آراء

العيكورة يكتب: قالت «سجمي يا أستاذ دي نعيميه بس»!

بقلم: صبري محمد علي (العيكورة)

حقيقه لم اكن متحمساً للكتابة عن هلع الحكومة من تنظيم الافطارات الجماعية خلال هذا الشهر الفضيل لقناعتي ان حالة (الرجفة) ستستمر حتى نهايات هذا الشهر و(لسه الغريق قدام) كما يقال فأمامنا ذكرى معركة بدر الكبرى فى السابع عشر من رمضان والعشرة الأخيرة.

وتابعت بكثير من الاستهجان مداهمة قوات من الشرطة لافطار اقامته يوم امس الاول مجموعة من شابات التيار الإسلامي بساحة الحرية الساحة الخضراء سابقاً بحسب (متاريس) قبل ان يتم اطلاق سراحهن بالضمانة العادية لاحظ يعتقلن من داخل ساحة الحرية!! بتهمة التهليل والتكبير أي ورب الكعبة هذه هى التهمة مررت بالخبر بمط الشفاه وتقطيب الجبين ولسان الحال يقول (وانتو شفتو حاجة)؟. 

إلا ان رسالة من قارئة كريمة اختارت لها عنوان (سجمي يا استاذ حالتو دي نعيميه بس) وطلبت مني نشرها مستنكرة الحدث وذكرت فيما ذكرت انها حكومة آخر زمن . راثية النخوة والرجولة التى ماتت فى النفوس ويبدو انها من الطبقة المثقفة حيث عرجت على اختصاص الشرطة وآلية فتح البلاغ والقرائن والتحريز والى ما ذلك . حقيقة شكرتها و وعدتها بتناول الموضوع ولكن اعتذرت عن نشر النص الذى ارسلته لاسباب فنية بحته ولكن (بصراحة كده) راق لى العنوان (سجمي يا أستاذ حاتو دي نعيمية بس).

فعلاً فهذه وجبة عصيدة بملاح نعيمية وفعلاً (حالتو دي) فقط حرائر من شابات هذا الوطن لم يخرجهن حفل ماجن ولا سفور فقد خرجن محتجبات صائمات تداعين لافطار جماعي فما المشكلة هنا؟ وهل فعلاً سقوط الانظمة يمكن ان ياتى من داخل المجتمع؟.

فتيات يعتقلن من داخل ساحة (الحرية) واضعها بين قوسين التى تذبح بداخلها الحريات بتهمة التهليل والتكبير! فأين وثيقتهم الدستورية التى تنادي بحرية التدين والمعتقد أليس الصيام والتهليل والتكبير من شعائر الاسلام؟.

(طيب) ان كان عدد محدود من شابات ادخلن الرعب فى حكومة بجلالة قدرها حتى جعلت الشرطة وبعيداً عن المهنية تطارد حلل التقليه والنعيميه والويكاب وبلا حياء ينشر الخبر عبر الاعلام (الشرطة تدااااهم) فما بالك لو خرج شبابهم ورجالهم!. 

يا جماعة استحوا وتعقلوا صحن العصيدة لن يقلب حكومة (قولو بسم الله)! طيب وماذا ستفعل الحكومة يوم (١٧) رمضان لمواجه الافطار المشهود هل ستعلن حالة الطوارئ ام حظر التجوال؟ لان حناجر ستنطلق بالتهليل والتكبير وبالأمس جاءتهم الرسالة من عطبرة والفيديو لا يكذب. 

يقال ان لجنة ازالة التمكين قد منعت الافطارات الجماعية باعتبارها مخالفة للقانون بدعوي ان طابعها سياسي (اوكي نجيكم براحة كده) فهل لجنة ازالة التمكين هى من يقرر الطابع إن كان سياسي ام ديني ام اجتماعي لمثل هذه اللقاءات ام رأس الدولة والجهات الامنية والعدلية والشرطية؟.

والى متى ستظل ازدواجية الحكم فى السودان بهذا الخلل المعيب والفاضح ولن نكف عن السؤال الجدلي (من يحكم السودان)؟ السيادي ام الوزراء ام لجنة ازالة (الافطار) أقصد التمكين.

والى متى سيظل الحبل متروكاً على غارب هؤلاء النشطاء الكُسالي يتحكمون فى مصائر ومعيشة الناس (بروشتة) البنك الدولي؟ فلم ترضيهم كل هده (الانبراشة) (كمان) يريدون المساس بالدين؟.

اظنهم بذلك قد دخلوا عش الدبابير ولن يتمكنوا من الخروج منه بسهوله . فعلى الحكومة الانتقاليه فاقدة السند والشرعية ان تترك الناس ما تركوها حرية. 

المعتقد والتدين بوثيقتهم الدستورية تعني التهليل والتكبير والصلاة والتدارس والنعيمية والتقلية والبروش والسباتات كلها حرية معتقد وتدين أليس كذلك؟.

(برأيي) ان الجماعة (ديل) قد وصلوا مرحلة غسيل السراويل مبكراً وكنت اظن ان من بينهم عاقل او عاقلة يشاركون الصائمين والصائمات افطارهم بدلاً عن هذا الوجل الغير مبرر والجري بلا كوابح حتى انزلقوا فى ملاح النعيمية والويكاب.

ومن عجائب هذا (القحط) ان تتحول عناوين المقالات الصحفية الى شاكلة (فطرة الكيزان عامله لى غلبا آآي بالرقبة) كما قالها لى احد القراء الظرفاء . طالما ان قوة من الشرطة تلملم فى الصحون والكوريات من امام الصائمين! ارأيتم كيف تضمحل الهمم وتذوب الرجولة يعتقلون شابات بتهمة التهليل والتكبير فحسبنا الله ونعم الوكيل. 

قبل ما أنسي : 

يا أهل القبلة من الإسلاميين وأهل الطرق الصوفية والميسورين والخيرين على امتداد هذا الوطن أخرجوا بفطوركم الى الطرقات فانها لم تخلو من الصائمين المعدمين الذين ينتظرون اللقمة وستنالوا اجر افطارهم واجر إغاظة هؤلاء (الهُبل).
الله اكبر ولا نامت اعين الجبناء .

* خاص بـ(متاريس)

الاحد ٢٥/ ابريل ٢٠٢١م
١٣/ رمضان ١٤٤٢هـ

زر الذهاب إلى الأعلى