عادل عسوم يكتب: عندما يتطاول شيوعي على العلماء

إنه الشيوعي مرتضى الغالي الذي كتب من قبل: (غدا يختفي من المنابر الوعاظ الاراجوزات وتعود للمساجد نورانيتها ووقارها، وتعود الكنائس آمنة المحاريب)!
يتطاول اليوم بسياق بذيء لاتكاد تجده إلاّ من شيوعي، على الشيخ عبدالحي يوسف، والسبب في ذلك فتيا للشيخ قال فيها بأن -الرفيق- حمدوك وحكومته خونة للوطن، وانهم سفهاء لايستحقون الإستمرار حكاما للسودان، لذلك أفتى بعدم جواز تحويل المغتربين أموالهم عن طريق البنوك دعما لإقتصاد يديره سفهاء.

مرتضى الغالي لم يكلف نفسه تفنيد السبب والاتهام الذي اتخذه الشيخ عبدالحي مناطا بنى عليه فتياه، إنما سعى إلى التطاول على الشيخ وشتمه حيث كتب:
(هذا المسخ الذي يحمل اسم “عبد الحي يوسف” والذي يصوّر الانحدار الأخلاقي في أبشع تجلياته..!).

وكتب أيضا:
(فتنحنح ومشّط عثنونه بيده وهو يظن أنها لحية تجعله ورعاً.. في حين أنها تزيد من الهزء وتجعل منه إنتيكة زمانه وتظهره في هيئة الحمقى والمحتالين والمتبطلين من أصحاب اللحى الخائبة التي تثير السخرية على مساخيت الفكاهات الفجة وحثالات المجالس أمثال أشعب وهبنقة وجحا الأنطاكي وقراقوش وطرطوف الفرنسي وراسبوتين الروسي وأشباههم من المخادعين وأرباب الفجور والطمع ومتطفلي المآدب والمتمسحين بالدين سبيلاً لملء البطن وأكل السحت..).

يا مرتضى الغالي، لقد اتهم الشيخ عبدالحي حمدوك وحكومته بإتهام بعينه، وهو إتهام ينتظر منك التفنيد، مفاده أن حمدوك وحكومته يتلقون رواتبهم الشهرية ومخصصاتهم بالدولار/اليورو، من جهة بعينها خارج السودان، وبذلك فإنه يتهمهم بخيانة الوطن، وهو يتساءل عن المقابل لهذا الصرف البذخي من تلك الجهة؟! وقال بأن تلك الجهة تتبع لدولة كان سفيرها يصول ويجول في الخرطوم، بل ويكتب الرسائل الموجهة إلى المنظمة الدولية، فيوقع عليها حمدوك، ثم يرسلها دون معرفة رفاقه في مجلس الوزراء ولا المجلس السيادي!.

هذا الذي قاله الشيخ عبدالحي، أما كان الأولى بك أن تَسْعَ إلى تفنيد إتهامه هذا وتكذبه، عوضا عن التطاول عليه ورفاقه من العلماء بهذا الخطاب البذيء؟!.

لقد قلت عنه بأنه وعلماء أفاضل بأنهم: (أعضاء ورؤساء في مجالس إدارات أكثر من 16 هيئة ومؤسسة تصلهم المظاريف في بيوتهم بغير شغل ولا مشغلة..!).

لان اتفقنا معك على ذلك، فإنك تعترف بأنهم يتلقون مظاريفهم تلك داخل السودان، وهي بالجنيه السوداني، وهي من حكومة السودان، وهي تصرف لهم (في النور) بدليل معرفتك وعلمي بها، وبالطبع من اليسر بمكان معرفة العمل الذي يقوم به هؤلاء -الأفراد- ليُعطَوا هذه المظاريف/الرواتب.

لكن ماذا عن (مظاريف) ظل -ومافتئ- حمدوك ووزراءه يتلقونها من خارج السودان؟!، وبالعملة الصعبة!، وما كان للناس معرفة ذلك لولا (دهشة وهجمة) الناشط السياسي خالد سلك، مما سبب ارتباكه وتصريحه بأنه سيستلم راتبه (الملياري) بالجنيه السوداني!.

ويواصل مرتضى الغالي تطاوله على الشيخ، وينصب نفسه متحدثا عن الدين فيقول:
(هل يمكن أن يبلغ السقوط والمتاجرة بالدين درجة أسفل من هذه..؟! وإذا قلنا بالأمس إن التكسّب بالدين هو الملاذ الأخير للأوغاد).
هل سألت -يا هداك الله- يوما عن ماهية الدين الذي تعتمره قبل أن تدمغ سواك بالمتاجرة به؟!.

والهداية هنا مردها ماكتبه رفيقك السابق وصاحب الخطى المكتوبة أحمد سليمان المحامي رحمه الله، وقد أسمى مذكراته (مذكرات شيوعي اهتدى).

لنفترض جدلا بأن الشيخ عبدالحي كما تقول تاجر بالدين، بل لنفترض بأنه طرطوف وراسبوتين كما تصفه، ياترى هل يجد الناس في الفكر الذي يعتورك، ومافتئت تدعو إليه قبل أن تلقى الله؛ دينا أفضل من دين عبدالحي الذي يدعو إليه ويتاجر به؟!.

من يسمع هذا الإتهام يحسبك تعتمر فكرا يطرح لل97% من أهل السودان المسلمين؛ منهجا يُسْلِم حياتهم محيا ومماتا ونسكا لله، لكنك تدعو للشيوعية، تشهد -عليك- بذلك صحيفتك أجراس الحرية وسواها، وهي الصحيفة التي أخترت لها إسم (الأجراس) صنوا للكنائس التي تذكرها في ابتدار تطاولك على الشيخ، أجراس تجعلها هادية لك وللرفاق إلى (حرية)!، اتراها الحرية التي اقترحتموها لجون قرنق ليذيل بها اسم حركته الشعبية (تحريرا) للسودان؟!، ان الله، ثم جل أهل السودان يعلمون -يقينا- مقصد وماهية الحرية التي يتشدق بها الشيوعيون، ومعها كذلك مفردة (الديمقراطية) التي يذيلون بها اسماء واجهاتهم دون إيمان بها، إذ هاهم اليوم لا إيمان لهم ولامسعى جاد إلى الانتخابات الموصلة إليها.

لماذا -ياهداك الله- تهتم وتشغل نفسك بتجارة لدين لايدعو إليه فكرك ومنهجك السياسي؟!.

لماذا لاتكون صريحا وتقول لأهل السودان بأنك تدعوهم إلى شيوعية لاتجارة فيها؟!، شيوعية سبق أن رفضها طيب الذكر وثاني سكرتير للحزب عوض عبدالرازق في الأربعينات، عندما حذر ونصح قائلا بأن إسم الحزب ومنهجه لن يقبل به أهل السودان، ووصل به الأمر إلى المطالبة بحل الحزب والانضمام إلى الأحزاب الاتحادية (كما ورد في اتهامات الحزب له)، فأين الدين الذي تتهم الشيخ عبدالحي وسواه من العلماء -من أئمة المساجد- بالمتاجرة به؟!.

اشهد بأن الشيخ عبدالحي يوسف عالم بالدين الذي تتهمه بالمتاجرة به، وبالرغم من اختلافي معه في فتياه بعدم التحويل؛ إلا انني احترم جدا فتياه، وأشهد بأنه من أعلم أهل زمانه في السودان، بل في عالمنا الإسلامي.

اسأل الله لك ولي الهداية، ثم الحب الحقيقي للوطن.

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى