«العيكورة» يكتب: الإتحاديون وجبريل من سيملأ الابريق؟

بقلم: صبري محمد علي (العيكورة)
تحت عُنوان (إتفاق بين الإتحادي والعدل والمساواة لتكوين حاضنة سياسية) أوردت هذه الصحيفة (متاريس) أن وفداً من الحزب الإتحادي الديمقراطي (الأصل) برئاسة السيد مالك درار نائب رئيس قطاع التنظيم قد زار السيد جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة ورغم أن الصورة التذكارية المنشورة ضمن الخبر أظهرت جمعاً من الطرفين ولكنه لم يشير الى أن ذلك كان فردياً أم أنه قد تم بترتيب مُسبق وأن هناك كوادر أخرى بحركة العدل والمساواة قد شاركت غير جبريل ولكن الخبر قفز بأن بياناً مُشتركاً قد صدر بالإتفاق على (تنسيق وتعاون) دون أن يشير الى كلمة (سياسي) مما يُفهم مِنهُ أن اللقاء كان فى إطار أقرب الى (الونسة).
حيث جاءت بعض الجُمل مما يقتاته الساسة السودانيون عادةً كالعمل على تحقيق وفاق وطني والدعوة لمُشاركة المرأة والشباب ودعم إتفاق (جُوبا) وإصلاح المنظُومة العدلية والدعوة لتخفيف الأعباء المعيشية واكمال مؤسسات الفترة الانتقالية وصولاً لانتخابات نزيهة وتداول اللقاء الوضع السياسي الراهن وأعتقد أنها ونسة لم تخلو من (كبابي) الشاي أكثر منها لقاء سياسي .
أعتقد أن ذات (الونسة السياسية) هى ما جرت بين السيد عُمر الدقير رئيس حزب المؤتمر السوداني والسيد منّي أركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان الاسبوع قبل الماضي تقريباً بالاتفاق على (تنسيق المواقف) مما يُشير الى أن الوضع السياسي فى طريقه لمزيد من التحالفات السياسية.
وإن كان حزب الأمة والمؤتمر الشعبي ما زالا لم يُعلنا عن خطهما للمرحلة القادمة وأغلب ظني أن حزب الأمة مازال ومنذ أيام الراحل الصادق المهدي (رحمه الله) يرمي بشباكه حول ولاء قوات الدعم السريع مستنداً الى عنصريّ القوة على الارض والرهان على ولاء الجغرافيا بالغرب للأنصار ولا أظنه سينجح فى اكمال الصفقة .
من قراءتي للقاء الأمس الذى تم بين (المراغنة) والسيد جبريل أستشف أن الحزب الديمقراطي المُتكلس سياسياً بدأ (يتمغى) بتثاءب للحاق بكعكة الحكومة الجديدة وهو دائماً ما يفعلُ ذلك مُستنداً على إرث عقائدي تاريخي تلاشى حتى لم يتبقى على المسرح إلا عائلة الميرغني ولا أظن أن لديهم رصيد وسط الشباب والجامعات يؤهلهم لدخول الانتخابات القادمة مُنفردين لذا لجأوا لحركة العدل والمساواة وكأنهم يريدون أن يقولوا للسيد جبريل آتنا بالغرب وسنأتيك بالشمال ولكنهم بالطبع أخفوا عنه الرصيد الحقيقى ولم يحدثوه عن التآكل السياسي الذى أصاب حزبهم والتعرية الطبيعية التى أنهكت قيادته ولن (يجيبوا سيرة) لآخر جمعية عمومية إستطاع حزبهُم أن يعقدها منذ الثمانينيات لذا قد يكون حديثهم جاء بعيداً عن الواقعية مليء بالصُور الوردية للمستقبل إن هما تحالفا.
فى المُقابل لا أعتقد أن السيد جبريل بحاجة لهذه الدماء العجوزة فجميع أعضاء حركته من الشباب ومن حملة السلاح ولكن الرجل (استحى) أن يردهم وتبادل معهم الامنيات الطيبه .
وقد يقولن قائل أن السيد جبريل ربما أراد من هذا اللقاء أن يختط لحركته خطاً مُغايراً بين الاسلام السياسي والحزب التقليدي حتى ينجو من الاتهامات التى ظلت توجه له من قبل اليسار وهلعهم من أن يأتي (بالكيزان من الشباك) كما رددوها مراراً فاراد الرجلُ من هذه الخطوة وكمرحلة (تكتيكية) أن يُسكت هذه الاصوات لذا أرسل هذه الرسالة وخاطب من خلالها الخارج بأن حركته ليست من قبيلة الاسلام السياسي ولها جذورها العميقة ليس فى دارفور وحدها وانما فى سائر انحاء السودان بدليل هذه التفاهمات .
البيان المُشترك بالطبع ليس بالضرورة أن يرتقي لدرجة الاتفاق المُلزم وإلا فاسألوا (المراغنة) عن إتفاقية الميرغني (قرنق) هل أثمرت شيئاً لاهل السودان؟ (برأيي) رغم ضبابية التحالفات بين الحركات المسلحة (مناوي وجبريل) وبين الدقير والميرغني وأنها قد لا تكون (طاعمة) الثمار إلاّ أنها ستأتى حسماً على اليسار اذا ما التجأت المحافل البرلمانية والحكومية لاحقاً للتصويت برفع الاصابع! (أظن كده واضح).
قبل ما أنسي : ــ
جنس اللصيق ده ذكرني زمان لمن جدنا (حقار) يصرف مردود القطن أو القمح ونأتيه ليمنحنا (التعريفة والقرش) وكنا نسميها بـ(حق الصرف) غايتو جنس مسكنة وكسير تلج ولصيّق ونتسابق جري على ملأ الابريق فى سبيل أن نظفر بالقرش الكبير أظنها ياها زاتا حكاية ناس (هناي الأصل) ديل مع جبريل.
* خاص بـ(متاريس)