عادل عسوم يكتب: خبر مفجع وتعليق!

الخبر:
حكومة حمدوك تسلم البنك الدولي حق تمويل القطاع الزراعي(كاملا)!. تفاصيل الخبر:
كشف مدير إدارة التعاون الدولي بوزارة الزراعة د. بدر الدين عطا مصطفى عن زيارة وفد من البنك الدولي في الرابع من أبريل القادم، منوهاً إلى تمويل البنك للقطاع الزراعي تمويلاً كاملاً.

تعليقي:
إن إعطاء حق التمويل للقطاع الزراعي (كاملا) وبهذا الإسلوب؛ يُعد تفريطا في أحد اهم القطاعات الاقتصادية في السودان، بتسليمه إلى جهة بعينها ان كان البنك الدولي أو سواه، وذلك يترتب عليه تسليم البنك الدولي كل مايخص الزراعة من أرض ومياه.

إذ ليس من المنطق ان يدفع البنك أمواله لمشروع ما دون دراسة كل ما يليه بنفسه عن طريق كوادره.

وتسليم البنك الدولي تمويل القطاع الزراعي كاملا يعني أيضا أن البذور والفسائل التي ستزرع سيأتي بها البنك الدولي، ألم نتعلم من (مصيبة) شركة أمطار الإماراتية التي ثبت بأن فسائل النخيل التي اتتنا بها في منطقة الدبة كانت مصابة بمرض البيوض القاتل في عهد الإنقاذ؟!.

ما الذي يضمن أن لا يتكرر الأمر في هذا السودان؟!
وما أدراك عن البنك الدولي!
يكفي ما كتبه جون بيركنز في كتابه (اعترافات قاتل اقتصادي):

تستغل الولايات المتحدة الموقف عبر أنصارها وحلفائها في البنك الدولي أو في صندوق النقد الدولي، الذين يفرضون الوصاية على الدول المقترضة، فارضين شروطهم في كل شيء من وضع أسس سياسة الإنفاق الحكومي إلى الاتفاقيات الأمنية!
انتهى.

لقد حدث ذلك في دولة ملاوي عندما سلم رئيسها (باندا) البنك الدولي القطاع الزراعي كاملا، وملاوي تزرع الذرة للاستهلاك المحلى والتبغ للتصدير، وكانت النتيجة فشل القطاع الزراعي فشلا ذريعا، واوصى البنك الدولي برفع سعر الفائدة بصورة كبيرة، وألزم الحكومة إتباع سياسة تقشفية حادة.

وفى أواخر التسعينيات زاد العجز المزمن لكل من ميزانية الحكومة وميزان المدفوعات، وتضخم الدين العام بصورة مذهلة، فاضطرت حكومة مالاوى إلى طلب قرض من الصندوق والبنك لسد هذين العجزين.

وتم اطلاق العنان للسوق بلا ضابط ولخدمة مصالح البنك المسيطر على الدولة، وقد كان موظفوه يعيشون داخل ملاوي، بل قيل بأنهم كانوا يتدخلون في كل صغيرة وكبيرة من تفاصيل الحكم.

وتمخضت المفاوضات عن قرض شروطه تعنى ببساطة بيع كل ما لدى شعب هذه الدولة الفقيرة من خلال الآتي:
أولا ضغط الإنفاق العام.
ثانيا حل هيئة إدارة المخزون الاستراتيجى للذرة وبيع المخزون.

وقتل برنامج صندوق النقد الآلاف من سكان مالاوى.

فبعد سنة من بيع مخزون الذرة وحل هيئته، ضرب الجفاف مالاوى، وقتلت المجاعة المئات فى سنة 2001 و2002، وعانى 5 ملايين إنسان من الشح الغذائى الحاد وسوء التغذية.

للأسف إن ذهنية حمدوك وحكومة قحت تسير بنا على ذات الدرب الذي سارت عليه دولة ملاوي.

من قبل فوجئ الناس في السودان إعلان حمدوك بأن المنظمة الأممية التي أتى بها ستتكفل بالصرف على أهل السودان فردا فردا، وتم تحديد مبلغ بعينه سيتقاضاه كل سوداني، وهو بذلك لعله لا يعلم بأنه سيجعل أهل السودان خاضعين لمنظمة (أونروا) جديدة، أو لعله يعلم!، يا ترى هل سأل حمدوك اهلنا الفلسطينيين ماذا فعلت بهم الأونروا؟!.

المقولة الناجعة تقول:
لا تعطني سمكة؛ بل علمني كيف اصطاد.
لماذا هذا الخنوع وتسليم ثروات ومقدرات السودان للغير؟!.

لماذا لا تعكف الحكومة على المشاريع الزراعية مشروعا مشروعا وتضع له الدراسات اللازمة وتحدد شروط الاستثمار فيه ثم تقدمه لمن يرغب في الاستثمار دون الاقتصار على البنك الدولي أو جهة بعينها؟!.

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى