«العيكورة» يكتب: وقِّع لي الكلام ده يا حمدوك

بقلم: صبري محمد علي (العيكورة)

بينما كنت ألهث ليلة البارحة بين المواقع والمحطات الاخبارية ارصد أخبار تشكيل الحكومة الجديدة حتى (طششت) عيوني خلف النظارة ما بين مريم للخارجية وجبريل للماليه وولاية شمال كردفان تعلن حالة الطوارئ وتغلق مدارسها .

(عترتُ) فى ما يعترُ الماشي بعنوان منسوب لصحيفة السوداني يقول ان السيد حمدوك قال : (عملتُ في الفترة الماضية مع خيرة أبناء وبنات السودان المغادرون قدموا تضحيات كبيرة وأنجزنا الكتير وبقي الكتير) نعم هكذا كان العنوان حقيقة إنتابتني حالة من (الكحة بتاعت ناس القروش) وتذكرت حبيبنا مزمل عبد المجيد عندما لا يروق له الكلام يكتفى بترديد (إحم إحم) . 

تذكرتُ حينها نصيحة اساتذتنا الاجلاء عندما كانوا يرددون امامنا عبارة (إن فهم السؤال نصف الاجابة) السيد رئيس الوزراء (يا جماعة) ما فاهم السؤال حتى الآن! بعد قرابة العامين ما زال الرجل (مقتنع) بأنه وطاقمه قدموا الكثير وأنهم اهل التضحيات الجسام فى سبيل رفاهية هذا الشعب بل وامتدح ضمنياً طاقمه الفاشل بجملة قدموا تضحيات كبيرة!.

(طيب) السؤال يا سيدي نريد الخبز ونصف الاجابة أن توفر القمح وتدفع مستحقات المطاحن و توفر الخميرة والماء .

والسؤال نريد الدواء والعلاج ونصف الاجابة ان توفر العملة الصعبة للاستيراد وتدعم الانتاج المحلى وتوطن للمهنة لا ان تطرد الكفاءات .

والسؤال نريد الغاز والكهرباء ونصف الاجابة ان توفر ( الكاش) وتصان المصافي ومحطات التوليد والسدود .

والسؤال نريد توفير المحروقات للمواصلات ولدعم الزراعة والاجابة ان تدعمها لا ان ترفع الدعم عنهما .

والسؤال نريد (حقنا) من المال المنهوب الذى تم استرداده من النظام البائد ونصف الجابة ان تسأل (ناس) المالية كم أعادت لكم لجنة إزالة التمكين واين ذهبت؟ و(الكلام ليك يا جبريل).

والسؤال يا حمدوك نريد أن نأكل (سااي) ونصف الاجابة ان تزور المشاريع المروية والمطرية وقطعان الانعام وتعرف (الحواشة) بها كم فدان والبقرة (تلد) بعد كم شهر؟. 

يا سيدي أشكر الطاقم الفاشل الذى عمل معك بأي عبارة ومفردة ولكن (حكاية) التضحيات الكبيرة فهذه كبيرة وموبقه من الموبقات . عن أي تضحيات يتحدث رئيس الوزراء ووزير الصناعه والتجارة لا يعلم احتياج العاصمة من القمح حتى مغادرة الكرسي ناهيك عن السودان .

عن اى تضحيات يتحدث والصفوف عبرت الاحياء والآباء قد وصل بهم اليأس حد الانتحار عياذاً بالله ! عن اى تضحيات يتحدث حمدوك ولم يترك وزرائه القابعين فى المكاتب سلعةً الا ورفعوا عنها الحرج وتركوها تتماهي فى خيلاء حتى اضحى الرغيف تحلية الموائد يضاهي قالب الكاسترد!. 

السيد (حمدوك) هل تسمعني؟ سنبدأ من اليوم فصاعداً نؤرخ لك فى كتاباتنا بحمدوك الاول وحمدوك الثاني فهل ترينا من نفسك خيراً أم ستتمادى فى تدمير الموجود ورهن الارادة الوطنية والمراهنة على (الخواجات) فهل نطمع ان يتغير شئ؟.

كثيرون هم الذين وصفوك بأنك موظف اممي ما جئت الا لتنفيذ أجندة خارجية أقلها أن يتبول العلوج على حيطان منازلنا فهل هذا صحيح أم كلام (دولة عميقة) وإذا سمحت لنا بسؤال واحد فلماذا الابقاء على وزيري العدل والشؤون الدينية؟ أ لأن الدرس لم ينتهي بعد فى تغريب الناس عن دينهم وذبح العدالة واراقة الحياء والعفاف أم انهم أكفأ أهل السودان علما وخبرة؟. 

هل عجز آلاف القانونيون والقضاة ان يضعوا لنا دستوراً؟ وعجز مثلهم من الاداريين والاخصائيين وخبراء تقانة المعلومات كلهم فشلوا فى أن يعلمونا كيف ننظم إنتخابات؟ يا سيدي استيقظ من هذا الحلم.

فإن كان تحقيقه صعباً فى يوم ما فهو الآن مستحيلاً مع هذا الشعب الواعى المثقف والمدرك لما خلف السطور وفى ظل حكومة جديدة لا تمسكون (ريموتها) الا بأطراف أصابعكم فالافضل كلكم أن تعتذروا (لجماعة) فولكر بيرتس برأيي .

قرابة العامين يا رجل وجوغة الفاشلين من حولك يسوقون للشعب الامل والوعود الكاذبة ، عامين وانت مشبك باصابع يديك تتصنع اللباقة وحسن الحديث ولم يفتح الله عليك الا بسنعبر وسنصمد وسننتصر .

عامان يا سيدي والناس تموت عند ابواب المستشفيات وصفوف الخبز والجاز والغاز يقتتل الناس عندها بالسكاكين فعن اى تضحيات تتحدث. 

كنت اتمنى ان (تحس شويه ياخ) وتتقدم باستقالتك لتفسح المجال لغيرك من ابناء هذا الوطن يا أخى لا أحد سيجبرك صدقني. قل لهم لظروف صحية او اسريه والى ما ذلك (تفكفك يا خي) ودعنا نخرج من دائرة اليأس المظلمة التى ادخلتنا لغياهبها حكومتكم. 

قبل ما أنسي : 

قال قدمنا تضحيات قال!

* خاص بـ(متاريس)

زر الذهاب إلى الأعلى