عمر بابكر يكتب: التهديد لن يفيد ولن يعيد
* أيظن قادة العهد البائد أنهم مازالوا في السلطة ولهذا خرجوا علينا من مخابئهم السرية بعد أن ذهبوا إليها يكسوهم الخوف والرعب من الثوار، ليتهم ظهروا ليعتذروا من الشعب وما فعلوه به بعد أن أذاقوه الظلم والقهر وأورثوه الفاقة، ولكنهم لم يفعلوا ما يفعله أصحاب الضمائر عندما تستفيق، بل خرجوا ليهدوا عرش الثورة المزينة بدماء الشهداء والمزخرفة بحبهم الجنوني لهذه الأرض المعطاءة، ودون أن يدروا كتبوا نهايتهم بأيديهم، ألا يعلم هؤلاء أن عهد الإرهاب قد زال إلى الأبد وتلاشى، ما عادوا مؤهلين للقتل وإن كانوا يملكون السلاح المخفي بعلمهم في عدد من الأماكن المجهولة، سيصل إليه الثوار بالتعاون مع الأجهزة الأمنية التي نراها الآن على أتم الجاهزية لمحاصرة تجار السلطة والدين خاصة أن من بين المنبوذين من تحدث صراحة عن قدرتهم على إشعال حرب لا تبقي ولا تذر، هم يتحدثون عن قدراتهم العسكرية وفاتهم أن الشعب رمى عهدهم الأسود خلف ظهره تمامًا وما عاد مقبولًا مجرد الحديث عما فات، الرؤوس تشرئب لعهد جديد قائم على الحرية والعدالة.
* عن أي إنجازات تتحدثون يا من تلاعبتم بالأخلاق والقيم والثروات، ولو قدر لكم إظهار اهتمام قليل بأمر المواطن ومعاشه والارتقاء بالبنيات التحتية ولو بنسبة ضئيلة لخلدكم التاريخ في صفحاته.. لا ننكر أن بداياتكم كانت مقبولة ولكن سرعان ما انقلبت الأمور رأسًا على عقب وتحولت الشعارات التي قاموا برفعها إلى كذب وتدليس، فقد هرولوا نحو نعيم الدنيا ومباهجها حافيي الأقدام ليتحولوا خلال وقت وجيز إلى أثرى أثرياء العالم ولم يسألوا أنفسهم من أين لهم بهذا، نعرف أنهم من محدودي الإمكانات قبل اعتلائهم السلطة كانوا يكملون عشائهم بالنوم جوعى، ولأنهم يخافون من حساب الدنيا لم يخطر ببالهم أبدًا أن يسقط عرشهم بهذه الطريقة رغم حرصهم المبالغ فيه على بناء ترسانة أمنية لحمايتهم وليس لحماية الوطن، فقد ظلوا يرددون في جلساتهم الخاصة أن الرصاصة عندهم أهم من حياة مواطن، عن أي إنجازات تتحدثون وما جادت به قريحتكم عبارة عن بنيات يهددها السقوط في كل دقيقة، وكبارٍ خربتها الفئران و(الجقور) نسبة لهشاشة الخلطة، حققتم زخارف الدنيا انتظروا حساب العادل الجبار، وقبل ذلك حكم الشعب الثائر واعلموا أن تهديداتكم هذه لن تقتل ذبابة.. أركزوا.
* خواتيم
* اجتهد فلول العهد البائد لإحداث وقيعة بين الفصيل العسكري والمدنيين، بذلوا جهودًا مضنية لإشعال نيران الفتنة وكادوا أن يحققوا مبتغاهم لولا عناية السماء التي فضحت الملعوب وأكدت قبح من سعوا لسفك دماء الأبرياء.
* ما ظل يتعرض له القائد حميدتي من اتهامات باطلة وأكاذيب مضللة عمل مقصود وممنهج قام به إعدادًا وتنفيذًا منسوبو المؤتمر الوطني لن ينسوا له أبدًا انحيازه الصادق للثورة وحمايته الفعلية للثوار فقد كانوا يعولون عليه كثيرًا لاستمرار عهدهم الأسود.
* يومًا بعد يوم وساعة بعد أخرى ستظهر للجميع الحقائق التي كانت خافية خاصة الأزمات المصنوعة والتي يقف من ورائها أذيال العهد المذموم، وكل ما أثاروه من قلاقل سيصبح من الماضي لأن الجموع عقدت العزم على الالتفاف أكثر حول الثورة، والأخيار يملكون القدرة والرغبة لتقديم الاعتذار لكل من طاله اتهام باطل.. فُضح الملعوب أيها الجرذان.
* من كانوا يستنجدون بظلال أشجار النيم والدليب من جحيم الشمس المحرقة أصبحوا من ملاك الفلل والمنتجعات الفخمة ليس في السودان وحسب بل في دول بعيدة نقلوا لها موالنا فساهموا في نهضتها ولم يهتموا للخراب الذي لحق بأرض أجدادهم.
* أكذب إن قلت إن جميع منسوبي العهد السابق فاسدون، فمن بينهم قيادات نظيفة سعت للبناء والإصلاح ولم يتلوثوا أبدًا ولكنهم قلة مقارنة بالغالبية العظمى، وإن كانوا رفاقًا لهم لم يسلموا من مؤامرات النافذين في السلطة والأمثلة عديدة وكذلك الأسماء سنوردها في حينها.
* من أجمل ما قرأت عقب صدور قانون حل المؤتمر الوطني إنا لله وإنا اليه راجعون انتقل إلى رحمة مولاه حزب المؤتمر الوطني ومنتفعوه وفاسدوه بعد معاناتهم من التوهم ثلاثين عامًا وقد تمت مواراتهم لمزابل التاريخ عند الثامنة من مساء يوم الخميس الماضي ولا عزاء لصغار المنتفعين والثكالى وأخوات (كضيبة) يقام المأتم بمنزل الشيخ المنتفع.. هو في غيرو.