أسامة عبد الماجد يكتب : (مدافرة) الحكومة

أشهرت الحكومة البطاقة الحمراء في وجه تيار إسلامي آخر غير المؤتمر الوطني .. البطاقة بلون الدم كانت من نصيب المؤتمر الشعبي .. والذي هو في نظر الحرية والتغيير الوجه الآخر للوطني .. رغم أنف المفاصلة الشهيرة عقب العشرية الأولى من عمر الإنقاذ.
الشعبي استشعر الخطر .. وأحس بأن النيران اقتربت من رجليه عقب اعتقال أمينه العام د. علي الحاج .. لذلك لم يجد بًداً سوى إعلان التصعيد الذي وصل مرحلة التلميح بإسقاط الحكومة .. تحدث بلغة خشنة، الأمين السياسي للشعبي إدريس سليمان، رغم أنه يتكئ على خبرة دبلوماسية (سفير متقاعد).
قال إدريس إن الحكومة هشة ولا تتحمل المدافرة .. الحديث يقود إلى اختبار لياقة الحكومة ومدى جاهزية فريقها لإكمال دوري الفترة الانتقالية .. وكأنما الشعبي تحسس نقاط الضعف لديها .. أو هي محاولة لجس نبض فريق عبد الله حمدوك.
لا يوجد فريق في تمام الجاهزية لخوض دوري الانتقالية .. فريق الثورية قلق من طريقة لعب الحكومة .. الأخيرة أظهرت خشونة في مباراتها التفاوضية معه على ملعب جوبا .. الكثيرون ينتظرون منازلة الحكومة للاقتصاد على أرضية (الموازنة) ليشمتوا فيها.
فريق المؤتمر الوطني الذي يعاني كل يوم من فقدان لاعبيه بالاعتقال والإقالة بدأ يسترد عافيته .. بعد تقدم حارس المرمى السابق البروفيسور إبراهيم غندور إلى الأمام .. وأدان طرد علي الحاج من الملعب السياسي.
أما الفريق الشيوعي يمارس لعباً اقل ما يوصف بـ(الخشن) .. حالة عدم رضا من طريقته وأسلوب لاعبيه .. حتى المناصرين للفريق الأحمر بدأوا قلقين من طريقة الشعبي .. البعض يرى أنها قد تعطل دوري الانتقالية بكامله.
حزب الأمة هو الآخر بدأ في لياقة عالية وجدد طريقته، وبدأ في مغازلة النجم الكبير محمد حمدان حميدتي .. أكثر من مرة عرض عليه الانضمام إلى فريقه .. وكثيراً ما اهدى الصادق المهدي (فانلة) الفريق لحميدتي .. الذي فيما يبدو يراها مثل (فانلة ميسي) التي تسلمها المشير البشير.
هناك فريق حديث التكوين لكنه يلعب بحذر وهو الفريق العسكري بقيادة القائد عبد الفتاح البرهان .. هذا الفريق يملك كثيراً من عناصر القوة .. موحد منسجم، يلعب بطريقة هادئة .. لا يخاشن .. سريع الانقضاض .. له قدرة فائقة على (المدافرة).
لديه عناصر حتى وإن حظيت بسخط جماهيري فإنها قادرة على إحراز أهداف في أي لحظة .. كثيراً ما أحرز الكباشي أهدافاً قاتلة في مرمى الآخرين .. رغم حملة التشكيك في قدراته .. الفريق العسكري يمتلك نقطة قوة لا يُحظى بها الآخرون .. وهو القدرة على الاحتفاظ بالكرة وقتل الوقت.
بالعودة للفريق الحكومي فإنه يمتلك جماهيرية لكن بدأت تستاء من بطء إيقاع الفريق .. ومن (جلطات) بعض اللاعبين .. حتى أن بعض اللاعبين فضلوا الجلوس على دكة البدلاء من مواجهة الجماهير .. الجمهور يريد نتائج وإحراز أهداف بينما الحكومة بارعة في الاستعراض بالكرة.
لكن هل بالفعل الحكومة هشة ولا تحتمل المدافرة ؟.. الإجابة ستكون قريباً.