يا عيب الشوم!!

بقلم: محجوب فضل بدري

– والإنسان إبن بيئة، لذا فإنَّ رعاة الإبل يتحلون ببعض صفاتها، فنجد فيهم قوة التحمُّل، والتؤدة، والصبر لحين الفرصة المناسبة للثأر، وحتى غناء الأبَّالة وحدائهم ورقصهم، فيه شئٌ كثير من مشى الإبل بإيجافها وإيخادها، وقد كانت خلة حميدة ولا زالت سائدة فى أهل المناطق المختلفة التى تعتمد على الإبل فى حياتها وتشتهر بالصبر وطول البال والحكمة.

-لذا فقد رأى الناس فى الفريق أول حميدتى سياسياً هادئ النبرة، شديد الأناة، واضح الصراحة، وما إن لاحت بوادر السلام حتى برز وجهٌ أبَّالىٌ آخر هو الدكتور جبريل إبراهيم محمد بفكره الثاقب وخطوه الواثق، ورزانته الفذَّة، فملأ الساحة السياسية، والإجتماعية، والاقتصادية فى وقتِ وجيز، وتجاوز كل الأحقاد والإحن والظلامات والمرارات، حياه الله وبياه وسدد خطاه.

-ولأنَّ لكل قاعدة شواذ،فقد جاء تصرف عبدالرحيم دقلو، ليشرخ إسطوانة التعايش السلمى، ويصفع شعار السودان وطن الجميع- فلا الموقع الذى يشغله، ولا الرتبة التى يحملها تسمح له بإطلاق القول على عواهنه، وترديد كلام السوقة والدهماء، والوقوع فى فخ المتربصين والمزايدين الذين يسعون لإشعال الفتنة بين مكونات المجتمع السوداني وضرب قاعدة التعايش والسعى للحيلولة دون قيام الانتخابات الخاسرة بالنسبة لهم قبل قيامها (سمبهار يعنى).

-ياعيب الشوم عليك يا عبدالرحيم وقد قالها قبلك حميدتى معلقاً على مجرد سؤاله (هل قابلت موسى هلال)؟ وعبارة (الخرطوم ماحقت ابو زول) قالها الاب فيليب عباس غبوش، وقد كان محقَّاً،فقد فاز بدائرة إنتخابية بالخرطوم.

-ياعيب الشوم ان تنطلى حيلة مكشوفة على قائد كبير، وأبَّالى أصيل صقلته البادية قبل أن يُدرك الحكم في مرحلة حرجة من تاريخ بلادنا، وهو أحوج مايكون للعمل على لم الشمل وتوحيد الصف، ولا يُعقل أن يصالح فرع صغير من أبناء عمومته (المحاميد) على حساب سائر أبناء السودان شماله ووسطه وشرقه،ويعاديهم بالكلام ويتوعدهم بالحسام فما هكذا تورد الإبل ياعبدالرحيم.

-وياعيب الشوم علينا كلنا، لو سايرنا كلام عبدالرحيم، وقرعنا طبول الحرب، وأيقظنا الفتنة، وأسقطنا كلام عبدالرحيم على كل أبناء دارفور.

زر الذهاب إلى الأعلى