آراء

«العيكورة» يكتب: والي الخرطوم .. بطلوا البكاء

بقلم: صبري محمد علي (العيكورة)

حقيقةً لا أعلم من يصرخ الان المواطن أم الاسلاميون أم الحكومة أم الولاة فقد تقاطعت الاصوات ولم يعُد المراقب يتبين مصدر الصراخ.

بالامس مساء الاثنين وفى مؤتمر صحفي توعد والى ولاية الخرطوم السيد أيمن نمر من أسماهم (أنصار النظام السابق) الذين علا صوتهم هذه الايام يستغلون الازمات بحسب قوله والذين حصلوا على وظائف دون حق في الخدمة المدنية بولايته بأن لجنة إزالة التمكين ستقوم بتقليل سيطرتهم عليها وقال (كل كلبٍ عوي لا يستحقُ الرد) نعم هكذا وصل الافلاس اللغوي بالسيد الوالى لهذه الدرجة من الانحطاط اللفظي مؤكداً أن الذين نالوا وظائف دون شهادات وعبر التمكين (سيصرخون قريباً) هذا الجزء الاول من تصريح السيد الوالى!.

فما علاقة أنصار النظام السابق بإنعدام الخبز والوقود وعجز الوالي وحكومته؟ السيد الوالى أكد عدم تراجع حكومته عن قرار بيع الرغيف بالكيلو (طيب أين المشكلة)؟ وهل توفر الرغيف بالكيلو أو حتى بالجرام.

اظن هذا الكلام تحصيل حاصل وكأن السيد الوالي مضلل ربما بتقارير ويريد ان يقول أن الخبز (رااقد) والمشكلة فقط في كيفية بيعه! كل هذا الكلام و(قومة النفس) التى بدأها ببكائية أنصار النظام السابق والوظائف وإستغلال الازمات عاد ليقر أن إنعدام قاعدة البيانات بحاجة الولاية الفعلية هي ما حال دون تدارك أزمة الرغيف ولكنه في ثنايا ذات المؤتمر قال إن المتوفر فعلياً من حاجة الولاية من الدقيق المدعوم لا يتجاوز ال ٥٠ الى ٦٠% ومع هذا يؤكد أن ولايته ستدعم المدارس والجامعات والمؤسسات والهيئات الحكومية ويقصد الدعم بالرغيف!.

نعم (يا جماعة) الرغيف الذى قال أحد نشطاء التغيير إنهم أثناء الاعتصام كانوا يشترون عشرة ألف رغيفة من فرن واحد وأن سعر الرغيفتين كان حينها بجنيهاً واحداً ! نعم الرغيف يا نمر الذى كان معلقاً بالاكشاك (تحوم) به الكوارو بالاحياء ولا تجد من يشتريه أما الغاز الذى تقول أن المتوفر منه فعلياً لا يتجاوز ال ٣٨% من حاجة الولاية وعزيت ذلك لتوقف مصفاة الجيلي فقد كان في كل ناصية وشارع محلاً للغاز ولم يعرف الناس صفوف ومبيت الغاز الا في عهدكم (الميمون).

وفى ختام المؤتمر لم ينسي السيد الوالي أن يعرج مرة اخري على حائط المبكي (الكيزاني) ليصب جام غضبه ويعلق فشله المفضوح على شماعة النظام البائد!.

هل يستطيع السيد نمر أن يقول لنا بصراحة من يصرخ الآن أهو أم انصار النظام السابق؟ وهل بإستطاعته أن يخرج للسوق المركزي أو أقرب مخبز متفقداً كما كان يفعل من سبقوه من الرجال؟.

هل يستطيع السيد الوالي أن يعلن عن خططه للخروج من هذه الازمات المتناسله بولايته هذا إن كانت له رؤيه وفقه في علم الادارة والسياسة فما العمل أيها الوالي؟.

حسناً فهمنا أن الكيزان (أولاد ستين لزينا) وقد ذهبوا ثم ماذا بعد هذا؟ و ماذا أنتم فاعلون؟ يا أخي والله جسدتُم الفشل في أبهي صوره والعجز في أجمل حلله (خلاص) يا أخي ترجل قالتها لك مذيعه شجاعة وعلى الهواء مباشرة فماذا تريدون من هذه الاكفان التى يلبسها الناس جوعاً ومرضاً وفقراً لم تبقوا للشعب كرامة ولا بقية ماء وجه يا أخي حرائرنا تقضى الليل وقوفاً في صفوف الخبز والغاز اليس فيكم نخوة ورجولة؟.

يا سيدي دعك من المواصلات والدواء والطبابة الكهرباء والهشاشة الامنية فتلك أمور قد تقزمتم أمامها منذ مجيئكم فما بال الدقيق يصرعكم في اليوم ألف مرة! فهل للدولة خطة للاستيراد او الزراعة أو حتى (للشحده) !

قبل ما أنسي : ــ

ليطمئن السيد والى الخرطوم و(يخت الرحمن في قلبو) أن الكيزان بعيدين عن هذه الأزمات الماثلة وعليه أن يعمل على حلّها بعيداً عن هذه الشمّاعة والاسطوانة المشروخة وليعلم (حبيبنا) الوالي أن الجوع عندما يغزو البطون لا يعرف أي بطن قد أصاب!.

وما (الكيزان) إلا جزءاً من هذه البطون ولم يخرجوا عليكم حفاظاً على سلامة الوطن وقد قالوها مراراً في بياناتهم ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عُدته . (فيا أخي شوف رغيفك وسيبك من الاوهام دي)

* خاص بـ(متاريس)

زر الذهاب إلى الأعلى