د. عمر كابو يكتب: البرهان لسان الصدق
هذا وطن عظيم وشعب طيب الأعراق حلو الشمائل مهما اجتهدت قوى الحرية والتغيير المظلة السياسية للحزب الشيوعي السوداني وبالطبع أذياله وقليل من المخدوعين بشعارات الثورة البراقة التي تم مسحها وسحلها فلن يفلحوا في أن يدوسوا على قيم هذا الشعب وأعرافه و تقاليده الراسخة التي هي كلها محض الخير والحق والجمال و التي أخذت عنها قواتنا المسلحة كل خصالها النبيلة رجولة وبسالة و تضحية وفداء ومسؤولية.
قواتنا المسلحة التي ما خذلتنا يومًا كانت الأقرب منا إلى همومنا ترفع عنا الأذى وترد العدا وتدفع البأس وتصون العرض وتحفظ حياض الوطن، والمؤسسة العسكرية إنما تفعل ذلك لأنها عرين للأبطال ربت منسوبيها عن قول الحق ولو على أنفسهم و التزام جادة الصدق ولو كان ذلك مدعاة(للدروة ) فكيف إذا كان المتحدث هو قائدها الأعلى البرهان نفسه رئيس المجلس السيادي للعالم كله بل لمواطنيه بل للجزيرة القناة الفضائية العتيقة التي (تخطيء وتصيب ).
فليلة الخميس بحق كانت ليلة القوات المسلحة وإن شئت الدقة قلت ليلة الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي نعم كانت ليلته التي احتشد كل السودانيين أمام قناة الجزيرة ليعرفوا ماذا في المشهد السياسي السوداني المتحرك هذه الأيام ؟ وللحقيقة أعتقد جازمًا أن هذه الحلقة ما وجدته من اهتمام و متابعة ونقاش يعادل حلقات برنامج حسين خوجلي (مع حسين ) أو أيام لها إيقاع حيث كنا وكانت الشوارع تخلو من المارة متابعة دقيقة ربما حبست لها الأنفاس، نعم اهتم الناس كل الناس أن يتابعوا البرهان علهم يجدوا منهم مايشفي غليلهم من إجابات مهمة لأسئلة حيرى لساحة سياسية قوامها الفوضى والدمار والطيش والعبث.
في زمان دولة اللا قانون وتمدد خطاب الكراهية وممارسة سياسية الشيطنة والتنمر و الإقصاء ..ظهر الرجل في كامل أناقته وباذخ الحضور تلك صفات عهدتها فيه قواتنا المسلحة فأخرجته لمواطنيه كامل البهاء عظيم النقاء، وعن النقاء وبالنقاء ومن النقاء حدثنا أنهم لم يضبطوا أموالًا(للكيزان ) لم يجدوا أموالًا لرموز النظام السابق كما يشاع لا في الداخل ولا في الخارج مما أوقع ذلك الحقير الكاذب الفاجر تحت طائلة القانون وهو يؤكد أنهم حصلوا على أربعة وستين مليون دولار في تركيا باسم رموز النظام السابق(أها شوف ليك طريقة إلا تقوم جاري ) لكن أهم ما بشر به هو أنه أكد أنهم لن يسمحوا بتسليم البشير لمحاكمته خارج السودان ثقة منه في قضائنا الوطني وهذه لم تكن محل شك عندنا فإدانة البشير إدانة لقواتنا المسلحة الطاهرة النقية المتوضئة فكيف يهون عليها خيانة قائدها لأكثر من ثلاثين عامًا فلهذه الفترة الطويلة شرفها و مروءتها التي تحول دون ذلك هذا إذا تجاوزنا أنه من بنى نهضتها الفعلية بعد أن استلم الحكم و وجد جنودها الأشاوس يقاتلون في الأحراش حفاة في لحظة كان يعربد فيها الساسة و يقتسمون المخصصات و السيارات الفارهة.
حديث البرهان كان صادقًا وأمينًا صدق شعبه وبرأ ساحة الإسلاميين وكشف عن لسان الكذب الذي يتحدث به القحاطة، لكن أبلغ رسالة في هذا الحوار أن الرجل كان وفيًّا لمبادئه وقيمه حين لم يجامل حكومة حمدوك و التي لم تقدم ما يشفع له بأن يذكرها بخير (علي اليمين شخط ليها زي المافي حاجة )، حوار سيظل حديث المجالس لفترات طويلة وأثرًا باقيًا.