سناء حمد تكتب : في نعي كمال حسن بخيت

انا لله وانا اليه راجعون
رحم الله الاخ والصديق العزيز والاستاذ الكريم كمال حسن بخيت ، وغفر له تعالى واكرمه واحسن مثواه واكرم وفادته .

لقد عرفت الفقيد العزيز انساناً رفيعاً في انسانيته ، لطيفاً في تعامله ساخراً ضاحكاً في تعليقاته وذكي العبارة .

عرفته صاحب قلم حكيم جزل العبارة وناصع البيان ، صحافيّاً مهتماً بمهنته ومتبتلاً في محراب صاحب الجلالة …يتابع بشغفٍ الأخبار ويكتشف المواهب في الصحافة وغيرها ، يشجع الشباب وينصح ويصل ويتفقد ..

.كان منذ عرفته كبيراً ..صابراً على المرض ياتيك صوته بذات الود والثبات حتى لكأني حين يتحدث ارسم في ذهني ابتسامته التي تملأ وجهه.

كان من جيل ذهبي ، فرغم اختلاف التقديرات الفكرية والاختيارات السياسية ووجهات النظر في المواقف والأحداث ، كان في هذا الجيل نبل واخلاق ومهنية ومقدرة على التأثير في الراي العام وصانعي القرار … وكان فيهم عناية بصورتهم تعصمهم في كثير من الاحيان عن الابتذال .

كمال من جيل وطنيٍّ مثقف أحب هذه البلاد وحرِص عليها ودافع عنها وبذل في سبيلها ما يستطيع وعبّر عنها بطريقته ، ..

كان دوماً مشغولاً ” بالبلد وحال البلد ” ومضى لربه مشغولاً بها وبمستقبلها ..منزعجاً من الانهيار المتسارع الخُطى ومآلاته ..كان يخشى ان تلحق الخرطوم بثلة العواصم التي أُستبيحت فعز فيها النوم بأمنٍ بين سِرب الاهل والجيرة وعزّ فيها على الغالبية ان يحوزوا قوت يومهم وفقدت فيها الاجساد والارواح عافيتها ، بفعل الساسة وتهور النشطاء وصمت العقلاء ، فعمّ الخوف من غدٍ هنا وهناك لم يعد يحرسه يانع المُنى ولا باسق الأمل ..
مضى كمال حسن بخيت وفي نفسه حزن على صحيفة الرأي العام تلك الصحيفة التي عشقها والمدرسة التي سيُذكر ضمن افذاذها فهي مغلقة بأمر ثُلة باغية وعُصبة من النكرات لم يجمع بينهم الا قصر النظر وسَخْم القلوب والقدرة الفائقة على الخراب ، كان واثقاً انهم سيمضون وستعود الراي العام ، التي يتألق خريجوها بهاءً بين حملة مشعل المهنية والقابضين على جمر الاستقامة والنزاهة في زمان كاشفٍ لمعادن الناس ، منهم ضياء الدين بلال ومحمد عبدالقادر عادل الباز مالك طه وفتح الرحمن شبارقة وغير هولاء من قامات ..
تقبل الله كمالاً عنده وقد أتاه وحيداً مستوحِشاً ، ورحمه رحمة واسعة
ورحمنا اذا ما صرنا الى ما صار اليه ، التعازي لوالده ولابنائه وزوجته ، ولاشقائه .

زر الذهاب إلى الأعلى