«العيكورة» يكتب: الدبيبات الدوحة نفر

بقلم: صبري محمد علي (العيكورة)

المتابع للسيد حمدوك ومنذ تشكيل الحكومة (الثانية) بعد توقيع اتفاق (جوبا) يلاحظ ان هناك تغييراً كبيراً طرأ على السلوك السياسي للرجل.

وقد جاء ذلك متزامناً مع تغيير طاقم مكتبه ودخول خالد عمر (سلك) وزير شؤون مجلس الوزراء مما يؤكد ان حمدوك كان أسيراً لطاقمه القديم خلف حاجز زجاجي سميك يرى من خلاله الشعب ولا يسمع صوته.

فمنذ مجئ خالد (سلك) خرج حمدوك لزيارة التفتيش الشمالي بمشروع الجزيرة وتبعته زيارات كان آخرها زيارته لولايتي شمال وجنوب كردفان التى استمرت يومين زار خلالها مسقط رأسه مدينة (الدبيبات) وهذه اول مرة (يبيت) فيها حمدوك خارج الخرطوم أظن!. 

يمكننا القول ان السيد حمدكا (شعرة جلدو انطلقت) وزال عنه الخوف الذى كان يدثره به طاقمه القديم ووزير مجلس شؤون الرئاسة السابق مانيس وأظن اصبح من حق المتابع ان يقولها بصراحة وانصافا للسيد سلك بأنه هو المتغير الوحيد فى هذه الثوابت وينسب له هذا الحراك الحمدوكي.

اعتقد ان حمدوك بهذه (المتاتاة) التى بدأها سيفهم شيئاً عن ادارة الدولة وسيستفيد ولكنه قطعاً لن يكن هو رجل المرحلة ولن تضيف له رصيد من الخبرات للتعامل مع واقع الناس والوضع الاقتصادي المأزوم سوي انه (حضر الحفلة ورجع).

فلم تخرج الزيارة عن عباءة التوجيه والامنيات وتلقى المزيد من الانحناءات المصطنعة من وزرائه بعبارة (حاضر سعادتك) قبل ان يفيقوا على واقع الخزينة الخاوية! وما مشكلة الكهرباء المتفاقمه الا كرة لهب من الفشل يتقاذفونها فيما بينهم والمحصلة (ما فى قروش!. 

(برأيي) أن زيارات حمدوك لخارج العاصمة مطلوبة وبشدة وهذا ما ظللنا ننادي به وننتقد فيه الحكومة الاولى كثيراً ولكن يجب ان يكون لها ما بعدها من الحراك والوفاء بالوعود وتلمس الاحتياجات الضرورية كالدواء والوقود والكهرباء وغيرها.

وحتى لا يفهم من ان حمدوك يرمي من وراء زياراته الاخيره إلهاء الناس عن ما تقوم به البعثة الأممية (اليونيتامس) فيجب ان يجني الناس ثمراً. 

مخاطبة حمدوك للمنتدى الاول للصمغ العربي بمدينة (الابيض) لم تأت بجديد برايي. تفادى حمدوك مخاطبة جذور المشكلة فقبل المطالبة بعدم تصدير الصمغ الخام واضافة قيمة مضافة له والمطالبة بانشاء بورصة كان يجب عليه ان يُخاطب (مواعين) هذه الامنيات اين الطاقة والحوسوبة والطرق ومدخلات الصناعة حتى لا يُصدر الصمغ خاماً.

سار رئيس الوزراء على ذات منوال الأغاني القديمة من ترديد أولويات حكومته وأمانيها ولكن هل هناك شيئاً على ارض الواقع (برأيي) لا شي خطابات وستحفظ فى ارشيف مجلس الوزراء. 

زيارة رئيس مجلس السيادة والوفد المرافق له لدولة قطر يجب ان لا يعول عليها كثيراً ليس بخلاً من القطريين ولكن لمتغيرات كثيرة جرت منذ حدوث التغيير بالسودان والمقاطعة التى عاشتها قطر مع بعض دول الخليج يضاف لها الاثر الاقتصادي السالب لجائحة (كورونا) و استعداد قطر لاستضافة كأس العالم ٢٠٢٢م كلها ستوجد العذر للقطريين.

وقد اشار سمو أميرها لذلك بلطف حين قال (رغم الظروف الاقتصادية) فستقف قطر مع السودان ولعله اعتذار مبطن وهذا ما اكده عدم اعلان تصريح بأرقام دولارية كما هو معتاد من دول الخليج عموماً عند تقديم المساعدات.

ايضاً لا أعتقد ان قطر (مرتاحة) لكافة المكون المدني للحكومة الانتقالية لذا لا يعُقل ان تلقى بثقلها الداعم لحكومة هى تختلف معها (آيدلوجياً) او مع بعض مكونها.

كذلك لا أعتقد ان قطر ستهمل قيادة مبادرة مصالحة وطنية بالسودان بما لديها من سابق خبرة وساطة بين الحكومة السابقة وحركات دارفور بما عرف حينها (بمؤتمر الدوحة).

لذا لن تتعجل قطر (برأيي) دعمها (ان استطاعت) من دون استحضار كل هذه الملفات بما فيها ملف الاسلاميين السودانيين القابعين فى السجون او من هم بالخارج ولا استبعد ان دعوة امير قطر الشيخ تميم قد ناقشت هذا الملف ولو على انفراد مع الفريق البرهان. 

لذا يظل الرهان على الموارد الذاتية واستنهاض الهمم وتشجيع الصناعات الصغيرة و الإعفاء الضريبي للمنتج المحلي هو المتاح حاليا امام الحكومة الانتقالية. بعد ان تكشف (خواء) الدعم الأوروبي الذى تغنى به حمدوك كثيراً. 

الأثر الاقتصادي السالب (للكورونا) حول العالم جعل جميع دول الخليج تتأمل (ولا تبسطها كل البسط) الآية. 

قبل ما أنسي : 

ما حكّ جلدك مثل ظفرك والاحلام القاعدة لن تبني لنا وطن فأعيدوا القاعدة الذهبية (نأكلُ مما نزرع) واعتذروا للشعب انكم مسحتمُوها خطأ.

* خاص بـ(متاريس)

السبت ١٠/ ابريل ٢٠٢١ م

زر الذهاب إلى الأعلى