آراء

كلمة لـ«متاريس» في عيدها الأول

في يوم 10 أكتوبر الماضي أطلقنا – نحن مجموعة من الإعلاميين – موقع (متاريس) الإلكتروني بعد ترتيبات فنية مضنية وعمل دؤوب استمر لمدة شهر كامل، في محاولة لوضع بصمة مميزة في مجال الصحف والمواقع الإلكترونية بالسودان.

وبحمد الله وتوفيقه وجدت (متاريس) قبولاً واسعاً من السودانيين بالداخل ودول المهجر لمتابعة أخبار وأحداث السودان في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والرياضية والفنية وحركة المجتمع، هذا الإهتمام وضعنا أمام تحدي كبير في تطوير الموقع للتغلب على بطء خدمة الانترنت في السودان وذلك رغم محدودية مواردنا المالية.

اتخذت (متاريس) نهجاً يعتمد على المصداقية والحياد الإيجابي تجاه قضايا الوطن وتقاطعاته السياسية والإجتماعية خاصة بعد ثورة ديسمبر التي وضعت البلاد في مرحلة جديدة ، ونجح فريق العمل التحريري في الحصول على الأخبار من مصادرها المباشرة والجهات المؤثرة على الأحداث، وفتحت (متاريس) أبواب موقعها لنشر المقالات دون تمييز إعلامي أو سياسي أو جهوي ، خطوطنا الحمراء هي “الوطن، الدين، إستهداف أعراض الناس أو التشهير بهم”.

إعتمدت (متاريس) على طاقم من المحررين متسلحين بالخبرة الصحفية والتأهيل العلمي والمعرفة والإلتزام المهني الذي نال ثقة القراء والمتابعين، كما لم نهمل ملاحظات الزملاء الصحفيين وقراء الموقع حيث يتم التعامل مع تلك الملاحظات بإهتمام والاستفادة منها في تطوير الخدمة الصحفية.

خلال مرحلة التأسيس ومسيرة العام الأول، سعدنا كثيراً بعدد من الأصدقاء الذين وقفوا معنا في الجوانب الفنية إعتماداً على معرفتهم الواسعة وتجاربهم الكبيرة في مجال الصحافة الإلكترونية، وهي سانحة مناسبة في العيد الأول لموقع (متاريس) لتقديم الشكر والتقدير للأصدقاء أحمد جمال يونس، عماد الدين سيف، علاءالدين أبوحربة، محمد زغلول، محمود جاد، نبيل محمود.

ان (متاريس) التي أثبتت نفسها منذ تدشينها في مثل هذا التاريخ من العام الماضي، ونالت ثقة القراء الذين نسعد بزيارتهم للموقع بمعدل عشرات الآلاف يومياً، تدين بالفضل لانتشارها في السودان، بعد الله سبحانه وتعالى، إلى كثير من الزملاء الصحفيين وقيادات الإعلام والسياسيين ورواد القروبات في الواتساب والفيسبوك وتلجرام الذين كانوا يحرصون على توزيع روابط الأخبار على مدار الساعة، مما وضعنا في (متاريس) أمام مسؤوليات نحن أحرص عليها في المصداقية والإلتزام المهني والأخلاقي.

وطبعاً لم يكن الطريق الصحفي مفروشاً بالورود، حيث هاجمتنا بعض الأقلام بدعوى اننا نتبع للمؤتمر الوطني المحلول والنظام البائد، بينما كان بعض القراء المحسوبين على الحركة الإسلامية يتهموننا بالإنتماء لمقربين من قوى الحرية والتغيير “قحت” ونسعى لتجميل وجه الحكومة الانتقالية.

لقد كنا ومازلنا نؤكد ان (متاريس) تعمل بمهنية وخطها التحريري لصالح نهضة السودان ورفاهية شعبه، ولا علاقة لها بأي جهة حكومية أو معارضة داخلياً أو خارجياً.

وهنا لا نذيع سرا بأننا في إدارة (متاريس) سبق أن رفضنا نشر اعلانات مدفوعة القيمة لأجهزة حكومية نظامية وشركات سودانية داخل وخارج البلاد حتى لا نقع في شبهة التصنيف التي تستهوي البعض وأصبحت شغلهم الشاغل في سماء الميديا الإلكترونية.

ولا يخفى عليكم أننا مثل كل البشر نخطيء ونصيب ، ولكن متى ما تأكدنا من وجود خطأ أو تلقينا تنبيهاً او رسالة بالخطأ ، لا نتأخر في المبادرة بتصحيحه بكل شجاعة حتى وإن تطلب الأمر نشر إعتذارا عن الخطأ.

ولمن يلومنا في نشرنا للاخبار السالبة عن الحكومة فان (متاريس) تنشر الأخبار منسوبة الى مصادرها في الحكومة ومن خلال تصريحات معلومة لمسؤولين نعرضها كما وردت منهم ، ولا نتوانى في نشر الأخبار الإيجابية متى ما وردت عبر المؤسسات الرسمية في الحكومة، وليس خافياً على القراء الكرام أن بعض الأخبار التى نوردها تعتمد على الصفحات الرسمية لأحزاب وتجمعات الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية.

في هذا اليوم ونحن نحتفل بمرور عام على وجودنا في عالم الصحافة الإلكترونية بالسودان، نود ان نشكر قراءنا الأعزاء على ثقتهم بـ(متاريس) وتمضي معهم سنة جديدة وسنوات قادمة ان شاء الله مجددين التأكيد بأن صفحاتها مفتوحة للرأي والرأي الآخر.

زر الذهاب إلى الأعلى