«العيكورة» يكتب: الجنيه السوداني كان نفسي أقولك من زمان

بقلم: صبري محمد علي (العيكورة)

وهذا مصير من يسلم رأسه للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي والمؤسسات المانحة نعم هذا ما ظل يسعى له حمدوك منذ مجيئه وهو رهن الارادة الوطنية للاجنبي.

هل عقد حمدوك مؤتمراً اقتصادياً واحداً منذ عامين هل زار مشروعاً؟ هل دخل مصنعاً؟ هل زار مسلخاً هل وقف على قطيع من الماشية، هل زار حقلاً من النفط، هل يعلم اين مواقع المناجم والتعدين.

؟ كل ما جاء به حمدوك جملتين هما رفع اسم السودان عن قائمة الدول الراعية للارهاب والثانية الحصول على التمويل من المنظمات العالمية كإستحقاق واجب للسودان! ليس فيها خطابا داخلياً واحداً يدعو للانتاج واستثمار الموارد الضخمة التى يذخر بها السودان.

وهنا يكمن الخلل الذى اتت به حكومة (قحت) الاولي وقد تكمله الثانية ان لم يكن لوزير الماليه الجديد تدخل يقلب موازين هذا التوجه المعيب.

ذهب ونفط وانهار ومشاريع زراعية وثروة حيوانية وجنيهنا (عايم) بقرار رسمي من الحكومة وليتهم يعطوه شيئاً من مال الله الذى آتاهم.

 الجنيه أصلاً عائم من زمان والحكومة تدرك ذلك ولكن نعتبر يوم أمس كان (يوم السماية) ولا نملك إلا ان نقول لحمدكا (يتربى في عزك) هذا القرار الكارثي.

 ولكن ماذا يعني التعويم عزيزي القاري وبما أنك قد تكون و(العبد لله) لا نفهم في لغة الاقتصاديين فقد لهثت البارحة خلف تحليلاتهم حتى (يقع لى الكلام) ونكسب ثواب ونفهم ايضاً حبايبنا (أهل العوض)،

التعويم يعني يمكن للجنيه السودانى ان يتواضع امام الدولار الى ما لانهاية تتذكروا طأطأة رأس حمدوك وهو يصافح وزير الخارجية الامريكي بالمانيا؟ (بس ياها نفس الحركة) سيسمح لسبعمائة جنيه تعادل دولار واحد والامر غير مستبعد ان يلامس الالف جنية .

(طيب) لماذا التعويم؟ لان الدول المانحة تريد ان تنفخ دعوماتها (الانسانية كذبا) فبدلاً من أن تعلن انها دعمت السودان بالف دولار مثلا فستقول انها دعمتنا بسبعمائة الف جنية سوداني!.

ثم ان قرار التعويم سيسمح رسمياً للبنوك التجارية بشراء الدولار سواءاً من المغتربين او من السوق بسعر يقارب السوق الموازي وهذا سيخلق طلب متزايد على الدولار مما ينتج عنه نوعان من التعامل احدهما بالدولار والاخر بالعملة المحلية كالذي سائد بلبنان مثلا.

ولكن هل سيختفى السوق (الاسود)؟ لا ولكنه سيضعف كالسوق الموازي المصري مع البنوك هناك لا فرق يذكر بينهما ولكن المأساة تكمن فى ارتفاع اسعار السلع الخطوة التى كان يجب ان تستبقها الحكومة بمعالجات للفئات الاكثر تأثراً ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث حتى الان . بعض المراقبين يرون ان هذه الخطوة لربما تقود للاحتقان الشعبي ولربما لثورة قادمة.

تحدثنا كثيراً عن خطورة رهن القرار الوطنى عبر المنظمات العالمية التى ما أمسكت بتلابيب اقتصاد دولة الا وجعلت عاليها سافلها والامثله لا تحصي ودعنا نذكر حمدوك بمثل شعبي لا اظنه سمع به كان يمكن ان يجنب السودان كل هذه المغامرات (لالوب بلدنا ولا تمر الناس). و صدقوني لن يدعموه الا بفتات موائدهم. 

(شحدة ومعاها مذلّة) لو اتجه حمدوك لموارد البلد لما اوصلنا لهذا الدرك الاسفل من الفقر فماذا تبقى لنا وما زالت الحكومة (فرحانة) برسوم المصدرين وعجولنا وسمسمنا لمصر وذهبنا للامارات وحتى دول الجوار الافريقى الغربي تنتظر محروقاتنا ومطاعم (اريتريا) تنتظر رغيف الافطار من (كسلا) فهل هذا شح موارد ام سوء إدارة؟ أم ان فئة من الطفيليين هى سبب هذه (البلاوي) الاقتصادية في غياب التشريعات الرادعة وضعف الوازع الوطنى والدينى.

فمالهم والعتالة يا اخي وايجار المحال التجارية والمخازن طالما ان رزمة صغيرة من الدولارات ستعود عليهم باضعاف ارباح التجارة . أم ان كل ما ورد هو من طبيعة البشر وليس حكراً على أهل السودان وحدهُم ولكن هُناك خطط وردع وبدائل نفذتها الدول الاخري وعجزنا نحن عن تطبيقها!. 

قبل ما أنسي : ـ

من الآخر كلُنا شركاء في هذا التدهور , فالحكومة عديمة الرؤية دخيلة على المجتمع تطالبه بأكل (الباسطة) عندما يشتكي انعدام القمح.

وشعب اتجه جلهُ للمتاجرة بقوت الضعفاء والفقراء فلم يتبقى في (دُكان) شيء لله ولا (ملوة) قمح للصدقة .
إنما تُرزقون بضعفائكم فلا حول ولا قوة إلا بالله .

* خاص بـ(متاريس)

زر الذهاب إلى الأعلى