جايي تترجاني أغفر ليك ذنبك

بقلم: عادل عسوم
ما أن يصل صوت عثمان حسين رحمه الله مبتدرا هذه البكائية بهذا البيت المُسَتَّف حزنا؛ أتذكر صورة جمعته براحلنا بازرعة، يقفان والبحر امامهما يترامى كأنه يستقي من عمريهما امتداده، ومن خلفهما تتكاثف الغيوم في الآفاق تغطي زرقة السماء، لكأني بها تبكي إيذاناً بالعروج!، وبالفعل لم يتأخرا كثيرا عن الارتحال تباعا…
هذه الأغنية بكمالها الشعري، واللحني، والأدائي، شكلت وجدان أجيال ولم تزل، وكم تتناثر مشاعري فأحار أأحزن أم أسعد كلما استمعت لصبي أو صبية يدندن بها!
جاي تترجاني أغفر ليك ذنبك…
بالرغم من القساوة التي تتخلل عصب الأحرف… إلا إن اللَّحن والأداء وكَمّ الحزن المبثوث في بِتِلاّت الكلمات وأوراق المعاني تجعلك تيقن بأن الشاعر سيسامح ويفغر لاحقا لامحالة!…
إنها سماحة النفس…
إنه طبع التجاوز والغفران المركوز فينا يا أحباب…
برغم ألم الفرقة، وبرغم حرقة اليقين بخداع الأماني الذي تنصب شباكه عليها؛ إلاَّ إنّ برق الحب غير الخُلَّب المؤذن بالمطر، يتدلى حبلُهُ بثقة من السماء، فيتشبث به القلب، ويتأبى على السقوط في صعود إلى القمر، وإذا بأسراب طيور الغرنوق والرهو القادمة من البعيد تصدح على الشطآن بأن السفينة لامحالة راسية على جوديِّ يعصمها من الغرق…
فالحبيبة معذورة، فقد ظنت بأن السعادة تكمن في المال والجاه…
كنت تحلم بالسعادة
هِيَّ غير ماإنت فاكر..
هِيَّ في كلمة مودة
هِيَّ في نبضة مشاعر..
في القلوب المابترد
أي طارق أي زائر..
شايله هم الدنيا زادت
ماليه كل الكون بشائر..
وهنا في هذه الجنة تولد وتنمو وتتفتح أزاهير السعادة، ومن أفرع الأشجار المتشابكة في وجه الشمس الحارقة تتساقط الثمار إلى أيدي الرافلين تحتها في وئام…
وقدَرُنا دوما كبشر أن تكون في كل جنة شجرة يتسبب الأكل منها بعادا وحرمانا!…
ولكن يظل الماضي الصادق النوايا، والجميل بخبء الطوايا؛ أوثق رباط وأمتن أساس للسماح والغفران:
إجتمعنا علي المحبة في ثواني..
في طريق مفروش بي حبى وحناني..
وإفترقنا كل واحد في طريقو..
انا ضائع وإنت مخدوع بالأماني..
آهـ… كل زادي… في ضياعي… قلبي مفتوح للأحبة..
للجمال الأشجى روحي، في شعوري سحرو شبّا..
ورسالة فَنِّ سامي، تدعو للخير والمحبة..
إلاّ قلبك ياحبيبي، لسه ما أدرك وشبّا..
وهنا ينتصر بازرعة لعوالم الرجال…
ويقف شامخا ليمسح على سقف السماء اتهامات من حواء بقساوة تعتري قلوبنا:
حِبي سامحتك لحبى ما لأجلك..
للمعانى الكنت بنظم فيها حولك..
والحقيقه كل أملى أبقا جنبك..
وتحتشد في الختام كلمات تعتصر المآقي لتسيل منها الدموع أنهارا:
أصلى بعدك ما هويت..
ويمد راحلنا عثمان حسين صوته الندي بياء الهوى مدا حتى يوشك السامع أن يقول ليته سكت…
ثم يختم كل ذلك ليقول:
ولا حتى قبلك..
جاى تترجاني أغفر ليك ذنبك..
ماكفايه الشفتو من نارك وحبك..
إنت فاكر تاني أرجع لك واعاتبك..
لا..
لا..
لا.. ياناكر، دربي أصبح ماهو دربك..
كنت تحلم بالسعاده، هي غير ماإنت فاكر..
هِيَّ في كلمة مودة، هِيَّ في نبضة مشاعر..
في القلوب المابترد، أي طارق أي زائر..
شايلة هم الدنيا زادا، مالية كل الكون بشائر..
إجتمعنا علي المحبة في ثواني..
في طريق مفروش بي حبي وحناني..
وإفترقنا، كل واحد في طريقو..
انا ضائع، وإنت مخدوع بالأماني..
آهـ… كل زادي، في ضياعي، قلبي مفتوح للأحبة..
للجمال الأشجى روحي، في شعوري سحرو شبّا..
ورسالة فنِّ سامي، تدعو للخير والمحبة..
إلا قلبك ياحبيبي، لسة ماأدرك وشبّا..
حِبي سامحتك لحبي ما لأجلك..
للمعانى الكنت بنظم فيها حولك..
والحقيقة كل أملي أبقا جنبك..
أصلى بعدك ما هويت..
ولا حتى قبلك..