آراء

«العيكورة» يكتب: متى يتوقفون عن تغبيش الحقيقة؟

بقلم: صبري محمد علي (العيكورة)

تحت عنوان (أرفضوا وأرفعوا ثمنكم) قرأتُ مقالاً للمُهندس عثمان ميرغني مالك صحيفة (التيار) وأحد كوادر الإسلاميين الذين غيروا جلدهم وقلبوا ظهر المُجن للإنقاذ ولعلّه أول من أجرى لقاءاً مم السيد حمدوك باحدي القنوات الفضائية وأول من بشر الناس برئيس الوزراء (الفلته) الذى قلّ أن يجود الزمان بمثله وأثنى عليه ثناءاً ماطراً عاطراً وقال فيه ما لم يقله مالك في الخمر.

لم يرى الباشمهندس كل هذا التردي بعد اكثر من عامٍ ونصف فى جميع مناحي الحياة الخبز، المحروقات، الدواء ، الامن ، إنعدام الرؤية للخروج من مستنقع الفقر والجهل والمرض الذى أوصلتنا اليه حكومة (قحت) ولكنه قفز فوق كل هذه الحقائق الصادمه لا ليقول أن (صفر) الانقاذ الذى كان يعيش فيه الشعب قد عجزت الحكومة أن تحافظ عليه وإنحدر بسرعة صاروخية للسالب ولكن ليقول خذوا عني هذه الثلاث المنجيات الذهبية من النصائح.

فهل يستطيع السيد عثمان ميرغني أن يقول هذه الايام لصاحب المحطة (أملاء التنك)؟ وهل ينزل زجاج سيارته أمام الفرن ليأتيه العامل بما يريد (الباشا) عثمان من الخبز؟ وهل يستطيع انكار أن قائمته التى لخصها في ثلاثه مطالب وخاطب بها المواطن السوداني في مقاله المذكور أعلاه كانت واقعاً مُعاش أيام (الانقاذ) ولا تحتاج لمن يلهث ورائها.

ولكن دعني عزيزي القارئ أن أنقل لك ما ذكره الباشمهندس (لا فض فوه) : يقول سجل عندك مخاطباً المواطن (المشتت) بين صفوف الغاز والخبز والدواء يقوله إن الطعام والتعليم والرعاية الصحية والنقل هى حقوق كاملة ولا توجب الشكر للحكومة وهل يرى عثمان أياً من هذه الحقوق وقد تحققت بعد عام ونصف؟ فالامانه الصحفية تحتم عليه أن يقول إن هذه (المطاليب) كانت في متناول اليد أيام الانقاذ؟.

ثم قال في البند الثاني إن البيت والاسرة المستقرة والعمل هي من بنود الكرامة الشخصية أيضاً ولا تستحق أن تشكر عليها الحكومة ! فهل يحدثنا السيد عثمان عن (طوبه) واحده بنتها حكومة السيد حمدوك في صرح الاقتصاد عامه ناهيك أن تقيم اسرة مستقرة او مشروع زواج جماعي أو سكن إقتصادي؟ ولكن ثقل عليه أن يقول في نهاية البند (كما كانت تفعل الانقاذ).

ثم قال في البند الثالث (لا فض فوه) إن الترفيه والسياحة هو بند يستحق الثناء بقدر ما إرتفع عطاء الحكومة وتستحق أن تشكر الحكومة . ثم قال محذراً المواطن وكأنه يلوح بالسبابة فإن لم تحصل على هذه البنود الثلاثة فاعلم أنك مواطن من الدرجة العاشرة في وطنك مُطالباً المواطن أن يرفع سقف أحلامه ويقييم نفسه خاتماً حديثه بقوله (يا شعب السودان عليكم الله أغلوا شوية أرفضوا الواقع وأطلبوا حقوقكم بكل عزة)!.

نعم هذا عثمان ميرغني الذى نفدت لديه كل الالوان الوردية التى كان يزين بها لوحة حكومة السيد حمدوك وهو ذات الرجل الذى هلل بساحة الاعتصام وسخر قلمه لثورة ديسمبر المجيدة ولكنها عندما سرقت وفشلت في إدارة الدولة (صعب عليه) أن يقول ذلك لذا لجأ لتغبيش الحقيقة بمثل هذه السطور الرمادية وكأنه يقول للمواطن أن هناك حكومة وكل (حاجة) تمام و ما عليك إلا المطالبة بتلك البنود (العثمانية) فعجباً لك يا أخي ! دعك من السياحة والترفيه فأين الرغيف؟

قبل ما أنسي : ــ
أتحدى الباشمهندس عثمان إن قال ومنذ ان جاءت حكومة قحت . جملة (أملاء التنك) أو أوزن أربعة كيلو من الحتة أو قال وهو يزيح نظارته عن وجهه للفكهاني بالله أرفع كرتونة منقه أو اشترى يوماً خبزاً بعشرين جنيهاً لعائلته كانت تكفيه أيام الانقاذ !.

يا أخي إن عجزت عن قول الحقيقة فلا تغبشها فذاكرة الشعب ليست بذاكرة أسماك .

يُقال أن (فرن سوبا) الذى أهداه الجيش المصري للسودان ينتج مليون رغيفه في اليوم . (يا جماعة في زول لاقتو رغيفة لافة؟) عُثمان (النبي) لاقتك؟

* خاص بـ(متاريس)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

لماذا تستخدم إضافة تحجب الاعلانات؟

فضلا أوقف الإضافة لتتمكن من تصفح الموقع