لقاء مركزية «قحت» بحميدتي.. داير قربك لكن مُحتار

بقلم: صبري محمد علي (العيكورة)
لقاء السيد نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول حميدتي بالمجلس المركزي للحرية والتغيير الذى تم بالامس وتداولته المواقع الاخبارية كان مفاجئاً للجميع وفى جملة واحدة على لسان الكل تلخص الدهشة (ما الذي تغير)؟ ومن هم مركزية قحت؟ أليست هم قبائل اليسار والمتلونين من الاحزاب التقليدية؟.
ومن صياغة الخبر بان حميدتى استقبلهم فى (مقر اقامته) دون ان يحدد جغرافية ذلك المقر يُفهم منه ان (الجماعة مشوا ليهو)! إذا هنالك شيئاً ما تغير بالحرية والتغيير وليس حميدتي الذى ظل كلامه ومفرداته هي هي يكررها ببساطته المعروفة.
(طيب) هل اصبح (الجنجويد الرباطة) بين ليلة وضحاها ملائكة يمشون فى الارض تطمئن لهم (قحت) بدليل هذه الهرولة؟ أم أن مكون الحكومة تأكد له بما لا يدع مجالاً للشك انهم ساقطون ساقطون وبحاجة (لدفرة) إماراتية ولم يجدوا من يوصل صوتهم لعيال زايد اصدق من حميدتى! أم انهم أتوا معتذرين عن تجاوزاتهم المتكررة ضد قوات الرجل وما الزيارة إلا للاعتذار و(سف التراب) أمام الرجل الطيب و ما ارادوا الا استدرار عطفه لينالوا صفحه عن ذلاتهم السابقة.
أم انهم قصدوا استمالة الرجل الثاني لعلمهم بخلفيته الدينية المناهضة للتطبيع فأرادوا ان يضربوا على هذا الوتر الحساس للمزيد من الكسب السياسي لذا لم يبدأوا بالبرهان وفضلوا حميدتي حتى يجدوا منبراً معتبراً مدعوماً بالعسكر لمخاطبة الشعب.
إذاً هناك شئ غير طبيعي قد حدث ولا تريد (قحت) الافصاح عنه.
عضو مجلس السيادة الهادي ادريس (حجر) أقر من السعودية انهم قد (فشلوا) ومولانا اسماعيل (ابوضفائر) صرخ بها قبل أيام والهجوم الحاد لاحد كوادر حزب الأمة على نشطاء اليسار وفشلهم فى إدارة الدولة متهمهم بالسارقين والمخادعين.
واستقالة السيدة عائشة موسى عضو المجلس السيادي وهجومها العنيف على مكونات الحكم والإحباط اليومي الذي يبثه وزير الطاقة ( أن لا امل) ان يعيد لكهربته سيرتها الاولى فى اشارة للقطوعات.
والالتفاف الشعبي القوي حول موضوع (الفشقة) وسحب الإمارات لمبادرتها وحلم التطبيع الذى لم تستطع الحكومة حتى كتابة هذه السطور ان تؤكده وتعلنه للشعب أو ان تنفيه وتمزق وريقاته المحفوظة داخل ادراج وزير العدل الأمريكي الجنسية ذو الاصول السودانية نصر الدين عبد البارئ .
الأزمة الاقتصادية التى لم تبارح مربع الرغيف والمحروقات والماء . معاودة تهاوي العملة الوطنية امام الدولار . الهرولة الثانية لـ(جوبا) خلف (الحلو) وترتيبات حفلة ندي القلعة الثانية التى ربما تكون قريباً.
أظن كل هذه القرائن المحبطة هي ما دعت (قحت) ان ترتدي ثوب الواعظين والمشفقين على الوطن وجاءوا ليذرفوا الدموع بين يدي حميدتي عسى ولعل ان يرضى عنهم الرجل ويوقف (المطاعنة الكلامية) التى ركز عليها فى خطاباته مؤخراً.
واليساريون عموماً يجيدون اخراج مثل هذه (الدراما) ضحكاً او بكاءاً.
وإن جاء اللقاء مغلفاً تحت عنوان (مناقشة القضايا المتعلقة بإستكمال مهام الفترة الانتقالية) وفى مقدمتها معاش الناس والتحول الديمقراطي ومناقشة قيام انتخابات حرة ونزيهة ! كلام للاستهلاك السياسي وإلا فقل لى بربك أين الانتخابات يا سيدي حتى تناقشوا نزاهتها من عدمه والفقرة الاخيرة مناقشة (جمع الصف الوطني)!.
حسنا دعونا ننتظر كيفية هذا الجمع وكم تمنيت لو انهم أعادوا قراءة اسباب استقالة النائب العام مولانا تاج السر الحبر وبعدها ان يشرحوا لنا عن اى صف وطني يتحدثون حتى نصدقهم.
قبل ما أنسي :
غايتو الناس لمن تبقى خفيييفة ولسانا فاكي ترا ياهو بحصل ليها نوع الجهجهة دي!.
حميدتي مرة قال فى جماعة جو بركوا لى فى الواطه دي ! يا ربي ما يكون بقصد ناس هناي ديل زاتم؟.
* خاص بـ(متاريس)
الخميس ٢٧/ مايو ٢٠٢١ م