إبراهيم عثمان يكتب: «أعلمانية وتضحيات»؟!

تحاول حكومة قحت إقناع الشعب بالصبر على الضائقة المعيشية واعتبار تحمُّل المعاناة تضحية واجبة من أجل المشروع القحتي، وبما أن العلمانية هي أساس المشروع القحتي، فإن المطلوب هو الصبر والتضحية من أجل العلمانية ! . هذه المحاولة محكوم عليها بالفشل. ذلك ما تؤكده عدة حقائق رغم أن الحكومة تتجاهلها بعناد:
⁃ قحت على قناعة بأن العلمانية لا تجد القبول العام، ولهذا السبب تسوِّقها على استحياء عبر عدة حيل : حيلة التدرج ، والتركيز على الأفعال أكثر من الأقوال، والتلاعب بالتسمية، وقلة أو انعدام الاحتفالات بالانجازات العلمانية، والتركيز على تسويقها للخارج المرحب بدل الداخل، واستثناءها من حملات الشكر حتى لا تستفز الجماهير .
⁃ المشاريع التي تشكل استفزازاً للجماهير لا يمكن أن تتحول من مشاريع منفرة إلى مشاريع جاذبة وملهمة يضحي الناس من أجلها مهما بلغ إتقان الحيل وذكاء المحتالين.
⁃ التعويل على “جهل” الجماهير وانطلاء الحيل عليهم هو تعويل خاطئ، بل الجاهل هو من يظن أنه يسعه تسويق مشروع كهذا بالحيلة .
⁃ المشاريع التي لا تجد القبول الشعبي العام تحتاج عادةً إلى (حوافز) لإقناع بعض الجماهير بها وتحييد بعضهم، ولا يمكن إقناع الجماهير ب(التضحية) من أجلها. فكيف يضحي الناس من أجل مشروع لا يتحمسون له، بل ويستحي أصحابه أنفسهم من إظهار الحماس له؟!
⁃ قحت كانت على قناعة بأن تسويق العلمانية يحتاج إلى حوافز، ولذلك حاولت الاستفادة من حقيقة أن العلمانية مشروع يثير حماس الغرب وبعض دول الإقليم، لتأخذ الأموال من المتحمسين بالخارج لتحفز بها المترددين والرافضين بالداخل، لكن هذا المسعى فشل تماماً.
⁃ قحت بفشلها الاقتصادي المشهود أطلقت رصاصة الرحمة على مشروعها العلماني، ولهذا تكرر كثيراً تعبير ( لا دين لا عجين ). وقد ربطت بين العلمانية والجوع على عكس ما كانت تحاول أن تثبت.
⁃ لم تستطع قحت أن تقنع الجماهير بأننا قد تقدمنا خطوات إلى الأمام عبر السماح بالردة والإلحاد والخمور والعرى، وإعادة تعريف الدعارة، والتحايل – عبر الاستثناءات – للسماح بالعروض والمواد القاضحة، ولم يكن في هذه التعديلات القانونية أي حافز للجماهير اللهم إلا القلة من السكيرين والمرتدين والملحدين والمنحرفين عموماً.