آراء

عادل عسوم يكتب: لماذا أدعو إلى التحويل بالبنوك؟!

لامنى أحد اصدقائي الخُلَّص؛ لِمَ أدعو الناس إلى التحويل عن طريق البنوك، فذلك يدعم هذه الحكومة الآبقة والمباينة لأعراف ودين غالب أهل السودان، وأرسل لي مقطعا فيه فتيا الشيخ الدكتور عبدالحي يوسف حفظه الله وبارك فيه.

شكرته على حسن ظنه، و كتبت له:

أعلم يقينا خشيتك على السودان وأهله من هؤلاء السارقين للثورة يا صديقي، وأعلم يقينا سوء هؤلاء فكرا ومناهج، وأعلم انتفاء الكفاءة بل والأخلاق في سِيَرِ العديد من شخوصهم.

لكنني أنظر إلى الأمر بمنظار آخر، فقد وصل الحال بأهل السودان إلى شفا جُرُفٍ هار يوشك بأن ينهار بنا في نار جهنم، قبل أيام تواصل معي (رفيق غُربة) استقر به المقام في السودان، والرجل افاء الله عليه بالثروة، وكتب له النجاح في العديد من استثماراته في السودان، قال لي الرجل بحزن بأنه يفكر جادا في الهجرة للاستقرار بأسرته في مصر، سألته عن السبب فقال بعد ان صمت لدقائق:

لقد أوصل هؤلاء الناسَ إلى مرحلة لا أستطيع وصفها، والله لم أعد أستطيع الإتيان لأبنائي بمرادهم من طعام وفاكهة، لعلمي علم اليقين بأن العديد من الجيران يبيت أطفالهم القَوَى، وتحدثاً بنعمة الله فقد ظللت لأشهر أوسِعُ من مظلة انفاقي على جيراني، فلا أكاد أحضر للبيت شيئا إلا أتيت بمثله لجيراني، إذ في البال حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به” وكذلك حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: إن خليلي صلى الله عليه وسلم أوصاني: (إذا طبخت مرقا فأكثر ماءه، ثم انظر أهل بيت من جيرانك فأصبهم منه بمعروف).

ولكن إزدادت (لستة) المحتاجين من الجيران ومافتئت تزداد كل يوم، يضاف إلى ذلك الكثير من الوصفات الطبية لأدوية أجدها تراكمت بيد أهل بيتي كل يوم!.

وماكان صديقي هذا بخيلا، إنما أصبح الوضع فوق المقدور والطاقة بالنسبة له، علما بأنه يسكن أحد أرقى أحياء العاصمة!.

والحال أصبح يفوق ذلك بكثير، والخشية أن نصل إلى مآل تأكل فيه الحرة بثدييها!، فالحوجة والعوز سيف قد يطال الرقاب وتزهق بسببه الأرواح.

قد يقول قائل بأن هؤلاء الذين يحكمون لموصلونا إلى مهاوي من السوء والإفساد إن أتاهم المال، نعم أعلم بذلك، لكن الأمر لجد مختلف بين الحالين، فالمسعى إلى سد الرمق نتاج العَوَزُ أوقف وجَمّد لأجله الفاروق رضي الله عنه حد من حدود الله، لكن الفسق بأمر الحاكم؛ دونه الكثير من المصدات، وأول ذلك طبيعة وأعراف أهل السودان المتأبية جِبِلَّةً على طروحات الشيوعيين وأذيالهم من اليسار والجمهوريين.

ولإن انساق معهم ودَعَمَهم البعض؛ لعمري فإنهم سيتبينون سوء ما يأتيهم منهم ويرونه ماثلا في بيوتهم ومن يعولون.

ولأن تماهى معهم بعض نشئنا من الأبناء والبنات -جهلا بالشيوعية ومناهج اليسار والجمهوريين-؛ فالواجب منا أن لانعين عليهم الشيطان، ولعمري إن الفقر لأوسع مداخل الشيطان إليهم، ولعل الله وهب هؤلاء الحكم لشئ يعلمه جل في علاه، فإن الله قد يعطي استدراجا، ويقيني بأن هؤلاء أتى بهم الله ليحكموا ليتبين الناس مابهم من سوء وفساد وفسق، وهو جل في علاه الواهب للملك، والمانع له كما ورد في سورة الأنعام:

{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} 26

وها نحن كل يوم يمر؛ نرى من أبنائنا وبناتنا كُثُرٌ يصدون ويرغبون عنهم، بل ويهتفون ضدهم، ودوننا الذي حدث اليوم الأربعاء 24 فيراير في الكلاكلة.

ثم إن حمدوك الذي ننقم عليه شيوعيته ونأيه عن بيوت الله كما قال شيخنا الدكتور عبدالحي، بل وغير ذلك من سوء فيه ذكره الدكتور الجزولي-؛ ألم نختاره من قبل ليكون وزيرا للمالية؟!.

ولعمري إن السبب في مجيئ هؤلاء إنما بكسب أيدينا، وقد قيل بأن طول المُكث يورث المَثْلَبة!.

ياصديقي، إن إنهيار الإقتصاد لإيذان بانهيار الوطن، وخير لنا ان يحكمنا الشيوعيون وأذيالهم- طالما كان ذلك خلال مرحلة انتقالية- من أن ينهار اقتصادنا ويتمزق وينهار وطننا، فدوننا أوطان تتقطع نياط القلب عند رؤية الذي آل إليه حال أهلها على الشاشات!.

ولان ابتلانا الله والعياذ بالله بانهيار الاقتصاد في وجود هذه المئات من الألوف من جنود الحركات المسلحة بأسلحتهم ومركباتهم في العاصمة؛ فإن مآلنا لن يعلم ميسه إلا الله.

 وعلينا أن لاننس بأن السودان في مرحلة انتقالية، وكل الذي ستشرّعه اللجان التي يكونها وزير عدلهم الداعي إلى حل المريسة، والذي يطاله الإتهام بالردة في الCase لنيل الجواز الأمريكي؛ لن يبقي منها أهل السودان سطرا واحدا إن شاء الله عندما يحتكم أهل السودان إلى الانتخابات، وكذلك سيذهب مع الريح كل الذي يفعله الشيوعي رشيد سعيد في تلفزيون السودان بإذن الله وتوفيقه.

لكل ذلك أدعو كل أهل المنافي من أهل السودان إلى تحويل مدخراتهم عن طريق البنوك، كي لاينهار اقتصادنا، فإن الحرص على الحفاظ على سلامة الوطن واقتصاده لأهم من اشغال أنفسنا ببقاء هؤلاء الطفابيع وذهابهم، ولتكن مجاهداتنا مقتصرة على مقاومة -وافشال- أَبَقِهِم -(دفعا)- إلى أن تنتهي الفترة الإنتقالية بشرها وخيرها، وليكن هادينا في ذلك قول الله:

 {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} الحج 40

(المقال خاص بمتاريس)

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى