أزرعوها «أب سبعين» أوعه من الإمارات!

بقلم: صبري محمد علي (العيكورة)
وزير المالية الدكتور جبريل ابراهيم نسب عدم الافصاح عن تعهدات دول الخليج (دون ان يسميها) لتعهدات واضحة خلال مؤتمر باريس لنقاشات ثنائية سمّاها بـ(المعلقة) بينها وبين السودان وأشار جبريل لرغبة الامارات فى استثمار (٨) مليار دولار باراضى الفشقة المستردة مؤخراً منذ السادس من نوفمبر الماضي.
وقال جبريل إنه كان يأمل ان تكون هناك التزامات واضحة من الدول العربية بخصوص ديون السودان وتابع قائلاً إن الإماراتيين يريدون حسم النقاش حول استثماراتهم قبل الاعلان عن اى التزام بخصوص الديون في إشارة واضحة للمبادرة الاماراتية التى تتعلق وتحت (غطاء) حل النزاع بين إثيوبيا والسودان حول الفشقة.
رغم تأكيد السودان المتكرر انه لا يوجد نزاع وان اراضي الفشقة هى اراضي سودانية تم استردادها ولا مجال للمساومة حولها وفى تصريح سابق للفريق البرهان ان الاماراتيين بإمكانهم الاستثمار في اى بقعة اخرى داخل السودان غير الفشقة وأظن كلام الفريق واضح ولا يحتمل النقاش.
وأشار الوزير جبريل لتعهدات قطر والكويت والسعودية وتناولها بنظرة ايجابية مؤكداً حرص السودان على بناء علاقات خارجية بطريقة (علمية) حسب قوله.
وتوقع وزير المالية ان ينجح السودان في اعفاء اكثر من (٤٠) مليار من جملة ديونه الخارجية البالغة (٦٠) مليار . وامتدح السيد جبريل نتائج مؤتمر باريس بحذر لم يخفيه معلقاً هذا النجاح بمدى مصداقية المتعهدين.
تقريباً هذا ملخص تصريح السيد جبريل وأظنه أشار بوضوح لسياسة (ليّ الذراع) التى تمارسها الامارات مع السودان حتى يسمح لها ان تفعل كما فعلت قبل ان تطرد من (جيبوتي) و(الصومال) بسبب هذه (الكروته الاقتصادية) والابتزاز السياسي مستغلة حالة الوهن السياسي وتشاكس الحكومات واستثمار الازمات الاقتصادية الطاحنة وهذا ما يجب ان ينتبه اليه السودان جيداً مهما طال امد المعاناة فيجب ان يتحملها بعيداً عن الامارات ! والا فسيندم يوماً ما.
و(لالوب بلدنا ولا تمر الامارات) يجب ان تكون هى سياسة وفلسفة المرحلة القادمة وإن نزرعها (اب سبعين) فأبرك لنا ألف مرة من ان نبتز في كرامتنا وتنتهك سيادتنا تحت مسمي (المبادرة) الاماراتية.
سيما وان هذه المبادرة ما زالت عنواناً بلا تفاصيل وان رشح الجانب القاتم منها رغم نفى المسؤولين فى البلدين لهذه التسريبات والتى من بينها ان الشركات التى ستأتي بها الامارات هى شركات اسرائيلية وأن العمالة ستكون من اليهود (الفلاشا) فى رحلة العودة للوطن الام بعد ان ضاقت بهم اسرائيل ذرعاً.
ومنها ان من حق الامارات الحماية العسكرية الكاملة على هذه (الفشقة) كما فعلت بإحدي الجزر الاريترية ولعلها جزيرة (ساوا) حيث انشأت فيها قاعدة عسكرية متكاملة.
الشى الآخر الذي يجب التوقف عنده هو لماذا هذا الاصرار الاماراتي إن لم يكن خلفه اطماع دولية و(الست عنايات متعوداااا) ودونكم ليبيا واليمن والعاقل من اتعظ بغيره ويجب ان تكون فلسفة المرحلة والصوت الجامع هو (كلو شيء ولا الفشقة) حتى يتساقط العملاء وخفافيش الظلام ويتم فضحهم على رؤوس الاشهاد وناس اجتماع قاعة صافولا. اللهم فأشغلهم بغير السودان.
قبل ما أنسي :
أحد أعمامنا ذهب حاجاً فى عامٍ ما ويبدو انه ضاق (عصره) فى احدى الصلوات داخل صحن الحرم المكي خرج منها منهكاً. وعندما حان وقت الصلاة التى تليها قيل له يا حاج ياللا الصلاة فقال لهم (أوعه من الحرم بصلي قبلي). فهسي يا جماعة (اوعه من الامارات ازرعوها أب سبعين) بس.
* خاص بـ(متاريس)
السبت ٢٢/ فبراير ٢٠٢١م