«العيكورة» يكتب: العلاقات السودانية السعودية وزيارة اليوم

بقلم: صبري محمد علي (العيكورة)
لم تنقضى بركات الحكومة الثانية بعد زيارة رئيس الوزراء لمشروع الجزيرة وتعلن الاخبار انه سيغادر اليوم الى المملكة العربية السعودية على رأس وفد يضم وزير شؤون الرئاسة بمجلس الوزراء بالاضافة لوزراء الخارجية والمالية والتخطيط الاقتصادي والزراعة والغابات والاستثمار والتعاون الدولي ومدير جهاز المخابرات العامة ومحافظ بنك السودان المركزي.
لم يذكر الخبر إن كانت الزيارة بدعوة رسمية من المملكة العربية السعودية ام انها جاءت بطلب الجانب السوداني ولكن جملة ان الزيارة جاءت (كتعبير عن اهمية العلاقات التاريخية بين البلدين) ترجح ان الجانب السوداني هو من طلب ذلك.
ويقول الخبر ان الوزراء سيعقدون لقاءات مع نظرائهم السعوديين وانه من (المجدول) لهذه الزيارة ان يلتقي رئيس الوزراء بولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان.
استشف من كلمة (المجدول) التى وردت بالخبر ان الزيارة تمت بتنسيق السفارة السعودية بالخرطوم.
وبرأيي إن كانت زيارة بطلب او دعوة رسمية فهذا لا يهم كثيراً فالمهم هو ادراك حكومة السيد حمدوك (الثانية) لاهمية البعد الاقليمي لدول الجوار ومحاولة كسر حالة الجمود وازالة الحاجز الزجاجي الذى كان يسمح بنشاط ملحوظ للسفراء فقط دون غيرهم من المسؤولين الكبار بين البلدين الشقيقين سوي زيارة واحده لوزير الخارجية السعودية للخرطوم في وقت سابق.
أعتقد ان الزيارة ذات طابع اقتصادي (بحت) ولن تخرج عن مناقشة الاستثمارات وتحريك تحويلات المغتربين السودانيين بالمملكة بعد رفع الحظر عن السودان ولن يكن ملف مشاركة جنودنا ضمن التحالف الدولي بعاصفة الحزم باليمن غائبا عن لقاء وزيري الدفاع الذى هو ولى العهد بالجانب السعودي.
الزيارة (برأيي) جيدة ويجب ان لا ينظر اليها كسابقاتها (مُعطي وآخذ) بل يجب ان تنطلق لآفاق المصلحة المتبادلة والاستثمار المشترك بما للسعودية من رأس المال والتقانة والخبرات وبما للسودان من موارد طبيعية ضخمة فمن هذا المنطلق يجب ان تتركز المباحثات.
اعتقد ان الفريق أمن طه عثمان مدير مكاتب الرئيس المخلوع البشير لن يكون بعيداً عن هذا اللقاء بحكم مسؤوليته عن الشؤون الأفريقية بوزارة الخارجية السعودية مما قد يسهل مهمة الوزيرة مريم الصادق للخروج برؤية جديدة للعلاقات بين البلدين وانطلاقها الى رحاب افضل بعيداً عن الاستقطاب والتبعية.
لا أعتقد ان الوفد سيلتقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (بروتوكوليا) المحكوم بأنظمة صارمة في النظام الملكي وسيكتفى بولى العهد الذى هو في ذات الوقت وزيراً للدفاع.
السعوديون من جانبهم لن يكونوا متحمسين بالقدر الكافى لتنزيل أي اتفاق قد يتم بين الوزراء على ارض الواقع باستثناء تحويلات المغتربين لاعتبارات كثيرة منها ان الحكومة الزائرة ليست منتخبة من الشعب السوداني ولا تملك السند الشعبي لذا لن يغامر السعوديون في الدخول في استثمارات واسعة مع حكومة هم يعلمون انها ذاهبة بعد عام او عامين.
ولكن هذا لن يمنعهم من تشجيع التجارة البينية الخفية كصادرات اللحوم والخضروات والفاكهة، (برأيي) ان السعودية قد تبدي مخاوفها من قدوم بوارج روسية للسواحل الشرقية للسودان الذى تم في غير ما تنسيق بين البلدين كما كان يتم سابقاً.
السعودية متابعة جيداً للوضع السياسي بالسودان بحكم الجوار والامن القومي على ساحلها الغربي لذا يهمها جداً معرفة (من يحكم الخرطوم).
الملاحظ ان الوفد السوداني الزائر خلا من وزراء التربية والتعليم والعدل والشؤون الدينية! وهنا يجب التساؤل ولماذا يا ترى؟ فالوزراء الثلاث هم من ابقتهم مركزية الحرية والتغيير من الحكومة السابقة لبعد يساري آيدولوجي كبير جداً يقوم به الوزراء الثلاثه سواء في مجال الحريات العامة او إفراغ مناهج التعليم من النهج الاسلامي السني.
ولا اعتقد السعوديين ببعيدين عن ما جاء به مدير المناهج الهارب الدكتور عمر القراي من (خزعبلات) شركية حاول ادخالها ضمن مناهج التعليم بالسودان.
وايضاً لا يجهلون مسيرة وزير الشؤون الدينية السوداني الغريبة عن ما اعتاده السعوديون عن تدين الشعب السوداني السني (فبرأيي) أن السيد حمدوك تعمد عدم اصطحاب هؤلاء الوزراء لحساسية هذه الملفات.
وعلى كل نأمل أن تأتي هذه الزيارة بما يعود بالنفع على الشعبين الشقيقينً .
*خاص بـ(متاريس)