آراء

«العيكورة» يكتب: محجوب فضل بدري ياخي بُعد الشر عليك

بقلم: صبري محمد علي (العيكورة)

منذ ان وافق الاستاذ الاعلامي والصحفى والمؤرخ محجوب فضل بدري على كتابة المقدمة لكتابي (شجرة ود العوض) نمت علاقة ادبية اسفيرية بينى وبين هذا القلم المبدع فكنت أقرأ له عبر الصحف او ما يخصني به من سطور خاصة ونكات مازحة (كوكتيل) عجيب يتنقل بك عبر اللغة الدارجة والتاريخ والثقافة والمعلومة والتوثيق لقبائل السودان.

فالاستاذ محجوب يجيد المراوغة بالقلم والتخطي المفاجئ وإن لم تقرأ بذات السرعة وحضور الذهن فقد تتوه بين السطور .

آخر رسالة وصلتنى من الاستاذ محجوب كانت في ١٦ فبراير الماضي قبل ان ينقطع التواصل كان يقول انه اجري عملية جراحية في العين ودار بيننا مزاح طويل في هذا الشأن قال انه اصبح (يطفى ويولع والحمد لله) واتبعها بقصيدة (برح الشوق بقلبي) لامين حسن عمر .

في الرابع من مارس الجاري حول لي كتاب (كتاب العبيد في حكم مصر المعاصرة) في 196 صفحة ما زلت منكباً بين صفحاته ثم اتبعها بمناسبة وقصيدة لود الرضي يقول فيها:

بي طرف الفريق جيت ماري عصراً بدري

شفت خدار ونور والتالته ايه ما بدري
قلت منايا تمّ دي تبقى ليلة قدري
قلبي تبنتو مافي وروحي جات عند سدري
قبل ان يصلني منه مقال اليوم بعنوان (أحيّ العافية) سرد من خلاله تجربة مرضية قادته لعملية جراحية كبيرة بالمعدة وصفها وصفاً دقيقاً وساخراً حيّا خلالها طاقمه المعالج بقيادة النطاس المصري عبد العاطي المناعي وحيّا عالياً حرمه السيدة (وشاح فلال) وصديقة الحاج ربيع البرجسي وكافة زملائه واصدقائه وكل من دعمه بالدعوات.

وبدورنا نلحق نحن برفع الاكف فابواب السماء ما زالت مفتحة للسائلين والحمد لله ونسأله تعالي ان يمن على استاذنا محجوب بتمام الصحة والعافية ويعود قلمه الفياض بالعلم والطرفة والتاريخ والسلاسة.

أستاذ محجوب حباه الله بصوت اذاعي وحنجرة قوية كتب في مقدمته لكتابى انه تذكر اثناء مراجعته لحكاية (ود رحمة) الذى وردت بالكتاب انه لم يتمالك نفسه من العطش في نهار رمضان عندما (انزوي) حماره ناحية (ابعشرين) ليشرب الماء فنزل وشرب مع حماره.

علق الاستاذ محجوب عن ذلك بأنه رزق ساقه الله له ثم أردف قائلاً انه تذكر قول الشاعر لمحبوبته عندما رأها ترد الماء من جدول (ابعشرين) وعندما شعرت بقدومه فجأه توقفت عن ورد الماء اى (انخلعت) فقال فيها:

شبية الصيد الدرعا بت الدرعا
سمعت كش كشو خنست بعد ما بترعي
من نيران غراما طبقولى الولعا
انا ابعشرين شربتو وانا داير اتم بالترعة

وعندما سألته هل كلمة (درعا) قصد بها (الترعا) أي التى تعلف العشب وخففت التاء الى دال فقال لي لا إنما (الدرعاء) هي الصيدة البُنية التى في صدرها بياض فطلبت منه ان يرسها لى مسجلة بصوته الرخيم وقد كان.

فالاستاذ محجوب لم التقيه وجهاً لوجه منذ ان تعرفت عليه عبر صديق مشترك الدكتور التجاني ابراهم ولكن كلماته ووده جعلتا من الرجل (معرفة قديمة) تربع على ودنا الصادق ودعواتنا المخلصة. أسأل الله ان يتمم له عاجل الشفاء وتمام الصحة والف بعد الشر عليك استاذنا.

وأهديك رائعة جدنا الشاعر المرحوم عبدالله ود الطيب عندما بلغة ان ابنه المرحوم الدكتور عمر قد حدث له حادث حركة بدولة الامارات فكتب له:

يا لطيفاً ذو اللطائف ويا عزيزاً يُغتفر
يا رجاي أقبل دعايا بالسلامة يعود عُمر
انت بويا وانت خويا وانت كنزي المًدخر
الله لا شمّت عليك شرك مقسم في الشدر

*خاص بـ(متاريس)

زر الذهاب إلى الأعلى