«الحلو» أعطوه بيت النظارة ثم انتظروا!

بقلم: صبري محمد علي (العيكورة)
ورد فى الأنباء ان جولة مفاوضات ستنطلق اليوم بعاصمة دولة جنوب السودان (جوبا) بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو وكعادة حكومتنا المهزومة فقد (تخمخمت) واتجهت نحو جوبا.
حمدوك وصل بالامس والبرهان سيصل اليوم وسلفاكير الراعي والحكيم لهذه المفاوضات (سبحان الله)! وكباشي المنحدر من جبال النوبة والحلو المنحدر من ذات الجغرافية سيجلسان على طرفي طاولة المفاوضات.
وبلا شك سيكون مدير منظمة الغذاء العالمي الأمريكى (اللصقة) حاضراً ولا يساورني ادنى شك انه من صاغ (للكاسترد) ما يقول وما يطالب به وما يراوغ به وما وقفته خلف الحلو مستقبلاً حمدوك يوم ذاك فى ارضه المحررة بكاودا بعد ان جرده من حرسه الخاص وطائرته إلا خلاصة لهذه الرواية والهدف المفضوح.
يريد الحلو الشيوعي المتشدق بالديمقراطية وباعداد قليلة لا تمثل حتى منطقة جبال النوبة ان يفرض رأيه على اربعين مليون سوداني كيف يحكموا؟ ولم يتواروا خجلاً من إخفاء كلمة العلمانية التى لو طرحها الحلو لجيرانه لنبذوها جميعاً ولسقطت بنسبة (١٠٠%).
فلماذا تهرول الحكومة للجلوس مع من لا يؤمنون بالديمقراطية ويريدون فرض (آيدلوجيا) فكرية فاسدة بالبندقية! علمانية الدولة وفصل الدين عن الدولة وما لله لله وما للحكومة للحكومة،
اعبدوا الله داخل مساجدكم وخلاويكم وترنحوا مع ضربات الطار وانين النوبة كما شئتم ولكن اذا خرجتم بالخارج فالحكم مدنى وضعي ولا تحدثنا ايها الرجعى عن ماذا قال الله عز وجل وماذا قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
أليست هذه هى مطالب الحلو (بلاش لف ودوران) ويريدها بالضراع كده! فان رضيت الحكومة الدنيئة فى دينها فيجب ان يكون للشعب كلمته الحقة وصوته الداوي.
الامر برأيي ليست مظاهرات ولا مسيرات بل تكوين جبهة عريضة من أهل القبلة بالسودان وتحت اى مسمي لمناهضة واجهاض هذا المخطط الخبيث والغدر الفاضح بالعقيدة والوطن وان دعت الحاجة لحمل السلاح كما حمله من يريدون ان يكرهوننا على شريعتهم الفاسدة وضلالهم البهيم فما المانع ان يحمله الناس كما حمله الحلو ورفاقه.
فمن (يطلع) هذا الحلو الذي تهرول له الحكومة بجلالة قدرها ليسترضوه ويطلبون منه ان (يروق المنقة)! فمن ينادي بالديمقراطية فعليه ان يقبل بحكمها له او عليه وإلا فليكفوا عن ترديد هذه الاسطوانة المشروخة فقد اصموا اذاننا بها.
تحقيق السلام أيتها الحكومة (الرشيدة) لا يعني ان يتنازل الناس عن دينهم ومبادئهم وأخلاقهم من اجل ان يرضى (الحلو).
فلا تغلفوا للشعب الكلام تحت العناوين الجانبية الفضفاضة فالرجل يطالب وبقوة (بعلمانية الدولة) وكيف يحكم السودان (كما يرى) نعم هكذا يريد ان يقررها منفرداً هو و رجالة و (الحكومة شغالة تحانيس) وترجوه ان يباركها.
والكل يعلم ان كيفية حكم الدول تقررها دساتيرها بعد استفتاء الشعوب عليها وتظل امراً مقدساً للجميع.
الرئيس الامريكي الاسبق (باراك اوباما) عندما غادر سدة الحكم بعد دورتين قال بامكانه ان يقدم الكثير لامريكا ولكن القانون لا يسمح له بالترشح لاكثر من دورتين وكررها فى اعتزاز (ولكن يظل القانون هو القانون) (law is the law ) ويريد (مستر) الحلو ان يأخذها بالبندقية لا بالقانون.
فليجتمع زوار (جوبا) ألف ولكن فى النهاية فسيظل الشعب وحده هو صاحب القرار الأخير .
قبل ما أنسي :
قيل ان أحد الرجال كان يتحدى أقرانه أن حواء لم تلد من يستطيع (نشل) نقوده وراهنهم بأنه سيدخل بها جراج العربات حاملها فى جيبه ثم سيعود بها كاملة غير منقوصة.
وفى ظل محاولة أقرانه إثنائه عن هذه المغامرة كان جدهم المسن يتابع الجدال فأشار عليهم ان يؤجل هذا (المتشالق) حمل المبلغ وان يحمل فى جيبه بدلاً عنه (جراب نظارة فارغ) فإن عاد به فله ان يدخل السوق بأمواله كما أراد وان لا فليترك هذا التحدي . وقد كان فذهب صاحبنا وعاد خالى الوفاض والجيب فقد (نشل الحرامي جراب النظارة).
فهسي يا ناس (جوبا) الزول ده أدوه بيت النظارة وخلونا نشوف!.
* خاص بـ(متاريس)
الاربعاء ٢٦/ مايو ٢٠٢١ م