آراء

«العيكورة» يكتب: يا مريم الصادق (Too Iate)

بقلم: صبري محمد علي (العيكورة)

أوردت الصحف يوم أمس خبراً مفاده أن السيدة وزيرة الخارجية الدكتورة مريم الصادق المهدي قد إلتقت بمكتبها وكيل الامين العام للامم المتحدة السيد (اتوك كاري) الذى قدم زائراً للخرطوم وبعض الولايات مستهلاً فيما أظن (موسم الهجرة الى السودان).

قال الخبر إن اللقاء تناول تعزيز التعاون بين الحكومة الانتقالية وبعثة الامم المتحدة بالسودان (اليونيتامس). وأمن الطرفان (مريم وأتوك) على أهمية التوازن فى التوظيف وإستيعاب السودانيين فى مختلف مستويات الوظائف المحلية والدولية للبعثة والتعاقد مع الشركات السودانية للاستفادة منها بالداخل والخارج (أي الخبرات).

لم يورد الخبر ماذا قال وكيل الامين العام للامم المتحدة للسيدة وزيرة الخارجية ولا حتى من قبيل تبادل الامنيات الطيبة بل (قفل الخبر على كده). 

السيدة مريم لم تأت الا بمطالب حزبها وان حاولت تغليفها تحت جمع كلمة (السودانيين) ولكن معروف عن حزبها (ماعندو قشّة مُرّة) مع كل الحكومات المتعاقبة لذا أرادت السيدة مريم ان (تفتح أضان الخواجة) وتغمز لحزبها بطرف عينها همساً ان يأتيها بمرشحيهم ليلاً.

طالما انها طالبت باشراك السودانيين وفى مختلف مستويات الوظائف فهذا يعني ان الوزيرة (عاوزة) حق الجماعة من (ابو دولار لغاااية ابو عشرة الف) وإن جاء طلب السيدة الوزيرة وطنياً فى ظاهره ولكن باطنه لا يخرج عن محاولة (غسيل اليدين قبل العشاء) عادة حزبها التى ظل يمارسها مع جميع الحكومات المتعاقبة. امّا هذه و(كمان) بالدولار فهى اولى بالانقضاض عليها.

(برأيي) عدم تناول الخبر لردة فعل وكيل الامين العام فهذا يُفسر الحكاية أن مريم الصادق قد جاءت متأخرة وكأن وكيل الامين العام يقول لها (معليش) سبقك بها حمدوك يا مدام).

(برأيي) أن حزب الامة (دقس) فمنذ ان أصبح اتفاق سلام (جوبا) واقعاً بدأ الشيوعيون فى سحب كوادرهم للكراسي الخلفية وسارعوا بهم جراً وهمساً للتمكين فى الوظائف الادنى من (الوزارات) فى حالة من التقهقر و(العزّيل).

السيد حمدوك ناقش (حكاية) الغنائم الوظيفية مع رئيس البعثة السيد فولكر قبل ان تجلس السيدة مريم الصادق على كرسي الوزارة! ارأيتم كيف تسير الامور وفق جدول مُعد بخطة مُحكمة من الشيوعيين؟.

فالوظائف (وكان نفسي اقولك من زمان) قد تقاسموها فيما بينهم ولا أعتقد أن اجتماع حمدوك يومها كان للبحث عن كفاءات بقدر ما هو تهيئة لكراسيٍ جديدة لحزبه وقد فعلها (حمدكا) وأعتقد أن أوراق المرشحين لليونيتامس من الشيوعيين (لو قريبة) فهى فى (واشنطن).

وقد سبق ان تناولنا استحواذ الشيوعيين على وظائف (اليونيتامس) ليس ضرباً على الرمل ولا تنجيماً ولكن قراءة لاحداث مُتسارعة ومتشابهة وتحتاج فقط لمن يوجد قواسمها المشتركة. (والحكاية واضحة).

عندما قلنا سابقاً ان الشيوعيين يقودون قطيعاً من الانعام قلنا ان فيه (التَنِي والرّبَاع والجَدع وبنت لبون) كنا نعي ما نقول ونصرخ باعلى صوتنا ان الجماعة قد باعوا وقبضوا الثمن لم يلتفت لنا أحداً يومها.

ولتطمئن السيدة مريم فسيطلبونها داخل مكاتب (اليونيتامس) قريباً ويصححوا لها كراسها سطراً سطراً ويرسموا لها الخُطط ويشرحوا لها المندوبات والمحظورات والفرائض والسُنن وما (قبض) حمدوك ! فلا تتوقع بنت المهدي أن صوتها سيكون عاليا مسموعاً كما كان داخل حزبها بل عليها أن تنحني للعاصفة القادمة بقدر ما تستطيع.

فقد تجد كبير أمامها هو ملف التطبيع فما بين موقف حزبها المبدئء الرافض للتطبيع وما بين مشاركتها ضمن حُكومة تولى وجهها قبل (تل ابيب) فعليها ان تحدد موقف وزارتها فالمبادئ لا تتجزأ وإن دعاها ذلك أن لا تقرب الصلاة معهم.

قبل ما أنسي : 

قبل ان ترتدي وزارة الخارجية (الجلابية الانصارية) بالكامل علينا الاجابة على السؤال الاتي :

هل حزب الامة هو من طالب بهذه الحقيبة ام أن أمراً قد دبر بليل من الشيوعيين و ساقوها له تحت زفة الاطراء والمديح بإدعاء الكفاءة و(بس ياهو ده مقاسك) ليقودونهم نحو الانتحار السياسي فهل يُدرك الحزب ذلك؟.

* خاص بـ(متاريس)

زر الذهاب إلى الأعلى