إبراهيم عثمان يكتب: شكراً للدولة العميقة

*شكراً للدولة العميقة.. شكراً للعبث الرائع !!*
(بصرف النظر عن الملابسات التي قادت لإصدار تلك التوجيهات، وغض الطرف عن المسؤولية التضامنية في الشأن العام بالنظر لطاقم المكتب. أو ما ينجم عن عبث أصابع الدولة العميقة التي لا زالت تمسك بمفاصل جهاز الدولة بالنظر للتسريب بالرغم من أن الخطاب نفسه لم يكمل دورته الإجرائية نود أن نعلن بأننا نرفض ذلك السلوك من حيث المبدأ وندين تلك الممارسة بأقوى العبارات… ) حركة حق
في استمرار واضافة نوعية لتكتيكات الخم القحتي، وفي اصرار على أن تأخذ “الدولة العميقة” نصيبها من كل “جليطة” قحتية، أصدرت حركة حق بياناً حول ملابسات القرار الصادر عن وزارة البنى التحتية بخصوص علاج شقيقة الوزير حوى الفقرة أعلاه. إلى ما قبل هذا البيان الذي أدان الممارسة وأدان كشفها في ذات الوقت بأقوى العبارات، ونسب كشفها إلى ما يسمى بالدولة العميقة وعبثها، إلى ما قبل هذا البيان كنت أظن أن كلمة “العبث” في المصطلح القحتي لم تتقحتن بالكامل حتى الآن، وأن عبث الدولة العميقة عند القحاتة تعريفه هو (تخريب وتعويق القرارات الجيدة)، إلى أن أتى البيان وأثبت أن كلمة العبث قد تقحتنت بالكامل في إطار إعادة التعريف الشاملة لكل المعاني والمبادئ والقيم ومعايير الحق والباطل والخطأ والصواب والخير والشر. ليصبح تعريف عبث الدولة العميقة هو (تسريب القرارات الفاضحة قبل إكمال دورتها الإجرائية، ومن ثم تعويقها وإجبار أصحابها على إدانتها والتبرؤ منها وبدء التحقيق) ..
لغة البيان تجعل الشك في جدية “التحقيق” مشروعاً، فهذه الكلمة نفسها يمكن أن تكون قد تقحتنت بالكامل، وبالتالي يتم التركيز على المدانين مسبقاً الذين لا حقوق لهم، والذين يمكن أن يشمل الإتهام بالعبث عدداً من “الأبرياء” منهم في إطار مشروع “التطهير” الشامل الذي لا بستبقي بجهاز الدولة عابثين من هذا النوع .
شكراً للدولة العميقة وتهمتها هي العبث بتعريفه القحطي. شكراً لها وهي – كما اتهمتها حركة حق – تمثل الرقيب الأخلاقي الذي يفضح القرارات الفاضحة “قبل إكمال دورتها الإجرائية”، شكراً لها وهي تحفز هذا التدافع داخل الوزارة وخارجها بين وزير يبرئ نفسه وحركة توسع دائرة الإتهام الأمر الذي يزيل بعض القحتنة من مفهوم الشفافية، شكراً لها وهي حينما يحاول القحاطة شتمها يشهدون لها ويشهدون على أنفسهم.. شكراً لها وهي تفضح “التطهير” في الإصطلاح القحطي ليكون معناه ( إزالة الرقيب الذي يقطع – بعبثه- الطريق على الجلايط القحتية) .شكراً لها إن أدانتها لجنة التحقيق أو برأتها، فإدانتها تعني ارتكابها لهذا النوع من العبث الرائع، وبراءتها تعني أنها ستظل متهمة قحتياً بهذا النوع من العبث الجميل، وبالتالي ستصنع نوعاً من الرقابة الذاتية القحطية التي تبطئ وتيرة القحتنة.
شكراً للدولة العميقة وهي – بشهادة القحاطة – تتوسع لتشمل كل مواطن صالح يقف في طريق القرارات المعيوبة ويمنع اكتمال “دورتها الإجرائية، وتتوسع أكثر لتشمل كل من تداولوا صور القرار/الجليطة أياً كانت تنظيماتهم وأماكن وجودهم داخل جهاز الدولة أو خارجه. شكراً لكل عميق لم تبهت المعاني عنده ليكون كشف الجلايط عبثاً يستحق الإدانة، شكراً للدولة العميقة وهي – بهكذا عبث – تٌبطئ مسيرة الإنحدار وتصعب القحتنة الشاملة التي إن تٌركت دون ممانعات ومقاومات فلن يمر وقتٌ طويل قبل أن يستحق السودان اسم “شلعوها القحاطة” .