«العيكورة» يكتب: رسالة من الراحلة بنظير بوتو إلى حمدوك

بقلم: صبري محمد علي (العيكورة) 

عندما أعلنت حُكُومة الرئيس الراحل جعفر نميري إكتشاف البترول في السودان تقاطرت جموع الناس صوب محطات المحروقات يحملون الاواني ثانى يوم قبل أن تأتي مسرحية (في إنتظار البترول) لتشرح للناس أن الموضوع (لسّة) فما بين (الجركانة) والبنزين خُطوات مُعقدة من الحفر والتقانه.

وعندما تُعلن الحُكومة (أيُّ حُكُومة) أن إتفاقاُ ما قد أبرم مع شركة أجنبية تشرئب الاعناق خلف أسوار الوطن مُتسائلة (أها الشركة جات؟) وعندما تُعلن الحكومة عن تخفيض سعر سلعة ما نذهب لأقرب دُكان قبل أن يعلم صاحبه بالخبر وهكذا نحن شعب يستعجلُ النتائج ومُستعد لرص صفوف الفرح والضحكة ولو لم تكتمل النكته أو يأتي المُطرب إستعجال فى كل شئ فى إنطباعنا عن الاخرين لذك كثيراً ما نجد أنفسنا ضحايا لهذه البساطة والعفوية.

وهذا ما عاشته الوسائط بالامس من تبادل خبر (شطب السودان) عن قائمة الدول الراعية للارهاب في فرحة لا تخلو من الغباء رسمنا مستقبلاً وردياً للوطن وللأسف حتى ساستنا فكلهم غنى ورقص فاستغلتها الحكومة لترويجها لصالحها وخلق العباقرة دون ذكر لايُ جُهدٍ بُذل سابقاً منذ فرض هذه العقوبات الجائرة على السودان سواءاً من حكومة (الانقاذ) أو من المخلصين من أبناء هذا الوطن من القانونيين والاكاديميين ، بل وتجد وللأسف من يتسيدون هذه البطولات الآن كالسيد عمر قمر الدين وزير الخارجية المكلف رغم أنه ظلّ يتباهي بالامس القريب بأنه هو من أعد صيغة العقوبات ! وكأن التاريخ سيقفز فوق هذه الحقائق في خضم أهازيج الاحتفالات المخدوعة.

فالامر (برأيي) ما زال (نيئاً) في ظل عدم توفر الحصانة عن المُلاحقة أمام المحاكم الامريكية (شفتو الحقارة دي كيف؟) ومع هذا يبتهجون لوريقة وقعها وزير الخارجية لم تأتِ إلا لإرضاء الناخب اليهودي الامريكى ولانقاذ حكومة حمدوك لتكمل المُهمة (بتاعت ناس هناي) ولكن أعتقد أن كل ذلك مرهون بنوعية الحكومة الجديدة القادمة و أتوقع بعد تشكيلها أن تُعيد أمريكا حساباتها ألف مرة تجاه السودان وما أسهل (الزوغة) لدى الامريكان فالحكومة القادمة لن تكون كلها حكومة (yes sair) طالما أنّ بها أمثال جبريل ومناوي وعقار. 

السيد حمدوك قال مُبتهجاً بالقرار الامريكى المنقوص : والآن نقولها بملء الفيه أننا سنعبر وسننتصر ولكنه لم يُحدثنا عن الحصانة وتعويضات ذوي ضحايا الحادي عشر من سبتمبر إنتهت أم لا ؟ ولكنه لم يحدثنا عن تصريح رئيسة بعثة صندوق النقد الدولى للسودان السيدة (كارول بيكر) بأن السودان ليس بإمكانه الحصول على أموال جديدة مالم يتم تسوية الديون السابقة وما إزالة اسم السودان عن قائمة الارهاب إلا عقبة واحدة كانت تحول دون ذلك في اشارة لوجود أسباب أخري لم تسميها و (ده الحفر زاتو).

لم يفتح اللهُ على السيد حمدوك بكلمة (حلوة) يُبشر بها الشعب السوداني بتدفق الاستثمارات قريباً ولم يمنيهم بالقضاء على كابوس الفقر والمرض والفشل الذي لازم حكومته منذ مجيئها ولكنه حدثهم في مؤتمره الصحفى عن تفكيك شركات وإستثمارات الجيش وطرحها كشركات مُساهمة عامة وكأن الدول تبنى خلف المايكرفونات وكاد أن يقول إقتربنا من تحقيق الهدف ! قبل ان يستدرك أو بالاصح قبل أن (ينخلع) ويقول إنه مُقترح يُمكن تنفيذه ! فمن يُقنع هذا الرجل أنه رئيس وزراء غير مُنتخب وأنه أجاع الشعب وأهدر المقدرات وأنه وأد الفضيلة والشفافية بالسودان ! من يقُل لهذا الرجل (هداك الجيش كان راجل أصلو) يا أخي كما قال الراحل الطيب صالح قاصداً (الكيزان) من أين أتي هؤلاء ! فكذلك نُكرر ذات المقولة (للقحّاتة) من أين أتي هؤلاء !.

إختلفت الراحلة (بنظير بوتو) رئيسة وزراء باكستان مع خُصومها السياسيين سنين طوال لكننا لم نسمع يوماً واحداً أن تحدث أحدهم عن أسرار القنبلة الذرية الباكستانية أو التسليح النووي أو المقدرات القتالية للجيش فهل يفهم رئيس وزرائنا ماذا تعنى جُملة الامن القومى والسيادة الوطنية والأسرار العسكرية ؟ولماذا كلما تمددت الصُفوف والمُعاناة وإتسعت الهُوة مع شُركائهم العسكريين حدثونا عن قدُوم البعثة الاممية وتفكيك الجيش ! فلصالح مَنْ يعملُ هؤلاء؟

قبل ما أنسي :ــــ

حقوُ الكلام الما قدرك ما تجيب سيرتو والقميص هِن ما وسعك ما تلبسُو

زر الذهاب إلى الأعلى