الزومة،،أسدَ الكَدَادَ الزَّام

بقلم: محجوب فضل بدرى-
-إسمه عبدالرحمن عثمان أحمد،، وشهرته (عبدالرحمن الزومة) نسبةً لقريته الزومة فى الولاية الشمالية،، والزوم،،صوت يصدر من صدور الطَمْبَارة المغنيين،، (الكرير)،، والزومة الأشجار المتشابكة،، والزومة قطيع الجمال،، قال ود ضحوية يصف سوق الجمال (وِقْفَن زومة ياطه العليقات جوهِنْ)،، والعليقات تجار ابل بين مصر والسودان،، والزوم يشبه الزئير،، وبذلك يقال للأسد إن زأر زَامْ،، واسد الكداد الذى يربض تحت شجرة الكَداد،، وكان الزومة يزوم ويزأر فى اعداء الشريعة الإسلامية،، منافحاً عن بيضة الدين الحنيف،، لم يتزحزح او ينزعزع حتى لقى الله،، تقبله الله فى الصالحين.
-الأستاذ/ (ابو محمد) عبدالرحمن عثمان أحمد (الزومة) دخل كلية التربية جامعة الخرطوم (معهد المعلمين العالى) من مدرسة وادى سيدنا الثانوية،، وعمل بعد تخرجه استاذاً لمادة اللغة الإنجليزية بالمدارس الثانوية تطارده أجهزة امن الدولة فحيثما نُقِل يسبقه (دوسيه) بأنه إسلامى خطير بارع فى الدعوة،، وإستقطاب العضوية لجماعة الإخوان المسلمين،، وكانت الجماعة انشط ماتكون فى الوسط الطلابى المستنير، فلم يجد الأمن مناصاً من فصله عن العمل،، وكان يعمل حينذاك مدرساً بمدرسة بنات مروى الثانوية،، وهو لايملك من حطام الدنيا غير سرير سفرى وشنطة حديد،، وغادر مغترباً تاركاً الوظيفة الميرى وإلى الأبد.
ووقف نفسه للدعوة بالفكر والقلم،، ويستعين على معيشة عياله بما يجود به الناشرون -على شحهم- لم يكلّ ولم يملّ،، ولم يتبوأ أى منصب بعد أن تمكنت الحركة الإسلامية من السلطة فى السودان لثلاثة عقود،، وحتى حدوث التغيير مؤخراً.
وقد وضع الزومة عموده الراتب (بين قوسين) فى خط المواجهة الشرسة ضد المراكسة الملحدين ودعاة تمكين العلمانية من رقاب اهل بلادنا المسلمين المتمسكين بأهداب الدين،، لم يداهن او يساوم او يدارى وكان قلمه شديد الوطأة على كل اليساريين،،شديد الرفق بكل أهل القبلة،، وهو يعانى من المرض وضيق ذات اليد،،لكنه لم يركن الى الإستسلام للعيش فى شيخوخة هادئة يندب حظ الحركة الإسلامية التى أصابها ما أصابها من ضربات متلاحقة فقد كان موقناً بالنصر،،وإن طال الزمن فذاك ابتلاء ربانى،، ودورة من دورات تداول الأيام علواً وهبوطاً،،حتى إفترسه المرض اللعين،، وهو يكتب وينشر ويطالب بنشر كتاباته (بين الأحباب حتى تعمَّ الفائدة) تلك العبارة التى يذيِّل بها كل مقالٍ له،،حتى التحق بالرفيق الأعلى،، راضياً مرضياً بإذن الله.
وبلغت به الشفافية حدَّ أن نعى نفسه للقراء فى آخر يوم جمعة عاشه فى الدنيا ولم يطلب سوى أمرين (التمسك بحبل الله المتين، والدعاء له) ألا رحم الله الزومة الذى كان يزوم كما الأسد يزود عن الدعوة المستندة على الكتاب والسنة،، حتى لقى الله وآخر كلامه من الدنيا *لا إله إلا الله محمد رسول الله* فإلى جنات الخلد أبا محمد.