آراء

«العيكورة» يكتب: ما قلنا حاجة بس جيبو سكركم معاكم!

بقلم: صبري محمد علي (العيكورة)

جرت عادة أمهاتنا فى زمن غابر ولا ادري ان كانت هذه العادة موجودة ام لا وهى عندما تزور الواحدة احدى صويحباتها فى أداء واجب اجتماعي تجهز وجبة وتحرص ان يكون ضمن (عمود) الطعام سكر وشاي وبن كمواد خام وتذهب (بأكلا وشاهيها وقهوتها) يعني كاملة من مجاميعو كما يقال، فتقضي واجبها وإن كان فيها ايضاً واجب (نقدي) قدمته فى ذات المهمة وتعود منشرحة الصدر بأنها قد (قامت بالواجب). 

تذكرت حكاية السكر الخام مع الغداء او الفطور . بقدوم طلائع الحركات الموقعة على اتفاق (جوبا) وما شكله هذا التواجد الكثيف من ضغط على امكانيات العاصمة الغذائية والمنهارة أصلاً كفشل من (فشلوك) الحكومة الحالية.

وكنت أتوقع أن تحذو الحركات القادمة حذو أمهاتنا وتاتي بحقها (شاهيهم وبنّهم) حتى يخففوا على امكانيات الجيش والسكان.

فليس من ادنى شك ان السلاح الذى اتوا به قد ابتاعوه بفلوسهم ولا اريد ان اعود لصفحة طواها التاريخ ولا اريد ان أنكأ جراحات من مول من فرحم الله منهم من مضي الى ربه وهدي من ما زال يحكم.

فالتاريخ لن يرحم من اذكى نار الحرب فى السودان! ولكن قطعاً هذه الحركات (ليست مفلسه) ولها اموالها التى كانت تسير بها مرتباتها وتعييناتها وتشتري بها عتادها فأين ذهبت هذه الاموال الآن؟ اظن كان بامكانهم ان يرسلوا أمامهم شاحنات من القمح والسكر والزيت على الاقل ان يرسلوا رسائل بشرى للسكان بدلاً من لغة التهدية الخطابية والشعرية التى صاحبت ايامهم الاولى!.

وهل كانوا يتوقعون أن الجيش يعيش فى بحبوحة ورغد من العيش والدعة (برأيي) يجب ان يستضافوا اجتماعياً فى بيوت رصفائهم من العسكريين بالجيش ليروا بأم أعينهم كيف يعيش ابطالنا فى حياتهم العاديةَ

أتمنى صادقاً ان يجلس قادة الحركات التى دخلت الخرطوم ويتفاكروا حول (موضوع الاكل) يا جماعة الخرطوم ليست ولاية منتجة الا لقليل من الخضروات ولا تحتمل هذا الضغط البشري الهائل

. فهل يعقل ان الترتيبات الامنية والدمج اهملت بند الاعاشة لهذه الدرجة؟ لا اعتقد ذلك ولكن كان يجب ان يشركوا الحركات فى التكلفة فكل يأتي بمساهمته العينية والنقدية. 

قبل ما أنسي : 

تقول الطرفة ان احد فاقدي البصر كان مدعواً لوليمة تتوسطها دجاجة (محمّرة) فمد يده ووضعها بجواره قائلاً لمن حوله (كان الله فى عون الاعمي للمبصرين دجاجتين وللاعمي دجاجة واحدة).

فيا جماعة الناس ديل اعزموهم فى بيوت العساكر عشان يشوفو آخر مرة اكلوا لحم متين!.

* خاص بـ(متاريس)

زر الذهاب إلى الأعلى