د. عمر كابو يكتب: الله يكضب شينة حكومة حمدوك
ضحكت ملء شدقيَّ وأنا أطالع تصريحات حمدوك عقب إعلان المنشور السياسي للحزب الشيوعي السوداني وأذياله والذي حمل مسمى قانون تفكيك النظام البائد وإزالة التمكين وما أضحكني أن سيادته وببراءة تامة وبعد مضي كل تلك الفترة من عمر حكومته البائسة والتي حتى الآن لم يفتح الله عليه أو على طاقم تلك الحكومة بإنجاز يسعد الجماهير هاهو يخرج على الشعب لا ليحدثهم عن حل مشكلة المواصلات التي أرهقت كواهلهم و جعلتهم يقضون نصف يومهم وقوفًا في انتظار ناقل يقلهم من وإلى منازلهم..
ولا ليحدثهم عن حل لتصاعد الأسعار بعد أن أصبحت بلا ضابط يضبط غلواء الأسواق أو يكبح جماحها أو يعيدها لمكانتها الطبيعية..
خرج لا ليحدثهم عن مشروع نظافة الخرطوم التي تحولت على عهده إلى كومة من الأوساخ المتراكمة أحالتها بسبب ضعف حكومته إلى عاصمة تستطيع أن تنافس في جائزة المركز الأول لأقذر عاصمة في العالم بامتياز ..
هاهو يخرج لا ليحدثهم عن مشروع معالجة زيادة الصادر والذي فقدت البلاد في عهده أكثر من مليار دولار بسبب تصريحات وزير صحته الخرقاء بإعلان السودان منطقة موبوءة بحمى الوادي المتصدع..
خرج لا ليحدث الناس عن تقاليد وأعراف هذا الشعب السوداني الذي يرفض الجهر بالمعصية امتثالًا لرب ودين والتي دنست تقاليده وزيرة خارجيته يوم استباحت وزارتها وسمحت بأن تمرر الخمور بقرار منها..
خرج لا ليحدثهم عن كيفية صيانة الشهادة السودانية والحفاظ على سمعتها والتي ضيعتها حكومته بسبب تصريحات وزير التربية والتعليم الرعناء الطائشة الذي شكك في مصداقيتها ونزاهتها..
خرج لا ليحدث الناس عن خطته لإدارة شؤون البلاد وهو الذي صرح بنفسه وبعد مضي أكثر من شهرين في السعودية أنه لا يمتلك خطة حتى الآن ليتم تنفيذها وأنه في انتظار قوى الحرية والتغيير والتي لم تسلمه بنود هذه الخطة حتى هذه اللحظة..
خرج بتصريحات تنضح غلًّا وحقدًا وكيدًا سياسيًّا للإسلاميين؛ فهذه التصريحات إن كان قد أدلى بها تخديرًا للشعب وشغله وإلهائه عن التحديات والمشكلات الخاصة به فقد خاب مسعاه؛ لأن هذا الشعب وعي واكتشف أنه لا ينطوي على تجربة ولا رؤية ولا خبرة ولا يعدو أن يكون إلا موظفًا كبيرًا ليس له أية قدرات استثنائية ولا خيال خصب قادر على إنتاج أفكار(تأدبًا ما عاوز أقول ماسورة ) كما هو متداول في الوسائط المختلفة..
نعم هذا الشعب يعلم أنكم مارستم الإقصاء والعزل لكل كوادر الإسلاميين ودستم على قوانين البلاد ولا تحتاجون قانونًا لإزالة تمكينهم (أصلًا مافضل حاجة تزيلوها) فهذا الشعب واع أدرك بفطرته السوية وبمتابعته الدقيقة للأحوال وتدقيقه في الواقع أن الإنقاذ قد تمت إزاحتها فقياداتها تم الزج بهم في زنازين المعتقلات ورئيسها يشاهدونه خلف القضبان كل سبت في محكمة نصبت له دون أن تشفع له سنوات عمره الطوال ولا حكمه ولا سماحة هذا الشعب السوداني الكريم الذي ترفض إذلال عزيز القوم
هذا القانون عبارة عن ملهاة تريدون أن تشغلوا الشعب بها عن كارثة كبيرة تسمى الموازنة هي المحك الحقيقي الذي سيذهب بكم إلي مزبلة التاريخ
عزيزي حمدوك هذا الشعب أذكى من أن تفوت عليه ألاعيب السياسة وقد منحك فرصة تاريخية والتف حولك وفشلت فشلًا ذريعًا فشلًا يمنحك لقب أسوأ دولة رئيس مجلس وزراء مر على السودان وسيمر
وقد رأيت بأم عينيك وسمعت الهتافات ضدك وضد حكومتك والقادم مر وأمر (الله يكضب الشينة )
لكن إن لم تسمع فعليك بمراجعة الاستفتاء حول قبول ورضا الشارع عن حكومتك ،وهذا وحده كافٍ لأن تغادر هذا الكرسي غير مأسوف عليك. والسلام..