيتنا الدينية المعتدلة التي مثلت الأمة الشاهدة اعتدالًا و وسطية سمحة، تطل علينا و أمواج من الدعوات الفاسدة تحاول تغيير هذا المنهج الديني المعتدل اعتمادًا على أشباه رجال باعوا ذممهم للشيطان وأولياء نعمتهم من دول الاستكبار.
هاهي هذه المناسبة الخالدة تأتي و رواد الفكر الجمهوري يبشرون في وضح النهار بفكرهم الضال المضل ليثبتوا للعالم أجمع أنهم ما زالوا سادرين في ضلالهم القديم، فقد أبدع الزميل الصحفي المتميز بكري المدني في برنامجه عالي المشاهدة (مثيرون للجدل) في استضافته للدكتور أحمد المصطفى الدالي أحد رموز الإخوان الجمهوريين عبر الفضائية العتيقة أم درمان التي حاولوا أن يسكتوا صوتها ، صوت الخير و الحق و الجمال ففشلوا ليتربع هذا البرنامج على عرش البرامج الحوارية منتزعًا الصدارة بالدرجة التي صارت الاستضافة فيه تحتاج لحجز خانة و من ثم تتحول هذه القناة لأكثر القنوات متابعة كيف لا و على رأسها أستاذنا العالم و المثقف و الموسوعي حسين خوجلي فقد استنطقه بكري المدني فأخرج من صدره المريض أفكاره الصدئة التي ذهب فيها للقول بأن ما عليه المسلمون الآن ليس بإسلام في محاولة يائسة و بائسة لتكفيرهم، قناعتي الشخصية أنه ما اطلع على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (كم من مصلٍّ يقول بلسانه ماليس في قلبه فقال رسول الله إني لم أؤمر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم ٠٠٠).
الآن للأسف تنشط في الخرطوم مثل هذه الأفكار الهدامة حيث أصحاب الأهواء الجامحة والمعارف الضحلة يعربدون و يعربد بهم الهوى يجتهدون لفرض قماءتهم على مجتمعاتنا باسم الدين، حزنت له أن يسارع في اتهام السودانيين و تجريدهم من إسلامهم الصحيح و تلويث سمعتهم الدينية من موقف ديني ناسيًا أو جاهلًا إنما الدين في رؤيته الكلية ينطلق دومًا من رؤية شاملة أساسها(إن الله يحب الرفق في الأمر كله ).
للأسف هم الآن يجتهدون لنشر دعوتهم الفاسدة بدعم لوجستي كبير تقف من ورائه أجهزة مخابرات عالمية بعد أن أيقنت أن التربية الإسلامية في السودان مازالت بأصالتها ولن يستطيعوا القضاء عليها إلا عبر التشويش ونشر مثل هذه الأفكار الخبيثة موقنين أن المباديء الباطلة و النحل الهازلة والتيارات الماجنة لها أتباع يفتدونها بأموالهم و أرواحهم لكن قدرة الله القدير وسلطانه الأكبر لن يجعلهم ينتصرون و عليه فلن يستطيعوا تحقيق مبتغاهم لأن الباطل بمثل تحركاتهم المفضوحة المشبوهة هذه لن يصير حقًّا ولا جورهم سيتحول عدلًا، بصراحة كل مارأيتهم يتحدثون ارتسمت في ذهني صورة ذلك الرجل الذي قال عنه نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم (يخرج من ضئضيء هذا قوم يتلون كتاب الله رطبًا لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ).
ثلاثون عامًا مرت كان شعارها الله أكبر ولا إله إلا الله، ثلاثون عاما مرت والمساجد انتشرت في السودان تيسيرًا على الناس حتى يؤدوا المكتوبة في جماعة، ثلاثون عامًا مضت والصفوف تضيق بالمصلين وأكثرهم شباب، فهل يعقل أن تتحمل أجهزة المخابرات تلك الصورة الزاهية؟!
نحتفل اليوم ومن كانت لهم يد طولى في تمكين دين الله يقبعون في المعتقلات بأيدي اليسار وحلفائهم الجدد من الجمهوريين ذلك الحلف الذي يؤكد كيف تعمل أجهزة المخابرات جاهدة للقضاء على الصحوة الإسلامية في بلادنا فها هو الشيطان الأكبر القراي يوجه كل جهده الآن في حذف مقررات القرآن و نصوص السنة المطهرة من مناهجنا، لقد صح فيهم وصف ذلك الشيخ و هو يبصق عليهم صائحًا فيهم (تبًّا لكم ).

زر الذهاب إلى الأعلى