«العيكورة» يكتب: حمدوك يزور مشروع الجزيرة شكراً جبريل

بقلم: صبري محمد علي (العيكورة)
وبالامس فقط تحقق ما توقعناه منذ توقيع اتفاق سلام (جوبا) وهو أن أي قادم للحكومة من خارج (قحت) سيكون خصماً على سيطرة اليسار الذى كان في الحكومة الاولى وبالتالى فهو مرحبٌ به وسيكون في مصلحة المواطن البسيط.
فبالامس فقط زار حمدوك التفتيش الشمالى لمشروع الجزيرة رسالة ظللنا (ننبح) بها في اكثر من مقال كيف لرئيس وزراء دولة زراعية يستنكف ان يزور اكبر مشروع زراعي بافريقيا طيلة عامين هو على مرمي حجر جنوبي العاصمة الخرطوم، لم يغبر قدماه ساعة في سبيل الوطن!.
وعموماً ان يأتي حمدوك متأخراً خيراً من ان لا يأتي و(برأيي) زيارة الأمس هي إحدى (بركات) الجبهة الثورية التى بدأت حراكاً ملحوظاً للمواطن العادي كتوحيد سعر صرف الجنيه السوداني تفقد البنوك ، حراك وزير التجارة والتموين على عدة محاور ، السيد وزير المالية والنقل والطاقة كلهم يتحركون مما يوحي بأن حكومة حمدوك الثانية جاءت وفق الطموح او هكذا نتمني لها ان تكون.
لا أعتقد أن مشروع الجزيرة الذى زاره حمدوك بالامس قد جاءت به الثورية ولا حمدوك كان (طيش) في الجغرافية لهذه الدرجة ولكن الهمم في الحكومة السابقة هى التى كانت (الطيش) وانسان السودان المنهك بالفقر والمرض كان في ذيل قائمة اهتماماتها.
حمدوك وقف بالامس (وسط الزهور متصور) يداعب سنابل القمح الناضجة وحرير القطن الابيض فأين كنت يا سيدي طيلة العامين الماضيين! (شفت طراوة الجزيرة حلوة كيف)؟.
السعر التأشيري لجوال القمح الذى (حسبه) وزير المالية جبريل وأعلنه حمدوك هو خطوة في الاتجاه الصحيح (برأيي) وإن كان هو أقل من السعر العالمي بحوالي (50) دولار للطن بالاضافة للجودة العالية التى يتمتع بها محصولنا ولا اعتقد ان المزارعين سيبخلون على وطنهم بهذا الفرق.
الا ان نجاح هذه التسعيرة يظل مرهون بثبات سعر الصرف للجنيه السودانى . (١٣،٥٠٠) جنيه للجوال تقريباً هى (٣٥،٥) دولار .
أما إذا تراجع سعر الصرف فيجب ان لا يلزم المزارعون بالبيع الحصري للبنك الزراعي وعلى الحكومة ان تدخل السوق مع الآخرين مع التزام المزارعين بسداد مديونياتهم للبنك بعد البيع في (سوق الله اكبر) غير ذلك فلن يكن الامر منصفاً لهم وعلى الحكومة ان تراجع هذا السعر.
بعيداً عن تسيس زيارة الامس نقول (شكراً جبريل) شكراً للجبهة الثورية شكراً لكل النشطين الغيورين الذين جاءوا بعزيمة وارادة صادقة لخدمة انسان هذا السودان، شكراً لكل الخطط الطموحة والبرامج المثمرة شكرا لهذا الحراك النشط شكراً لكل الذين ينهبون الارض نهباً من وزرائنا الجدد وللذين يسهرون بعيداً عن كاميرات الاعلام واوراق الصحف.
أمضوا وسندعمكم ما كان السودان همكم الاول وتخفيف الضائقة المعيشية هى ما يؤرق مضاجعكم، سندعم وزراء القطاع الاقتصادي ونتابع بحرص وزراء العدل والتربية والصحة والقطاع السيادي فما زال اداؤهم اعرجاً وبرامجهم غامضة.
فإما ان يكونوا بقدر التحدي لاقامة دولة العدل والسلام والحرية بالسودان والا (فالباص) الذى (شال) مدني وهبة واكرم ما زال موجوداً ويمكن ان يمتطوه جميعاً في رحلة اللا عودة للساحة السياسية مرة اخرى وبأمر الشارع . فإما ان ينهض السودان واما ان تذهبوا انتم ويبقى لنا السودان.
قبل ما أنسي :
الى حمدوك من داخل حواشات التفتيش الشمالي بمشروع الجزيرة رائعة محمد ميرغني :
(مين فكرك يا حبيبي ومين الهداك إليّاأأأأأ).
قلنا ليكم من زمان يا تشتغلوا صاح يا تمشوا
شكراً جبريل وعقبال (جكّة) في سنجة وبورتسودان ومروي بس كتروا (البندول) لهناي عشان الشمس حارة و بتعمل صداع وكده.
* خاص بـ(متاريس)