«العيكورة» يكتب: الكتاب المدرسي رغم أنف حمدوك

بقلم: صبري محمد علي (العيكورة)

الخبر الذى أوردته [متاريس] بالامس منسوباً لبعض التربويين أنهم تأكدوا من توزيع الكتاب المدرسي بما فيه كتاب التاريخ للصف السادس المثير للجدل والمختلف حوله . ومقطع (الفيديو) المتداول عبر الوسائط الذي بدأ فيه شخصان يتبادلان الحديث وبين أيديهما كتاب التاريخ يتصفحانه ويؤكدان بأن الكتاب قد وصل ولاية الجزيرة دون أن يحددا أي منشأة تعليمية وصلها . إن  تلك الاخبار تعني أن إستغفالاً للشعب السوداني وللعلماء قد تم من جهةٍ ما داخل الحكومة او من داخل وزارة التربية دون علم الحكومة.

فمن جهة تظل فرضية تجميد السيد رئيس الوزراء لتعديل المناهج أنها كانت ذرا للرماد في العيون وأن إتفاقاً قد تم سراً بين القراي وحمدوك ووزير التربية (الحردان) ليتم تنفيذ (السيناريو) الماثل حالياً فلا وزير التربية قد استقال فعلياً ولا استقالة القراي قد تم البت فيها وخلال هذه الحالة الضبابية تم تمرير العملية وتحركت (كناتر) الكتب الى الولايات في جنح الظلام! هذه واحده .

بينما تظل فرضية أن القراي ووزير التربية قد تآمرا على السيد حمدوك وتصرفا من تلقاء نفسيهما بإرسال تلك الكتب دون علم الحكومة واردة طالما أنهما ما زالا يمارسان مهامهما ولم تقبل استقالتهما فليس هناك ما يمنعهما من الاقدام على هذه الخطوة في محاولة منهما لاحراج الحكومة امام الرأي العام وهدم المعبد على الجميع ، مستبقين التشكيل الوزاري الجديد الذي ربما يحمل وزيراً جديداً للتربية والتعليم.

أتمنى صادقاً أن لا يكون قد تم توزيع هذا المنهج حفاظاً على نسيج الوطن والسلم الاجتماعي وترك مثل هذه الامور حتى تستقر أوضاع الحكومة و (يشبع) الناس أولاً ثم بعدها فلينظروا في أمر المناهج غيرها كأي مؤسسة من مؤسسات الحكومة الاخرى. 

و(برأيي) حتى لو أتى وزيراً جديداً للتربية والتعليم فينبغي تأجيل مثل هذه المسائل الحساسة حتى تراجع (برواقة) بدلاً من حدوث مثل هذا السباق الذى مارسه القرأيّ وكأنه جاء لأجل هذه المهمة فقط كما هو ملاحظ.

فلم لم يكن يوما معنياً بمواصلات الطلاب ولا فطورهم وإجلاسهم بقدر ما كان مهموماً بإفساد عقولهم وبث الشكوك والالحاد في نفوس النشء عبر لوحة (مايكل أنجلو) وغيرها من الخزعبلات والنظريات الشركية تحت مظلة تنقيح منهج النظام البائد!.

أظن ليس هناك نشيد واحد بالمناهج يمجد الانقاذ والبشير ولا سورة الزلزلة التى ارعبت القراي تنزلت على الحركة الاسلامية وحدها ولا اشفاق القراي المُصطنع على عقول أبنائنا سيحميهم من التدين (بحشو) التأمل والتفكير في رسم صورة الذات الإلهية (تعالى الله عن ذلك عُلواً كبيرا) وصورة آدم سيولد نوعاً من الابداع في عقول أبنائنا كما يزعم القراي ووزير تربيته وذمرتهما الفاسدة بقدر ما سيزرع بذرة خبيثه من الشك فى تلك العقول الغضة.

فأظنهم يريدون الطفل أن يأوي الى سريرة وهو يتأمل في صورة الذات الإلهية حتى لا يؤمن بالغيبيات وهذه أول منازل الشرك (عياذاً بالله) .

بعلم السيد حمدوك أو بتغييبه عمداً يتم إستغلال انشغال الناس بالضائقة المعيشية وحرب الحدود الشرقية وتحرير سعر الخبز وأزمة المواصلات وغيرها من أزمات الوطن المتناسلة لتمرير (الكتاب) المسموم.

ويجب على كافة طوائف الشعب السودانى والتربويين واولياء الامور والطلاب أن يقفوا سداً منيعاً أمام هذا الاستهداف العقدي الخطير ومناهضته بكل السبل المتاحة حتى يندحر هذا المخطط الغربي الخطير الذى أتى من أجله عُمر القرّاي ذلك الرجل الذي أقر لحكومة الراحل جعفر نميري أنه كان كافراً وملحداً ومُرتداً (راجع اليوتيوب) .

قبل ما أنسي : ــ

أحداث العنف القبلي المؤسفة التى اندلعت ببعض مناطق غرب السودان والتي راح ضحيتها نفرٌ عزيزُ من أهلنا يجب أن تتوقف ويُحكّم فيه صوتُ العقل .

وصفها بعض الرسميين بالدولة بأنها (أحداث عنف قبلي) بينما كانوا بالأمس القريب يسوقونها لدى الامريكان بأنها (تطهير عرقي تقوم به الانقاذ) فتأمل كيف إرتد السحرُ على الساحر ! حفظ الله أهلنا ووطننا من كل سوءٍ.

* خاص بـ(متاريس)

زر الذهاب إلى الأعلى