ماذا ينتظر الجيش لتخليص البلاد؟

بعد مرور عام على تكوين الحكومة الانتقالية برئاسة عبدالله حمدوك، تضاعفت معاناة الشعب السوداني بنسبة خيالية تكاد تصل الى ماحدث في عام المجاعة 1906م، ليقفز السؤال المهم إلى الأذهان “ماذا ينتظر الجيش لتخليص البلاد”؟.
قطعة الخبز الواحدة (تجاري) تتراوح مابين 5 جنيهات إلى 10، أما المدعوم فحجمها يكاد يتلاشى، أقل تعرفة مواصلات لمسافة صغيرة 20 جنيها، قفة الملاح اليومية لأي أسرة بسيطة العدد تصل لألف جنيه او تقل قليلا، لترتفع الحناجر متساءلة “ماذا ينتظر الجيش لانقاذ البلاد”؟.
انتظر الشعب بعد نجاح ثورته الفريدة، كفاءات تقوده لبر الأمان وتسخر جهدها لتأمين حياة كريمة له، فإنصدم بكفوات تجتهد في المحاصصات الحزبية، وتسعى بكل ما تملك لطمس هويته الدينية بدلا عن كشف غم المعيشة.
الدولار تجاوز الـ200 جنيه، والريال قفز حاجز الـ50 جنيها وأسعار ما يقيم أود الإنسان طارت السماء، فأصبح المواطن البسيط يأمل أن يجد وجبة أو إثنتين فقط في اليوم ليتمكن من حياة يوم جديد دون خشية الموت جوعا.
أما أسعار العقارات فحدث ولا حرج، حيث يتم عرض بيت من الطين بمساحة لا تتجاوز الـ250 مترا في منطقة شعبية بسعر يفوق الـ15مليون “مليار”، ومن يريد أن يشيد منزلا يتفاجأ بأرقام مهولة لمدخلات البناء مع تبرير التجار “الدولار زاد”.
هذا غيض من فيض ولم أتطرق للتعليم أو العلاج، ولكن الشاهد أن الشعب السوداني يعاني بشدة بسبب سياسات حكومة حمدوك الفاشلة والتي أدت لانهيار الدولة اقتصاديا، وما زال المواطن موعودا بالمزيد من الضغوطات.
بينما تنشغل الحكومة على أعلى مستوياتها بأمور جدلية مثل ختان الإناث وتحليل الخمور جزئيا، واباحة الدعارة بصورة ملتفة، وإلغاء حدود الله في الشريعة الإسلامية، والهرولة للتطبيع مع الصهاينة والغرب، وتقديم فروض الولاء بالموافقة على الاتفاقيات المشبوهة.
هذه دعوة وصرخة للقوات المسلحة السودانية بالانحياز للوطن والمواطن كما انحازت في اكتوبر 1964م وأبريل 1985م وأبريل 2019م، فالمواطن قد انسحق ولا بصيص أمل يلوح في الأفق من حكومة الفشل والدمار.
البلاد مليئة بالكفاءات ولكنهم مهمشين لأنهم لا ينتمون إلى أحزاب “قحت”، وينبغي على الجيش أن يتخذ الخطوة الجريئة بإعلان وفاة حكومة المحاصصة وتكوين حكومة كفاءات مع ابتعاده عن الحياة السياسية. أيها الجيش ماذا تنتظر لتخليص السودان؟.